«وكالات» : يحبس العالم كله أنفاسه، ترقبا لوقوع اجتياح بري محتمل، يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وربما يكون هذا الاجتياح قد حدث بالفعل، خلال الساعات الماضية، وبعد مثول "الصباح" للطبع. فقد برزت أمس مؤشرات عديدة على قرب حدوثه، بينها تصريحات لمصادر إسرائيلية، وأنباء متوالية تناقلها الكثير من الواقع العبرية.
وفيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أن حكومته مستعدة لتنفيذ اتفاق 1701، وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أن "المعركة طويلة والخيارات مفتوحة، وإن الحزب سيواجه أي احتمال إذا دخل الإسرائيليون بريا".
وقال قاسم، في أول ظهور له أمس "الإثنين"، منذ اغتيال حسن نصر الله، وفي خطاب من مكان لم يُكشف عنه، إن مقاتلي الجماعة مستعدون لمواجهة أي غزو بري إسرائيلي للبنان، وذلك في أول خطاب علني له منذ أن قتلت إسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصر الله في غارات جوية نهاية الأسبوع الماضي.
وقال قاسم "سنواجه أي احتمال، إذا قرر الجيش الإسرائيلي أن يدخل بريا.. قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري".
في سياق ذي صلة، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي لم تكشف عن هويته، قوله إن إسرائيل تخطط لعملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريباً.
أضاف المسؤول أن نطاق العملية سيكون أصغر من حرب إسرائيل ضد حزب الله في 2006، وستركز على أمن التجمعات السكنية القريبة من الحدود.
من جهته قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه يعارض شن إسرائيل عملية برية في لبنان، ودعا إلى وقف إطلاق النار، مع تصاعد التوتر بعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وقال بايدن للصحافيين عندما سُئل عما إذا كان على علم بتقارير عن خطط إسرائيلية لتنفيذ عملية محدودة، وما إذا كان سيشعر بارتياح إن مضوا قدما بها: "أنا على علم أكثر مما قد تعرفون ويريحني وقفها. يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن".
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن المرحلة التالية من الحرب على طول الحدود الجنوبية للبنان ستبدأ قريبا، في حين ذكرت صحيفتان أميركيتان على الأقل أن قوات خاصة ربما نفذت بالفعل عمليات توغل داخل مساحات محدودة.
وقال غالانت في اجتماع لرؤساء المجالس المحلية في شمال إسرائيل وفقا لبيان صادر عن مكتبه: "ستبدأ المرحلة التالية من الحرب ضد حزب الله قريبا".
وقال إن المرحلة التالية ستساهم في تحقيق هدف الحرب المتمثل في إعادة السكان الذين تم إجلاؤهم من المنطقة إلى منازلهم.
وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل شن غارات جوية على أهداف في بيروت وأماكن أخرى في لبنان في إطار موجة من الهجمات مستمرة منذ أسبوعين أودت بحياة عدد من قادة حزب الله إلى جانب نحو ألف لبناني وأجبرت مليون شخص على ترك منازلهم، وفقاً للحكومة اللبنانية.
ميدانيا، استهدفت الطائرات الإسرائيلية قلب بيروت بعد أن ارتكبت في الساعات الماضية مجازر جديدة بحق المدنيين في جنوبي لبنان والبقاع، في حين تشير إلى.
ويمثل مقتل نصر الله، إلى جانب تفجير أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها أعضاء الجماعة واغتيال قادة كبار آخرين، أكبر ضربة لحزب الله منذ تأسيسه على يد إيران في 1982 للوقوف في وجه إسرائيل.
وتقول إسرائيل إنها ستبذل كل ما في وسعها لإعادة مواطنيها إلى منازلهم على حدودها الشمالية بأمان. ولم تستبعد شن غزو بري، وتلقت القوات الإسرائيلية تدريبات على ذلك بالفعل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لقوات متمركزة على حدود إسرائيل الشمالية "القضاء على نصر الله خطوة مهمة، لكنها ليست الأخيرة. سنستخدم كل قدراتنا، ومن بينها أنتم، من أجل ضمان عودة السكان للبلدات الشمالية في إسرائيل".
وقد وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه المستمرّ على لبنان، حيث استهدف للمرة الأولى منذ بدء الحرب قلب العاصمة بيروت، حيث شنّ غارة بعيد منتصف الليل على مبنى في منطقة الكولا، ما أدى إلى سقوط أربعة شهداء وأربعة جرحى. وتواصل لليوم الثامن العدوان الواسع على جبهة لبنان، وسط غارات إسرائيلية عنيفة تخلف عشرات الشهداء والجرحى يومياً في مناطق مختلفة، في وقت يترقب العالم رد إيران وحزب الله على اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إلى جانب قادة آخرين، من بينهم علي كركي قائد الجبهة الجنوبية بالحزب.
وكشفت وحدة مخاطر الكوارث في لبنان عن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي 216 غارة على مناطق مختلفة من لبنان خلال يوم واحد، مشيرة إلى عبور 36 ألفاً و188 سورياً و41 ألفاً و307 لبنانيين إلى سورية منذ 23 سبتمبر الجاري، في وقت تحذر فيه منظمات أممية ودولية من اندلاع أزمة إنسانية تلوح في الأفق.