فيما صحا العالم أمس الأول الجمعة، على «كارثة تقنية ورقمية»، نتيجة للعطل التقني في النظام العام لشركة «مايكروسوفت»، والذي أصاب الكثير من الخدمات والمرافق العالمية بضرر شديد، وفي صدارتها، شركات الطيران والمطارات، والبنوك وأسواق المال وغيرها، فقد استنفرت الجهات المعنية في الكويت، وحشدت كل جهودها وطاقاتها، للتعامل مع هذا الخلل، وتجنيب البلاد تداعياته السلبية والخطيرة.
في هذا السياق أعلن وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، أنه بتوجيهات ومتابعة من سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، تم إنشاء غرفة عمليات وتخصيص خط ساخن لمتابعة الوضع الخاص بالمشكلات المتعلقة بخدمات شركة «كراود سترايك» وتقييمه، وتقديم الدعم اللازم لجهات الدولة المختلفة بشكل فوري من أجل ضمان كفاءة واستمرارية عمل أنظمتها الإلكترونية في ظل هذا الوضع العالمي.
وأوضح الوزير العمر في تصريح صحفي لـ «كونا»، أن غرفة العمليات بقيادته وبمشاركة الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات والجهاز الوطني للأمن السيبراني، عملت على مدار الساعة، للتعامل مع الخلل العالمي، وتجنيب البلاد تداعياته السلبية.
وكشف الوزير العمر عن أنه وفقا للتصريحات الرسمية من قبل شركة «كراود سترايك» فإن سبب الأزمة هو خلل في تحديث لأنظمة الشركة، الذي تبين أنه أدى لتعثر بعض الخدمات التي تقدمها الشركة وليست بسبب هجمات أمن سيبراني.
أضاف أن غرفة العمليات التي أنشئت للتعامل مع هذا الحدث حصرت الجهات التي تستفيد من خدمات الشركة، وتابعت الإجراءات اللازم اتخاذها من قبل هذه الجهات، كما تم التواصل كذلك مع جميع الجهات للتأكد من عدم تأثرها بالمشكلة القائمة، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع كل من شركة «كراود سترايك» وشركة «مايكروسوفت».
وقال الوزير العمر : «نود أن نطمئن الجميع بأن الوضع في الأجهزة الحكومية في الكويت مستقر، ولم تتأثر أي من الأجهزة والتطبيقات الحكومية نتيجة لهذا التوقف بفضل الجهود المستمرة التي نبذلها في تعزيز وتأمين أنظمتنا الحكومية والبنية التحتية الإلكترونية».
وشدد على أن «أمن المعلومات وحماية البنية التحتية الرقمية من الأولويات القصوى، وقد أثبتت الإجراءات الاحترازية والأنظمة الأمنية المتقدمة التي تم القيام بتطبيقها مدى فعاليتها في التعامل مع مثل هذه التحديات».
وأوضح أن هناك جهودا حكومية مشتركة للتعامل مع هذه الأزمة، وتأمين الأنظمة والخدمات الحيوية، «وعليه نطمئن جميع المواطنين والمؤسسات بأن الأوضاع جيدة للغاية، وأنه يتم التنسيق بشكل متواصل مع الجهات الدولية والمحلية لفهم مدى تأثير هذا العطل، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيره على البنية التحتية الرقمية»، مع التأكيد أن الفرق الفنية في مختلف الجهات الحكومية تعمل على مدار الساعة لمتابعة التطورات.
واختتم تصريحه قائلا: «ننصح الجميع بالتحقق من مصادر الأخبار الرسمية للحصول على التحديثات الدقيقة حول الوضعن وتجنب نشر أو تداول الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة، ونحن نؤكد لمواطنينا ومؤسساتنا أن جميع الخدمات الحكومية الإلكترونية تعمل بكفاءة عالية ودون أي تعطل».
وكانت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات والمركز الوطني للأمن السيبراني، أعلنت عن مواصلة العمل بالتنسيق مع الجهات الدولية والمحلية للحد من تأثير الخلل التقني العالمي على البنية التحتية الرقمية في البلاد.
وقالت هذه الجهات في بيان مشترك، إنه «نظرا للخلل التقني الذي يشهده العالم حاليا فإن الفرق الفنية كافة تعمل على مدار الساعة لمتابعة التطورات وإعادة الخدمات إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن»، مشددة على ضرورة التحقق من مصادر الأخبار الرسمية للحصول على التحديثات الدقيقة حول الوضع وتجنب نشر أو تداول الإشاعات أو المعلومات غير المؤكدة.
وأكدت حرصها على العمل في إطار جهد مشترك للتعامل مع هذه الظروف وتأمين الأنظمة والخدمات الحيوية، مطمئنة جميع المواطنين والمؤسسات إزاء مساعيها الحثيثة نحو ضمان عودة الأمور إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن.
