"وكالات": في ذكرى مرور عام كامل على عملية "انتفاضة الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، ضد أهداف إسرايلية، وأدت إلى اشتعال حرب واسعة في قطاع غزة، لا تزال مستمرة حتى الآن، وقادت تداعياتها، إلى دخول إيران ولبنان، على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني، ومع توقع بات في حكم المؤكد لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني ضدها، الأسبوع الماضي، بات العالم يترقب الآن "ضربة البداية" لحرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، قد يتسع نطاقها، وتصبح أكبر من مجرد حرب إقليمية، مع احتمالات دخول أطراف أخرى من القوى العالمية الكبرى فيها.
في هذا الإطار، أعلن متحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيراني، أن الرحلات الجوية من المطارات الإيرانية ألغيت اعتبارا من الساعة التاسعة مساء الأحد "أمس" حتى السادسة من صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي، وفق ما نقلته وكالة "مهر" للأنباء.
وأوضح المتحدث أن إلغاء الرحلات الجوية يأتي "بسبب القيود التشغيلية"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وفرضت إيران قيودا على الرحلات الجوية يوم الثلاثاء الماضي، عندما أطلقت 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في هجوم توعدت الأخيرة بالرد عليه، فيما أكد مصدر بالحرس الثوري أن خطة طهران للرد على أي هجوم محتمل جاهزة.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري قال، أمس الأول السبت، إن إسرائيل سترد على الهجوم الصاورخي الإيراني الذي شنته طهران الأسبوع الماضي عندما يحين الوقت المناسب، في وقت أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الرد سيكون "قويا".
تأتي هذه التطورات قبل حلول ذكرت هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حركة حماس على إسرائيل العام الماضي، وأدت إلى نشوب الحرب التي مازالت محتدمة في قطاع غزة، واتسع نطاقها إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
في سياق ذي صلة، أكد مسؤول عسكري إيراني لوكالة تسنيم الإيرانية المحافظة، أمس الأحد، أن "خطة الرد اللازم" على الرد الإسرائيلي المحتمل على هجمات إيران الأخيرة "جاهزة بالكامل"، مضيفا أنه "لن يكون هناك أي تردد في تنفيذ الضربة الإيرانية المتبادلة".
وأوضح المصدر الإيراني الذي لم يكشف عن هويته، أن الخطة الإيرانية حددت عدة ضربات "سيتم اتخاذ القرار فورا بشأن أي منها بشكل يتناسب مع طبيعة عمل الصهاينة"، مؤكدا أن طهران لديها بنك أهداف إسرائيلية متعددة و"أثبتت عملية الوعد الصادق 2 - القصف الذي استهدف إسرائيل الثلاثاء الماضي- أنه بإمكاننا ضرب أي نقطة إن أردنا وتسويته بالتراب".
من جهته، قال قائد التنسيق في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا نقدي، أمس الأحد، إن المقاومة اللبنانية لديها عدد كافٍ من القوات للقتال، وليس لديها نقص ولم تطلب من إيران إرسال قوات. وأضاف نقدي، وفق التلفزيون الإيراني، أن "الولايات المتحدة الأميركية أخطأت في ربط مستقبلها بمستقبل الكيان الصهيوني الآيل إلى الزوال"، مشيرا إلى أنها هي الخاسر الأكبر في الحرب الجارية، وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي "وحدة تابعة للجيش الأميركي ويحارب لأجل المصالح الأميركية".
وسبق أن ذكرت مصادر إيرانية مطلعة، فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أن القوات المسلحة الإيرانية أعدت خطة لتنفيذ "عدة جولات متلاحقة" من الهجمات الأخرى "الأكثر كثافة وشدة" في حال ردِّ الاحتلال، مشيرة إلى اتخاذ "إجراءات وتدابير صارمة" في مقرات حساسة، تحسباً لأي رد و"لن يتأخر الرد الواسع" على أي اعتداء إسرائيلي.
وفيما استبعدت المصادر توجه الأوضاع نحو حرب، أكدت أن إيران وجهت عبر عدة قنوات "تحذيرات كافية لأطراف دولية وإقليمية، بأن أي تدخل لصالح الكيان الصهيوني سيشعل المنطقة".
إلى ذلك أشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن إسرائيل اتخذت بالفعل قرار توجيه ضربة لإيران، وسط جدل حول ضرورة استغلال الظرف لتوجيه ضربات قوية لمنشآت نووية وحيوية، من بينها المجمع الرئاسي ومقر المرشد الأعلى.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال في بيان مصور، الليلة قبل الماضية، إن "إيران تقف وراء كل التهديدات الموجهة ضد إسرائيل، وقد أطلقت علينا مئات الصواريخ، في واحدة من أكبر الهجمات في التاريخ"، مشدداً على أن "من واجب إسرائيل ومن حقها الدفاع عن نفسها، وهذه هي الطريقة التي سنفعل بها ذلك".
في موازاة ذلك، منح المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس الأحد، وسام الفتح العسكري لقائد قوات الجوالفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زادة الذي أشرف على عملية "الوعد الصادق 2" مساء الثلاثاء الماضي وإطلاق قرابة 200 صاروخا باليستيا وفرط صوت نحو أهداف عسكرية وأمنية إسرائيلية. وذكر التلفزيون الإيراني أن منح الوسام لحاجي زادة جاء لتنفيذ العملية "المشرفة". يذكر أن وسام الفتح في القوات المسلحة الإيرانية يرمز إلى تنفيذ "علميات مظفرة".
ومع توعد المسؤولين الإسرائيليين بتلقين إيران درسا لن تنساه، ثمناً لإطلاقها عشرات الصواريخ في الأول من أكتوبر الحالي على إسرائيل، أطلق الحرس الثوري الإيراني تهديداً مضاداً.
فقد أكد اللواء البحري في الحرس الثوري علي رضا تنغسيري، أمس الأحد، أن لدى بلاده سيناريوهات متعددة للرد على إسرائيل، ومواجهة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
أضاف: "إذا أراد الأعداء اللعب بالنار في المنطقة فسوف نقف أمامهم بحزم"، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
كذلك أكد أن بلاده أجرت تدريبات متنوعة للتعامل مع الرد الإسرائيلي المحتمل.
إلى ذلك، اعتبر أن إسرائيل تحاول إقناع الآخرين بأن طهران تشكل خطراً عليهم وعلى مصالحهم، لكنه شدد على أن بلاده لن تهاجم أي دولة إذا لم تمس مصالحها الوطنية.
وكانت مصادر إسرائيلية قد ألمحت إلى احتمال أن يشمل بنك الأهداف في الداخل الإيراني أنظمة اقتصادية، مثل منشآت النفط والغاز، فضلا عن المجمع الرئاسي ومجمع المرشد علي خامنئي، بالإضافة إلى مقر الحرس الثوري في طهران، حسب ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.
إلى ذلك، أفادت أن بعض الأهداف قد تكون أيضا ضرب مواقع لفصائل مدعومة إيرانيا في الخارج كالعراق وسوريا، بالإضافة إلى لبنان بطبيعة الحال.
ورجح بعض المراقبين كذلك احتمال أن يشمل الرد الإسرائيلي اغتيالات لقادة عسكريين إيرانيين.