
«وكالات»: فيما يواجه رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، انتقادات في إسرائيل بسبب المماطلة في محادثات وقف إطلاق النار، أكد قيادي في حركة حماس، أمس الأحد، أن بعض المحتجزين الذين عثر على جثثهم في رفح كانوا ضمن «قائمة وافقت عليها» الحركة للإفراج عنهم.
وأوضح القيادي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» أن الحركة كانت وافقت على إطلاق سراح بعض المحتجزين، الذين عثر على جثثهم في نفق في مدينة رفح، في حال تمّ التوصل إلى هدنة.
أضاف أن «بعض أسماء الأسرى الذين أعلن الاحتلال العثور عليهم، كانوا ضمن القائمة التي وافقت عليها حماس للإفراج عنهم».
كما أكد مسؤولان إسرائيليان أنه كان من المتوقع إطلاق سراح 3 من 6 محتجزين الذين تم انتشال جثثهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار النهائي.
وأشار المسؤولان في حديث لشبكة «سي إن إن» إلى أنه «كان من المقرر إطلاق سراح هيرش جولدبرج بولين وإيدن يروشالمي وكارمل جات، كجزء من «الفئة الإنسانية» بناء على الإطار الذي وافقت عليه إسرائيل وحماس في أوائل يوليو».
وقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حزنه لمقتل 6 محتجزين، قائلا إن قتلهم يثبت أن حماس لا تريد اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم «حماس» بقتلهم «بدم بارد» وقال إن إسرائيل ستحمل الحركة المسلحة المسؤولية. كما اتهم حماس بإحباط جهود وقف إطلاق النار الجارية.
وتعهد نتنياهو بجعل حماس «تدفع الثمن» بعد مقتل المحتجزين في غزة وعناصر الشرطة الثلاثة في الخليل، في وقت سابق أمس الأحد.
ويواجه نتنياهو انتقادات في إسرائيل بسبب المماطلة في محادثات وقف إطلاق النار.
وفي أعقاب تباهي الجيش الإسرائيلي والحكومة باسترداد «ستة جثامين» لمحتجزين لدى «حماس»، خرجت عائلات في موجة مظاهرات شوّشت الحياة الاقتصادية في شتى أنحاء البلاد، داعية النقابات والبلديات إلى إضراب عام، اليوم «الاثنين»؛ بهدف شل الحياة التجارية تماماً للضغط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو؛ ليتوقف عن وضع العراقيل أمام صفقة تبادل أسرى.
وأكد قادة المتظاهرين أن العثور على الجثامين «لا ينبغي أن يكون مصدر تفاخر، بل هو شهادة عار على إسرائيل». وعبّروا عن اعتقادهم بأنه «كان واضحاً للحكومة وللجيش أن «حماس» أمرت عناصرها المسؤولين عن حراسة المختطفين الإسرائيليين لديها، بقتلهم في حال اقتراب قوات الجيش الإسرائيلي، ونشوء خطر تحريرهم بالقوة».
وعاد إلى الشوارع نحو 170 ألف متظاهر، غالبيتهم في مظاهرات تل أبيب، والبقية في 80 مظاهرة في جميع أنحاء البلاد.
وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، «أبناؤنا وبناتنا جرى التخلي عنهم وهم يموتون في الأسر ونتنياهو منشغل بالتلفيقات. ما يهمه ليس محور «فيلادلفيا» ولقاحات شلل الأطفال إنما الائتلاف والإبقاء على سموتريتش وبن غفير، وهو في طريقه لسحق عائلات المختطفين وشعب إسرائيل».
من جهة أخرى انطلقت، أمس الأحد، الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، التي تستهدف مئات آلاف من صغار غزة المهدَّدين بهذا المرض الذي من شأنه أن يُفاقم الأزمة الصحية وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع لليوم الـ331.
ونشرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، مجموعة من الصور التي التُقطت في عيادات ونقاط طبية تابعة لها في وسط قطاع غزة، خلال حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال التي انطلقت أمس. وقد جاء ذلك في تدوينة نُشرت، قبل ظهر أمس الأحد، على موقع إكس.
من جهة أخرى ووسط استمرار قوات الاحتلال بحملتها العسكرية الموسّعة في الضفة الغربية المحتلة، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ إسرائيل تواصل عرقلة الوصول إلى المرافق الصحية في جنين الواقعة شمالي الضفة الغربية، وشدّدت على «ضرورة احترامها التزاماتها بصفتها قوة احتلال».
وفي سلسلة تدوينات نشرتها أطباء بلا حدود على موقع إكس، أمس الأحد، وصفت حجم التوغّل الإسرائيلي في جنين وشِدّته، على مدى أربعة أيام متتالية، بـ»الأمر المفزع جداً». وأكدت المنظمة أنّ القوات الإسرائيلية تمضي في عرقلة الوصول إلى المرافق الصحية، من خلال منع مرور مركبات الإسعاف وكذلك استهدافها، وهو أمر «يؤخّر وصول الناس إلى الرعاية» الطبية التي يحتاجونها.
وختمت منظمة أطباء بلا حدود تدويناتها بأنّه «يتوجّب على إسرائيل احترام التزاماتها بصفتها قوّة احتلال في الضفة الغربية، بما في ذلك الوصول إلى الرعاية الطبية». وشدّدت أيضاً على أنّ إسرائيل ملزمة بـ»احترام المستشفيات ومركبات الإسعاف والبعثة الإنسانية الطبية وحمايتها».