
“وكالات”: في خطوة مفاجئة، تفقد رئيس الأركان المصري الفريق أحمد خليفة، أمس الخميس، الإجراءات الأمنية على المنطقة الحدودية مع قطاع غزة.
بدأت الجولة، بحسب بيان رسمي، بالمرور على القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البري. وأكد خليفة خلال زيارته أن المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية، وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلاً بعد جيل، مؤكداً أهمية التحلي بالعلم والإرادة والحفاظ على اللياقة البدنية العالية لضمان تنفيذ كافة المهام باحترافية عالية.
كما اطمأن رئيس الأركان على الحالة المعيشية والإدارية للمقاتلين، وكذا منظومة التأمين لخط الحدود الشمالية الشرقية، واستمع إلى شرح مفصل تضمن أسلوب العمل والتنسيق بين كافة التخصصات بما يحقق السيطرة الكاملة على خط الحدود الدولية على مدار الـ24 ساعة.
ووجه رئيس الأركان المصري الشكر لعناصر التأمين لما يبذلونه من جهد في مجال تأمين خط الحدود الدولية، مؤكداً ثقة القيادة العامة للقوات المسلحة بقدرتهم وكفاءتهم القتالية مع الحرص على عدم الانصياع للشائعات والأحاديث التي تهدف إلى النيل من الدولة المصرية، التي تحملت الكثير في حربها على الإرهاب وتجفيف منابعه حتى تحقق الأمن والاستقرار الذي ينعم به الشعب المصري عموماً وأهالي سيناء بوضع خاص.
وأعقب ذلك مرور خليفة على عدد من الارتكازات الأمنية بمدينة رفح، حيث أوصاهم بالحفاظ على مكتسبات ما تم الوصول إليه من حالة أمنية مستقرة. وشارك في الجولة التفقدية قائد قوات حرس الحدود ونائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد الجيش الثاني الميداني والقائم بأعمال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية وقائد القوات الخاصة وعدد من قادة القوات المسلحة.
وتسود خلافات بين دولة مصر وإسرائيل على خلفية سيطرة الأخيرة على محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة. وأمس الأول الأربعاء، جدّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التمسك ببقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في المحور. وقال إن مصر لم تنجح في منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر المحور، مضيفاً أنه منذ خروج جيش الاحتلال من غزة عام 2005، أصبح محور فيلادلفيا مجالاً لتهريب الأسلحة المقدمة من إيران، على حد قوله.
أضاف رئيس حكومة الاحتلال أن سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا أمر أساسي في تحقيق أهداف الحرب الحالية على قطاع غزة، موضحاً أنه “يجب فهم الموقع المركزي لمحور فيلادلفيا بالنسبة لتسليح حماس، وهو السبب نفسه الذي أدى إلى عملية السابع من أكتوبر”. قائلاً: “إذا خرجنا من محور فيلادلفيا، فلن نتمكن من العودة إليه مرة أخرى”.
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن أحدث مقترحاته بشأن صفقة الرهائن المدعومة من إسرائيل، تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية على طول «محور فيلادلفيا»، بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل يجب أن تحافظ إلى أجل غير مسمى على وجودها على طول الحدود بين مصر وغزة.
ووفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فقد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في إفادة صحافية: «الصفقة نفسها تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق ذات الكثافة السكانية العالية... في المرحلة الأولى... وهذا يشمل تلك المناطق على طول هذا الممر وما يحيط به».
أضاف: «هذا الاقتراح وافقت عليه إسرائيل».
ولكن كيربي رفض توضيح ما إذا كان هذا يعني أن الولايات المتحدة تدعم السماح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في مناطق أقل كثافة سكانية على طول «محور فيلادلفيا» خلال المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر 6 أسابيع.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن المرحلة الثانية من الاتفاق تتطلب انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة؛ وهو البند الذي بدا أن تصريحات نتنياهو يوم الاثنين الماضي تتناقض معه.
ورفض نتنياهو في خطاب ليلة الاثنين «الانسحاب من محور فيلادلفيا» رغم أن ذلك يمثل مخالفة لاتفاق السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، وقال: «لقد حرصنا على ألا يدخل دبّوس إلى غزة من جانبنا، لكن حماس سلّحوا أنفسهم عبر محور فيلادلفيا ومصر».
وردَّت وزارة الخارجية المصرية، وقالت إن نتنياهو «حاول الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل إلى صفقة لوقف النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة».
وفي إحاطة لاحقة مع الصحافيين يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة «أوضحت تماماً ما تعتقده بشأن إمكانية وجود إسرائيلي مستمر في غزة. إننا نعارض ذلك».
وأكد ميلر أيضاً على تعليقات كيربي بشأن الاتفاق الإسرائيلي على الانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان على طول «محور فيلادلفيا»، مضيفاً أن «هناك عدداً من التفاصيل التي تتطلب مزيداً من المفاوضات لاستنتاج كيف ستفي جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب الاتفاق».