
«وكالات»: فيما واصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة، وتوسيع توغلاته البرية وتكثيف غاراته، وقيامه بقصف الملاجئ والمستشفيات، وبينها مستشفى ناصر في خان يونس، وصلت المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل عيد الفطر إلى طريق مسدود، فيما أبلغ الوسطاء حركة حماس، بأنه لا أفق في القريب العاجل للتوصل إلى اتفاق في ظل رفض إسرائيلي قاطع لكافة الأطروحات التي جرى التداول بشأنها خلال الأيام الستة الماضية، في أعقاب استئناف جيش الاحتلال الحرب.
وذكرت مصادر مصرية، لجريبدة «العربي الجديد» اللندنية، أن وفداً أمنياً إسرائيلياً غادر القاهرة، مساء السبت الماضي، من دون التوصل إلى اتفاق، بشأن مجموعة من التصورات التي طرحتها القاهرة مؤخراً، من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما أبلغ الوسطاء في مصر وقطر قيادة حركة حماس أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في الوقت الحالي؛ الذي تصاعدت فيه وتيرة العدوان الإسرائيلي على القطاع، وذلك رغم انفتاح قيادة حماس على مناقشة المقترح المصري الأخير بإطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار «إنساني» وتعاطي الحركة بشكل إيجابي.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الجانب الإسرائيلي رفض محاولات التوصل إلى حل، فيما بدا أن هناك توجهاً غير معلن بالمضي في العملية العسكرية، من دون الالتفات إلى الجهود الدولية الرامية إلى العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير الماضي.
وذكرت المصادر أن الجانب الإسرائيلي، بدعم أميركي، يعمد إلى إسقاط الخطة المصرية التي اعتُمدت من القمة العربية الأخيرة، لافتة إلى أن كافة المحاولات المصرية لدفع تلك الخطة خطوات للأمام باءت بالفشل في ظل عمليات ممنهجة إسرائيلية للقضاء على أية مقومات خدمية في قطاع غزة منذ استئنافها العمليات العسكرية.
من جانبه، قال مصدر دبلوماسي عربي، على إطلاع على ما يجري من اتصالات عربية بشأن الأزمة في قطاع غزة، إن «هناك توافقاً غير معلن بين أطراف إقليمية والجانب الإسرائيلي على ممارسة مزيد من الضغط على حركة حماس، والمقاومة بشكل عام، بعدما فشلت بعض التحركات قبيل استئناف إسرائيل العدوان على القطاع لنزع سلاح المقاومة».
وأوضح المصدر أن «التوافق غير المعلن يتضمن ممارسة أقصى ضغط على «حماس»، وإضعاف سيطرتها الميدانية على الوضع في القطاع، لدفعها للقبول بتقديم تنازلات تراها تلك الأطراف العربية ضرورية من أجل الوصول إلى حل مستدام للأزمة الفلسطينية بشكل عام».
في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة أن قيادة حماس رفضت مقترحاً أخيراً بخروج قيادات الصف الأول في المستويين السياسي والعسكري في الحركة، وفصائل مقاومة أخرى من القطاع، وإبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية. ووفقاً لما أتيح من معلومات، فإن رفض حماس جاء في ظل غياب رؤية واضحة بشأن مسار محدد المعالم أو مجدول لإنهاء الحرب، وخروج القوات الإسرائيلية من كامل القطاع، وإعادة الإعمار من دون أية قيود، وإسقاط مخطط التهجير.
وفي حين يطاول القصف العنيف عدة مناطق ويستمر التوغل البري من محاور في الشمال والجنوب، يستمر الاحتلال في تجويع وتعطيش الفلسطينيين بهدف جعل قطاع غزة غير قابل للحياة وتنفيذ مخططات التهجير.
وتخطى عدد شهداء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 حاجز الـ50 ألف شهيد، جلهم أطفال ونساء، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين. وجاء في آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة، الأحد، أن مستشفيات القطاع استقبلت 41 شهيداً و61 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 إلى 673 شهيداً و1233 جريحاً، حيث جدد الاحتلال حرب الإبادة على القطاع بعد خرقه اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت الوزارة إن الحصيلة الكلية للعدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 50.021 شهيداً و113.274 مصاباً.
من جهة أخرى أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بوقوع 3 شهداء و4 إصابات جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مفترق التوام شمالي قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني، إن جيش الاحتلال نفذ عملية متزامنة لمهاجمة عشرات المركبات في قطاع غزة بحجة أنها «مركبات عسكرية».
كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد الصحافي حسام شبات بعد قصف الاحتلال شارع صلاح الدين، شمال قطاع غزة، وذلك بعد وقت قليل من استشهاد زميله محمد منصور.