
«وكالات»: في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، التي صادفت أمس الاثنين، أكد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن خيار المقاومة الفلسطينية، هو معركة استنزاف طويلة، لافتا في الوقت نفسه، إلى أن ملف أسرى الاحتلال قد يدخل نفقاً مظلماً، فيما زعم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل «تقوم بتغيير الواقع الأمني بالمنطقة»، وتعهد بإعادة الرهائن المحتجَزين في غزة، كما جددت إيران تأكيدها أنها سترد بقوة على أي أي استهداف إسرائيلي لها.
على صعيد المقاومة الفلسطينية، شدد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في كلمة مصورة في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، على أن العملية «هزت العدو الصهيوني وغيرت وجه المنطقة، والتي ضربنا فيها العدو ضربة استباقية هائلة بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة في غزة بكافة فصائلها إلى مراحلها النهائية»، مضيفاً أن عاماً مضى على «عملية الكوماندوز الأكثر احترافية ونجاحاً في العصر الحديث والتي استهدفت فرقة عسكرية مجرمة، معززة بكل منظومات القتال والاستخبارات».
وحول قرار حركة حماس شن معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الفائت، قال أبو عبيدة: «بعد أن وصل عدوانه على الأقصى مرحلة خطيرة غير مسبوقة، وبعدما تغول العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى وانتهاك كل المحرمات والحصار المطبق على غزة، بعد كل هذا كان القرار بتنفيذ الهجوم الاستراتيجي التاريخي ضد فرقة غزة وحامياتها العسكرية وطوقها الاستيطاني المقيت الذي يجثم على قلوب أهلنا ويحاصرنا، ويرتكب ضدنا منذ عشرات السنين كل الجرائم التي عرفتها الأمم».
وأردف: «واليوم، فإن ملخص الواقع في المنطقة بعد عام من طوفان الأقصى هو كالتالي: شعب فلسطيني أسطورة على كل قصص البطولة، وغزة التي تتوارى خجلاً من عظمة شعبنا الذي يعلّم الدنيا معنى الكرامة وعشق الأرض والتوق للحرية ومقاتلة المحتلين والصمود الأسطوري، رغم خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها».
وقال أيضاً: «لو كانت الاغتيالات نصراً، لكانت المقاومة انتهت منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام قبل 90 عاماً، ومع ذلك، استمرت المقاومة وازدادت قوة، ولو كان البطش وهدم البيوت والانتقام يوقف المقاومة، لما كان أبطال غزة يذلون العدو في كل شارع وزقاق بعد كل حرب».
وتابع: «الأبطال في الضفة اليوم ينتفضون ويقاتلون، رغم كل محاولات العدو لكسرهم منذ عملية السور الواقي قبل 22 عاماً، سياسة الاغتيالات ضد قادتنا هي خاتمة خير وعلامة نصر لنا، وحسرة وخيبة على المعتدين، الله سبحانه وتعالى وعد بنصر الأحرار، ونصر الله آتٍ».
وبخصوص ملف الأسرى، أوضح أبو عبيدة: «نقول لجمهور العدو إنه كان بإمكانكم استعادة جميع الأسرى أحياء منذ عام لولا تعنت حكومة نتنياهو»، لافتاً إلى أن حالة الأسرى المتبقين لدى المقاومة الفلسطينية باتت في غاية الصعوبة صحياً ومعنوياً، ومؤكداً أن المخاطر عليهم تزداد يوماً بعد يوم، ومصيرهم مرهون بقرار من حكومة الاحتلال. وشدد: «لا نستبعد إدخال ملف أسرى العدو إلى نفق مظلم ومغلق ومؤجل إلى أجل غير مسمى».
على صعيد المواجهة بين إيران وإسرائيل، وبعدما أكد العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن تل أبيب ستعد ردا قويا على الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي طالها مطلع الشهر الجاري، عادت إيران وكررت موقفها.
فقد شدد قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، أن رد بلاده على أي رد إسرائيلي أمر حتمي، لافتا إلى أن «طهران قد تصبر قليلا وتتحمل مرارة ضبط النفس، لكن تحركها سيكون حتمياً».
أضاف أن إسرائيل في حال حاولت شن أي هجوم، فإنها ستقابل برد أقوى وأكثر تدميرا، وفقاً لوكالة «مهر» الإيرانية.
أتى حديث قائد الجيش الإيراني على هامش مراسم تأبين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في سبتمبر الماضي.
كما أكد أن الحرس في قمة الجاهزية للدفاع عن البلاد، قائلا «سنتصدى بكل قوة لأي تحركات إسرائيلية»، وفق ما أفادت وكالات إيرانية رسمية.
من جانبه تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، بإعادة الرهائن المحتجَزين في قطاع غزة إلى ديارهم، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لهجوم حركة «حماس» غير المسبوق على الدولة العبرية.
وقال نتنياهو، خلال مراسم في القدس: «في هذا اليوم وفي هذا المكان وفي أماكن عدة من بلادنا، نستذكر موتانا ورهائننا الذين من واجبنا أن نعيدهم إلى ديارهم، وأبطالنا الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن والبلد». وأضاف: «لقد مررنا بمذبحة رهيبة، قبل عام، ووقفنا شعباً مثل الأُسود».
ورأى نتنياهو أن الحرب التي تشنها إسرائيل حاليا تغيّر الواقع الأمني في المنطقة لضمان عدم تكرار هجوم مثل هجوم السابع من أكتوبر. ونقل بيان عن نتنياهو قوله في اجتماع لمجلس الوزراء: «نحن نقوم بتغيير الواقع الأمني في منطقتنا؛ من أجل أطفالنا، ومن أجل مستقبلنا، لضمان عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر مرة أخرى».