
«وكالات»: نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن مسؤول أميركي كبير مطلع، على مفاوضات غزة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قوله، أمس الأول الاثنين، إنها أحرزت تقدماً خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ناقش الوسطاء «التفاصيل النهائية» لاتفاق محتمل، بما في ذلك أسماء الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين سيتم تبادلهم كجزء من الاتفاق.
وقال المسؤول إنه في حين لا يضمن مثل هذا التقدم التوصل إلى اتفاق نهائي في أي وقت قريب، فإن المفاوضين في العاصمة المصرية يناقشون الآن “التفاصيل الدقيقة” للاتفاق.
وأوضح المسؤول أنّ نقاط الخلاف المتبقية، على الرغم من أهميتها، يُنظر إليها على أنها قابلة للتجاوز، ومن هذه القضايا هي الوجود العسكري الإسرائيلي على جانب غزة من الحدود مع مصر، وهي المنطقة المعروفة باسم محور فيلادلفيا.
وأشار المسؤول إلى أن المقترح الحالي في مفاوضات غزة يدعو إلى انسحاب عسكري إسرائيلي من “مناطق مكتظة بالسكان”، وأن النقاش الحالي يركز على الأجزاء من محور فيلادلفيا التي تُعتبر مكتظة بالسكان، مقابل غير المأهولة بالسكان، حيث سيحتفظ الجيش الإسرائيلي بوجود في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقال المسؤول الأميركي إنه على الرغم من التصريحات العلنية من جانب حركة حماس، فإن “المفاوضين يعتقدون أنها قد تكون أكثر مرونة بشأن الوجود الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى من الاتفاق”، لافتاً إلى أن الاتفاق المقترح يتضمن “زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية”، فضلاً عن الالتزام بإزالة الأنقاض والبدء في إعادة الإعمار، والتي تهدف إلى جلب “إغاثة هائلة لسكان غزة”.
من جهة أخرى واصلت إسرائيل ارتكاب جرائمها الوحشية، ومجازرها المروعة، في قطاع غزة، فقد قتل أمس الثلاثاء سبعة فلسطينيين، على الأقل، وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف دير البلح والبريج وخان يونس وحي الزيتون بمدينة غزة.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن مصادر صحية قولها، إن أربعة مواطنين قتلوا وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي على منزل بدير البلح وسط القطاع.
ووفق المصادر «استشهد وأصيب عدد من المواطنين جراء غارة جوية للاحتلال على منزل في منطقة بطن السمين وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع».
أضافت المصادر أن «أبا وابنه استشهدا جراء قصف منزلهما في مخيم البريج، بينما استشهد مواطن وأصيب آخر جراء قصف الاحتلال منطقة الأبرار شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة».
وكانت مصادر طبية أفادت بمقتل 20 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر أمس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 40 ألفا و476 قتيلا، إلى جانب أكثر من 93 ألفا و647 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت أنه في «اليوم الـ326 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وبخلاف الرواية الرسمية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تحدّث عن تمكّنه أمس الثلاثاء، من تخليص المحتجز في قطاع غزة فرحان القاضي من منطقة مدينة رهط في النقب، أشارت معلومات أخرى، منها ما نُشر في صحيفة هآرتس، إلى أن القاضي تمكن من الهرب من مكان احتجازه في نفق جنوبيّ قطاع غزة، والتقى قوة من جيش الاحتلال أخرجته من القطاع. وحاول جنود الاحتلال أن يفهموا منه إن كان قد احتُجز إلى جانب محتجزين آخرين، قبل نقله إلى مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع، الذي أعلن أن حالته الصحية جيدة.
واقتيد القاضي إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي حيث كان يعمل حارساً في “كيبوت ماغين”. وقال حاتم شقيق فرحان القاضي في حديث لوسائل الإعلام إن حالته الصحية جيدة، وأضاف أن العائلة تلقّت اتصالاً من قبل مندوب الجيش وأبلغهم بتخليصه: “لم نعتقد أنه سيخرج من هناك، ولم نعرف ما إذا كان حياً أو ميتاً”. وقال ديوان مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه “تحدّث عبر الهاتف مع فرحان القاضي، الذي جرى تخليصه من أسر حماس. وأوضح رئيس الحكومة أنه سيواصل عمل كل شيء من أجل إعادة جميع مختطفينا إلى الديار”.
وإذا ما صحت رواية جيش الاحتلال، يُعتبر القاضي المحتجز الثامن الذي جرى تخليصه حياً وليس ضمن صفقة مع حركة حماس. وسبقت عملية إنقاذه ثلاث عمليات عسكرية لإنقاذ محتجزين، تمّ في الأولى تخليص أوري ماجيديش، وفي الثانية أُنقِذ فرناندو ميرمان ولويس هار، وفي الأخيرة أُنقِذ نوعا أرغاماني وألموغ مئير جان وأندريه كوزلوف وشلومي زيف.