
"وكالات": برزت خلال الساعات الماضية مؤشرات وإرهاصات عديدة، تؤكد أن المنطقة تعيش الآن فوق بركان يغلي، وأن هذا البركان بانتظار شرارة للانفجار، والتي قد تأتي عبر هجوم إسرائيلي "عنيف" ضد إيران، ربما يطول منشآتها الحيوية والنفطية، فيما لم تستبعد بعض المصادر ضرب المنشآت النووية، وهو ما دعا إليه الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب.. وهو هجوم لو وقع بالفعل فسوف يستدعي ردا إيرانيا "قويا وغير مسبوق"، كما توعد كبار مسؤوليها، بما قد يمهد لإدخال منطقة الشرق الأوسط، في حرب شاملة وطاحنة.
وأمس تواترت الأنباء عن ترقب زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" الجنرال مايكل كوريلا لإسرائيل، بهدف "تنسيق الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني"، بحسب تقرير في الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت "واي نت" أمس السبت.
وكانت إيران قد أطلقت في الأول من أكتوبر الجاري أكثر من 200 صاروخ باليستي على مواقع عسكرية وحيوية في الداخل الإسرائيلي، وقالت إن الهجوم جاء ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.
وكان رئيس أركان الجيش الجنرال هرتسي هاليفي قد اتصل هاتفيا بالجنرال كوريلا، في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن القوات الإسرائيلية والقوات المسلحة الأميركية عملت معا في الدفاع عن إسرائيل، قبل أيام وخلال الهجوم الإيراني.
وكان هاليفي قد أكد بعد الهجوم الصاروخي الإيراني أن إسرائيل أثبتت قدراتها وستختار الزمان والمكان المناسبين كي تدفع إيران الثمن.
وقد نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس عن مصدر عسكري إسرائيلي، أن الجيش يستعد للهجوم على إيران وسيكون الأمر جدّيا وكبيرا وليس حدثا ثانويا، مضيفا أن "الجيش منشغل بالاستعدادات للهجوم معظم الوقت".
وأمس الأول الجمعة قالت القناة 13 الإسرائيلية إن مجلس الوزراء الأمني قرر الرد على الهجوم الإيراني، ونقلت عن مسؤولين لم تسمهم أن تل أبيب "تريد تنفيذ عملية كبيرة ردا على إيران لكن لا تريد مسارا يصرفها عن أهداف الحرب".
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الجيش يستعد لتوجيه ضربة لإيران، ستكون «جادة وقاسية وذات تأثير كبير»، متوقعاً أن يلقى تعاوناً كبيراً من الدول الحليفة خلال هذا الهجوم.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية في توقيت متزامن التصريحات المنسوبة إلى الجيش الإسرائيلي، فيما بدا أنها سربت من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو قيادة الجيش، في مؤشر على اقتراب الرد على إيران.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش يستعد للهجوم على إيران، ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إن «الأمر سيكون خطيراً وكبيراً».
وبحسب الإذاعة، فإن «الجيش حالياً في قلب الاستعدادات، ويخصص معظم الوقت لتوجيه ضربة لإيران رداً على إطلاق الصواريخ الباليستية».
وأكدت قيادة الجيش أن إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل «لن يبقى دون رد، وسيكون له عواقب على إيران، وعليها أن تفهم ذلك»، وقالت إنها تأمل بأن تلقى تعاوناً كبيراً خلال هجومها من الدول الشريكة في المنطقة.
بدورها، نقلت إذاعة «ريشت كان» الخبر نفسه، وقالت إن كبار مسؤولي الجيش اجتمعوا بالفعل مع بعض مسؤولي الدفاع في الدول الشريكة في التحالف ضد إيران، لمناقشة الرد.
وقالت الإذاعة إن إسرائيل تتوقع من الولايات المتحدة دوراً نشطاً في الرد على إيران.
ويفترض أن يناقش رئيس أركان الجيش، الجنرال هرتسي هاليفي، الأمر على نطاق أوسع وأكثر تفصيلاً مع قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" مايكل كوريلا الذي كانت إسرائيل تنتظر وصوله، أمس السبت.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته تتواصل مع الإسرائيليين على مدار 12 ساعة في اليوم، بشأن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، مؤكدا حقها في الرد على أي هجمات تتعرض لها، لكنه دعاها للتفكير في "بدائل أخرى" عوضا عن توجيه ضربة انتقامية أو ضرب المنشآت النفطية الإيرانية.
وتحاول الولايات المتحدة دفع إسرائيل لرد محسوب لا يقود إلى حرب شاملة.