في السياق ذاته دعت وزارة الخارجية في بيان لها، المواطنين الراغبين بالسفر من وإلى دولة الكويت، للانتباه إلى أهمية التواصل مع شركات الطيران التي تقلهم، للتأكد من عدم تأثر رحلاتهم بالمشكلات التقنية العالمية التي أثرت على عدد من أنظمة تشغيل المطارات حول العالم.
على صعيد متصل، دعا الوكيل المساعد لقطاع الصحافة والنشر والمطبوعات بالتكليف في وزارة الإعلام لافي السبيعي، وسائل الإعلام كافة، إلى ضرورة الالتزام بالمصداقية ومعايير النشر في كل ما تنشره، عما يحدث من خلل في أنظمة التشغيل الإلكترونية على مستوى العالم على مواقعها أو صفحاتها على منصات التواصل من مواد مقروءة أو مسموعة أو مرئية، لافتا إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات بحق المخالفين، وسيتم اتخاذ الإجراءات في حق من سيخالف ذلك مستقبلا.
من جهتها أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني أمس الأول الجمعة عودة جميع الأنظمة التقنية إلى وضعها الطبيعي، وأن جميع الأنظمة الخاصة بشركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي عادت أيضا إلى شكلها المعتاد.
وأوضح المتحدث الرسمي للطيران المدني عبد الله الراجحي في بيان صحفي، أن سرعة استجابة وتفعيل خطة استمرارية العمل الطارئة المعتمدة في الإدارة العامة للطيران المدني كان لها أثر إيجابي نحو التقليل من الآثار السلبية لهذا الخلل.
وكانت الإدارة العامة للطيران المدني قد أعلنت أمس الأول، تفعيلها خطة استمرارية العمل في الأزمات بعد تأثر بعض الرحلات في مطارالكويت الدولي بسبب الخلل الفني، الذي حدث صباح الجمعة، في النظام العالمي لمنصات بعض الشركات العالمية.
وأكدت الإدارة تنسيقها مع شركة الخطوط الجوية الكويتية وشركة طيران الجزيرة وشركات الطيران العاملة في مطار الكويت الدولي، إذ قاموا باتباع الإرشادات الخاصه بهذا الشأن.
من ناحيته أكد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الكويتية أحمد الكريباني، بأن جميع أنظمة الشركة تعمل بشكل طبيعي ودون انقطاع على مدار الساعة، إضافة إلى التواصل المستمر مع الركاب والمحطات الخارجية وقطاعات الأمن لضمان سلامة الركاب والطائرات.
وأضاف الكريباني في بيان صحفي أن قطاع الأمن السيبراني ودائرة تكنولوجيا المعلومات في الخطوط الجوية الكويتية نفذتا الإجراءات اللازمة لعزل الأنظمة المتأثرة بسرعة، مشددا على حرص الشركة على ضمان استمرار سير العمليات بشكل طبيعي من دون التأثير على الخدمات المقدمة لعملائها.
بدوره أكد بنك الكويت المركزي أمس الأول الجمعة عدم تأثر أي من خدماته نتيجة تعطل العديد من الأنظمة والخدمات وتأثر الإنترنت حول العالم، مشددا على مرونة القطاع المصرفي في الاستجابة لمثل هذه الظروف.
وأوضح «المركزي» أنه قام بالتوجيه الفوري لجميع الجهات الخاضعة لرقابته، لتفعيل خطط الطوارئ المعمول بها في مثل هذه الظروف ،للتأكد من استمرارية الأنظمة والأعمال بشكل اعتيادي بما لا يؤثر على الاستقرار المالي في دولة الكويت.
من جهته أكد المتحدث الرسمي نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والابتكار في شركة نفط الكويت عيسى المراغي، أن عمليات الشركة تسير بشكل طبيعي ولا يوجد تأثير للخلل التقني العالمي على عمليات الإنتاج والتصدير.
وأوضح المراغي في تصريح صحفي أن شركة نفط الكويت لا تستخدم المنظومة المشار إليها «كراود سترايك»، مشيرا إلى أن «الأنظمة في الشركة تعمل بشكل طبيعي».
من ناحيتها أكدت بورصة الكويت والشركة الكويتية للمقاصة، أن أنظمة التداول والتسوية والتقاص لم تتأثر بالانقطاع التكنولوجي العالمي الناجم عن تحديث برمجي خاطئ أصدرته شركة الأمن السيبراني «كراود سترايك».
وذكرت البورصة في بيان على موقعها الإلكتروني أمس السبت، أن جميع الأنظمة والتطبيقات الإلكترونية تعمل بشكل طبيعي نتيجة للجهود المستمرة من قبل منظومة سوق المال الكويتي لتعزيز وتأمين عمليات السوق وبنيته التحتية الإلكترونية.
من ناحيته قال اتحاد مصارف الكويت إن البنوك المحلية الكويتية، تتمتع بخطط استمرارية الأعمال للتعامل مع الأزمات والتعافي منها للحد من التأثيرات السلبية على البنية التحتية الرقمية والخدمات المصرفية.
