
حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من مخاطر الوضع الدولي غير المستقر، والذي يتسم بـ «مظاهر جديد واحتمالات لانزلاق العالم إلى حرب باردة جديدة، ومنافسة حادة جدا من القوى العظمى، وحروب تسود الشرق الأوسط، والذكاء الاصطناعي، وتطورات في مسائل الحرب الحديثة»، لافتا إلى أن كل ذلك «يدفع الانسان دائما إلى صعوبة اليقين».
وأكد أبو الغيط في محاضرة ألقاها بمعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي، تحت عنوان «تحديات الاستقرار في المنطقة العربية في عالم متغير»، أنه على المستوى الإقليمي، هناك وضع مأساوي في فلسطين، ووضع مأساوي عربي على مدى الـ 15 سنة الماضية، وهناك عدد كبير من الدول العربية، لا أرى أن اسميها، مهددة أما بالتقسيم أو الزوال أو الفشل .
وتابع: هناك إلقاء للقانون الدولي ليس فقط عبر النافذة ، انما القاء وحرق، والدليل على ذلك تصرفات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد كشف العالم الغربي واروربا - في تقديري- عن الكثير من المعايير المزدوجة بشأن مدى احترام حقوق الإنسان، ومدى احترام القانون الإنساني، وفي الوقت نفسه يتحدثون عن القيم ! اي قيم؟ونرى القتل صباحا ومساء في المنطقة العربية.
أضاف: وأحيانا نرى كثيرا من وكالات الانباء تتصرف على المسرح الأوروبي، ان قتل احد الاوروبيين أو جرحه، يمثل كارثة عظمى، ولكن قتل 100 فلسطيني في يوم وليلة لايعني اي شيئ، لافتا إلى أنه منذ عدة اسابيع، استهداف إسرائيل احد رجالات المقاومة الحماساوية وقتلته بمسيرة، وفي سياق ذلك قتل بجواره 125 فلسطينيا اخر .
وشدد الأمين العام على أهمية القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في بغداد الشهر المقبل، كونها تأتي في توقيت حرج يشهد تصاعدا في التحديات الإقليمية، لا سيما في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وقال إن القمة تمثل فرصة لتوحيد الصف العربي وتعزيز العمل المشترك، خاصة مع تزايد الضغوط الخارجية والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، مشيرا كذلك إلى أن القمة التي تعد منصة لتعزيز التضامن العربي، ومواجهة التحديات المشتركة، ستتناول ملفات مهمة من بينها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا وقضايا التنمية والاقتصاد، وأعرب عن أمله في أن تسفر القمة عن قرارات تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وذكر أنه في إطار التحضيرات للقمة سيقوم الأمين العام المساعد حسام زكي، بزيارة بغداد للوقوف على الترتيبات الجارية.
وأعرب عن ارتياحه للتسهيلات التي تقدمها الحكومة العراقية لاستضافة القمة، مشيدا بالجهود المبذولة لضمان نجاحها.
وحول القمة المقرر عقدها في نيويورك في يونيو المقبل بمبادرة سعودية - فرنسية لطرح قضية حل الدولتين، قال أبو الغيط إن الجامعة العربية هي أحد أطراف اللجنة العربية الإسلامية التي كلفت من القمة العربية الإسلامية في الرياض، للتحرك في هذا الاتجاه، وهي جزء من الجهد الدبلوماسي الإسلامي والعربي في دفع هذه الأفكار وطرحها أمام المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن الجامعة العربية تتابع عن كثب المشاورات بين واشنطن وطهران، رغم عدم وجود دور مباشر لها في هذه المحادثات، مشيرا إلى أن سلطنة عمان تؤدي دورا في هذا السياق.
إلى ذلك، وقبل إلقاء محاضرته، قال أبو الغيط في تصريح لـ «الصباح»، إن الكويت التي زارها في مارس 1973 عندما كان دبلوماسيا شابا، عمره اقل من 30 عامًا، مجتمع قديم له وضعه وأهمية في منطقة الخليج العربي وفي سياق العالم العربي، كما ان الدبلوماسي الكويتي لديه مقدرة ومعرفة بالأحداث، ومر على الكويت ودبلوماسيها الكثير من الملمات والنجاحات، وللكويت موقف راسخ للدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية.
وتحدث ابو الغيط عن زيارته الاولى للكويت في مارس 1973، عندما حدثت أزمة ، « وأتمنى أن لا تعود بين الاخوة في العراق والكويت، واسرع الرئيس السادات بايفاد الوزير مراد غالب للم الشمل واحداث انفراجة في العلاقات، ونجحنا، وفي هذه الزيارة تفهمت قيمة الكويت وأبعادها في ذلك الوقت.»
وذكر ابو الغيط ان معظم الصراعات العربية القائمة اليوم هي صراعات داخلية، تتدخل فيها أطراف غير عربية لتزيد من تعقيدها وتفاقم من حدتها وتطيل من أمدها، مشددا على المرحلة القادمة، سواء على الصعيد الدولي أو العربي، تستدعي تماسكًا أكبر على المستويات الوطنية الداخلية…
واكد الامين العام لجامعة الدول العربية، اتفاق العرب على الرفض التام للتهجير وتدمير المدن الفلسطينية تحت دعوى استهداف المقاومة، ولا احد يقول لإسرائيل قف ، ثم تاتي كارثة ثم كارثة