تزامنا مع توجه الكويت نحو التوسع في إقامة مشاريع تنموية كبرى، خلال الفترة المقبلة، والذي ترجمه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، بتدشينه أمس الأول التشغيل الكامل لمصفاة الزور، وتأكيد سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، أن "هناك كما هائلا من المشاريع التنموية قادمة في الطريق"، شرعت البلاد أيضا في توسيع نطاق الانفتاح على دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، واستكمال العديد من المشاريع المشتركة معها، فضلا عن استهلال مشاريع أخرى جديدة معها.
في هذا الإطار، أعلنت وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون البلدية الدكتورة نورة المشعان أمس الخميس، اعتماد اللجنة التوجيهية العليا الكويتية السعودية خلال اجتماعها السادس، مخرجات دراسة الجدوى لمشروع الربط السككي بين مدينتي الكويت والرياض.
وقالت الوزيرة المشعان في تصريح لـ "كونا"، إن "الاتفاق بين البلدين الشقيقين يعد انعكاسا للارادة المشتركة، لبناء مستقبل مستدام ومترابط في المنطقة".
ورحبت المشعان بزيارة الوفد السعودي الشقيق برئاسة وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر، واصفة الزيارة بـ أنها خطوة مهمة" في إطار تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين الشقيقين.
أضافت أن هذه الزيارة تمثل جسرا فاعلا لتبادل الخبرات وتعميق الشراكات الإقليمية، والذي توج في الاجتماع السادس للجنة التوجيهية باعتماد هذا الاتفاق، مؤكدة أن "الدراسة امتدت لمدة ستة أشهر، واستطاع فريقي الدولتين التغلب على العوائق، عبر تكثيف الجهود المبذولة، وعقد عدة ورش في مختلف المجالات".
وأفادت بأن الاجتماعات كانت عبر وسائل الاتصال المرئية بشكل شبه يومي، بين فريقي إدارة المشروع من كلا البلدين، مما زاد من التواصل الفكري والتنموي لبناء المشروع.
وأكدت استمرار دولة الكويت في الترحيب بمثل هذه المبادرات، التي تسهم بلا شك في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتوسعة آفاق التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وشددت على أهمية العمل المشترك، مبينة أن هذا المشروع سيفتح آفاقا جديدة للنقل والخدمات اللوجستية، ما سيعود بالنفع على الشعبين الكويتي والسعودي.
من جانبه أعرب الوزير الجاسر في تصريح صحفي، عن بالغ ارتياحه لما أسفرت عنه المباحثات في اجتماع اللجنة التوجيهية العليا، لتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين الشقيقين.
وقال الجاسر إن اللقاءات مع المسؤولين الكويتيين كانت "مثمرة للغاية"، وتميزت بالروح البناءة والرغبة المشتركة، في تحقيق مزيد من التعاون في مجال النقل والخدمات اللوجستية.
أضاف أن هذه الزيارة جاءت تلبية لتوجيهات القيادات العليا للبلدين الشقيقين، الرامية لتعزيز التنمية الاقتصادية والتجارة والتواصل بين الشعبين الشقيقين، والتطلع قدما نحو مزيد من الترابط وتكامل البنى التحتية، بما يخدم المصالح المشتركة.
من جهة أخرى أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، ان المجلس مقبل على مشاريع خليجية جديدة، مؤكدا قطع شوط كبير لإنجاز التأشيرة الخليجية المشتركة.
وقال البديوي في تصريح لـ "كونا"، إن المجلس يعمل بشكل دؤوب في سبيل تحقيق التكامل، مؤكدا تحقيق انجازات عديدة في هذا الاتجاه.
واوضح ان المجلس حقق انجازات سياسية وعسكرية واقتصادية ، لافتا إلى ان التكامل الاقتصادي يتطلب المزيد من العمل والجهد، خاصة واننا نتحدث الآن حول مشاريع الأمن المائي ومشاريع إعلامية وتربوية مشتركة.
واستعرض البديوي العديد من الانجازات الأخيرة ومنها مشروع الريط الكهربائي والربط السككي الخليجي وغيرها من المشاريع الاخرى.
وقال البديوي في رده على سؤال لـ "كونا"، حول تعزيز السياحة في دول مجلس التعاون: "ان المجلس أقر في دورته ال44 بالدوحة التأشيرة الخليجية الموحدة التي من شأنها رفع معدل السياحة بدول المجلس، مبينا ان اللجان الفنية المتعددة تعمل بجهد كبير من اجل التوصل إلى الشكل النهائي لهذه التأشيرة".
: "لدينا ست دول لديها انظمة مختلفة حول التأشيرة ونعمل الآن على توحيد هذه الانظمة مؤكدا قطع شوط كبير في سبيل انجازها".
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، قد أكد أهمية الاجتماع الـ 121 للجنة التعاون المالي والاقتصادي بدول مجلس التعاون، والذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة.
وأعرب الأمين العام في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع، عن سعادته في المشاركة في اجتماع اللجنة لاسيما وأن هذه اللجنة تعتبر واحدة من أهم اللجان المعنية بالعمل الخليجي المشترك، لما لها من دور كبير في تطبيق الاتفاقية الاقتصادية الخليجية، وتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود الذي جاء بناء على رغبة كبيرة وعارمة من قبل قادة دول مجلس التعاون.
وقال إنه تم مناقشة نتائج الاجتماع الـ 82 لجنة محافظي البنوك المركزية وتم اتخاذ القرارات المناسبة المستحقة لها، كما تمت مناقشة نتائج اجتماعات هيئة الاتحاد الجمركي وأن هذه الهيئة أنشأت من أجل توحيد العمل الجمركي المشترك، إضافة الى مناقشة نتائج اجتماع لجنة السوق المشتركة التي هي حلم كل مواطن خليجي.
وبين أنه تمت مناقشة نتائج اجتماع الفريق الذي بحث مبادرات مجموعة العشرين "جي 20"، في المسار المالي والتعاون مع مجموعة ال20 فيما يخص المسار المالي الخليجي موضحا العمل بشكل جدي وواضح وصريح تجاه تنفيذ هذه المبادرات.
وذكر أنه من أهم البنود التي تم مناقشتها هو موضوع إقامة فعالية كبيرة في الاجتماع القادم السنوي للبنك الدولي في أكتوبر 2024 بواشنطن، خاصة وأن الاقتصاد الخليجي اقتصاد ذو سمعة مالية كبيرة و مبني على سياسات واضحة وشفافة تخدم الحاضر وتضمن المستقبل وتعمل على تنويع مصادر الدخل وايجاد وفتح أسواق للسلع الخليجية.
وذكر أنه سنويا نذهب إلى اجتماع البنك الدولي ونشارك بفعالية، معربا عن أمله بأن تكون المشاركة متميزة، من خلال إقامة العديد من الفعاليات الخاصة بالعمل الخليجي المشترك لترسيخ هذه المكانة المالية العظيمة التي وصلت إليها دول مجلس التعاون.
