تزامنا مع طمأنة منظمة الصحة العالمية، لجميع شعوب الأرض، بأن جدري القرود «ليس وباء كوفيد جديدا»، لأن السلطات المعنية تعرف جيدا كيف تسيطر على انتشاره، طمأنت حكومة دولة الكويت بدورها المواطنين والمقيمين، على خلو البلاد، من أي إصابات بمرض جدري القرود.
فقد أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، أن وزارة الصحة لم ترصد أي حالة إصابة بمرض جدري القرود في دولة الكويت، وأنها مستمرة في العمل على توفير الدعم الكامل لفرق العمل المعنية بالرصد والتأهب لحماية صحة المواطنين والمقيمين.
وأوضح العوضي أن الوزارة قامت باتخاذ كل الإجراءات الوقائية، وتوفير المستلزمات الطبية بهدف حماية البلاد من هذا المرض.
من جهته أشاد مجلس الوزراء بالجهود التي تقوم بها وزارة الصحة، والمسؤولون والعاملون فيها ،على متابعتهم المباشرة لآخر التطورات الصحية العالمية بخصوص هذا المرض، وحرصهم على سلامة المواطنين والمقيمين متمنيا للجميع الصحة والعافية.
على الصعيد الدولي، أكد المدير الإقليمي لأوروبا بمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغ، أننا «معا يمكن، بل ويجب، أن نتصدى لجدري القرود».
جاء تصريح كلوغ للصحفيين، رغم المخاوف القائمة من سلالة جديدة تنتمي لفيروس جدري القرود، ورغم توخّي الحذر عالميا.
وقال كلوغ إن تحركاً قويا الآن – يتضمن توفير لقاحات للمناطق الأكثر احتياجا- يمكن أن يحول دون الدخول في حلقة جديدة من الذعر والإهمال.
وتأكد وجود سلالة جديدة من جدري القرود، اسمها العلمي «كليد آي بي»، في السويد الأسبوع الماضي، وهذا الوجود مرتبط بالتفشي المتنامي في أفريقيا.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، تسبّب جدري القرود في مقتل ما لا يقل عن 450 شخصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، على صلة بالسلالة الجديدة للفيروس.
وثمة الكثير مما لا نزال بحاجة لنعرفه عن تلك السلالة الجديد، بحسب ما يقول خبراء، لكنها قد تكون ذات قدرة أكبر على الانتشار، ما يجعها أكثر خطورة.
ولم تُرصد حالات إصابة بهذه السلالة الجديدة في المملكة المتحدة، لكن خبراء يحذرون من إمكانية انتشارها ما لم يُتّخذ إجراء دولي.
وكانت سلالة أخرى من فيروس جدري القرود، هي «كليد2» وراء تفشي المرض في عام 2022، وكانت قد بدأت في أوروبا قبل أن تنتقل منها إلى أجزاء عديدة من العالم.
ويعرف الخبراء كيف يسيطرون على جدري القرود، أياً كانت سلالته، وذلك عبر اتخاذ إجراء صحي عام، جنباً إلى جنب مع توفير اللقاحات المضادة للفيروس، بحسب هانز كلوغ.
وتسبب الإصابة بالفيروس طفحاً جلديا وحُمى، ويمكن للعدوى أن تنتشر عبر التلامس الجلدي مع شخص مصاب، بما في ذلك ممارسة الجنس.
ونبّه كلوغ إلى أنه «قبل عامين، استطعنا السيطرة على جدري القرود في أوروبا، بفضل التواصل المباشر مع أكثر المجتمعات تضررا، حيث يمارس المثليون من الذكور الجنس مع بعضهم البعض».
أضاف: «في عام 2022، أظهر جدري القرود قدرة على الانتشار السريع حول العالم».
وشدد كلوغ: «يمكننا، بل ويجب علينا، أن نتصدى معاً لجدري القرود في مختلف الأقاليم والقارات».
وتساءل: «هل نضع نُظما للسيطرة على جدري القرود والقضاء عليه عالميا؟ أم ندخل في حلقة مفرغة أخرى من الذعر، ثم الإهمال؟».
وأشار إلى أن نحو 100 إصابة جديدة بسلالة «كليد2» يتم الإبلاغ عنها في الإقليم الأوروبي كل شهر.
ويُنصح المسافرون إلى مناطق متأثرة بفيروس جدري القرود في أفريقيا، بالحصول على تطعيم.
ولا توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام الكمامات، بحسب المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش.
وقال ياساريفيتش: «لا نوصي بتطعيم جماعي، وإنما فقط في الأوساط الأكثر عرضة لخطر الإصابة».
وقال المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن لديه «خطة واضحة» لتوفير 10 ملايين جرعة من اللقاح للقارة.
وسيبدأ التطعيم باللقاح في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا بداية من الأسبوع المقبل.
وستنقل الشركة الدنماركية المصنّعة للقاح، بافاريان نورديك، تقنية تصنيعه إلى شركات أفريقية، بحيث يمكن تصنيع اللقاح محليا ومن ثمّ توفيره بكثرة وبأسعار أقلّ.
في سياق صحي آخر، أكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي إن افتتاح وحدة طب الخصوبة والمساعدة على الإنجاب في مستشفى الفروانية، يعتبر إنجازا «نوعيا» وتأكيدا لالتزام الوزارة المستمر بتقديم خدمات رعاية صحية استثنائية في الكويت.
جاء ذلك في تصريح صحفي للوزير العوضي، عقب افتتاح الوحدة أمس الأربعاء، التي تعد الثالثة على مستوى دولة الكويت بعد وحدة طب الخصوبة والمساعدة على الإنجاب في مستشفى الولادة ومستشفى الجهراء.
وقال إن هذه الوحدة تعتبر إضافة للمنظومة الصحية ونقلة نوعية في الخدمات المقدمة، إذ ستساهم في تقليل فترات الانتظار كما تضم أفضل الاستشاريين والاختصاصيين من الكفاءات الوطنية لتقديم الخدمات وفق المعايير العالمية.
من جانبها قالت رئيس مجلس أقسام النساء والولادة ورئيس قسم الولادة في مستشفى الفروانية الدكتورة أمل خضر، إن افتتاح الوحدة اليوم ثمرة العمل الجاد من العاملين في الوزارة من طاقم طبي وتمريضي وإداري.
وأوضحت خضر أن الوحدة تقدم الاستشارات الطبية لحالات التأخر في الإنجاب إلى جانب عمل الفحوصات اللازمة، لمعرفة أسباب التأخر وعلاجه بواسطة التقنيات الحديثة مثل تقنيات الحقن المجهري وتقنيات أطفال الأنابيب حسب البروتوكولات العلمية والعالمية الحديثة والمعتمدة.
أضافت أن الوحدة تقدم أيضا علاج حالات عقم الرجال بالتعاون مع استشاريي مسالك بولية وتخصص عقم الرجال والمساعدة على إنجاب طفل سليم وراثيا وجينيا، في حال وجود أمراض وراثية من خلال تقنيات أطفال الأنانبيب واختبار فحص الجينات.
وذكرت أن الوحدة تضم ست غرف استشارات طبية مجهزة بأحدث الأجهزة لأطباء الخصوبة والمسالك البولية - رجال وأطباء الجينات، وغرفتين للتلقيح الصناعي وغرفتين لتجميع السائل المنوي ومختبر زراعة الأجنة مجهزا بأحدث الأجهزة الطبية.
