
أكد سمو الشيخ ناصر المحمد، أننا حريصون في الكويت، على أن تبقى بلادنا محضناً للثقافة والفنون في هذه المنطقـة مـن العالم، وأن تظل أبوابها ونوافذها مفتوحة لأفضل ما تنتجه ثقافات العالم، لنتعلم منها ونستفيد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه باللغة الفرنسية، خلال حفل الاستقبال الذي أقيم مساء أمس، برعايته وحضوره في مقر اقامة السفير الفرنسي بمنطقة الجابرية «اليوم العالمي للفرانكوفونية» .
وأعرب سموه عن أمله في أن «نرى مزيداً من التعاون الثقافي بين الكويت والدول الفرنكوفونية حول العالم خلال السنوات القادمة».
وأكد سمو الشيخ ناصر المحمد، اعتزارزه بهذه المناسبة، وحرص على المشاركة بها طوال السنوات الماضية، تعبيرا عن «تقديره وإعجابه بالمساهمة المتميزة للفرنكوفونية في ثقافة العالم المعاصر، وما تقوم به من خدمة للحوار وللتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة.
وقال سموه: إن الفرنسية تعد لغة ذات مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة، ولها من الخصائص والمميزات ما جعلها تؤدي دوراً بارزاً في إثراء الثقافة الغربية، فهي لغة تمتاز بالوضوح والدقة، ولذلك عُرفت بلغة الدقة المنطقية، وهذا ما جعلها محببة في مجالات الفلسفة والقانون والدبلوماسية. ولقد عزز من دقتها ووضوحها الجهود الكبرى التي بذلتها الأكاديمية الفرنسية، منذ القرن السابع عشر لتقنين اللغة. كما تتمتع الفرنكوفونية بالجمالية والصوت الموسيقي، لهذا اعتبرت من أجمل اللغاتصوتاً ونطقاً، ما جعلها مرتبطة بفنون الشعر والغناء والرواية، خاصة وأنها تميل إلى التراكيب المتوازنة والمتناسقة، وهو ما منحها طابعاً رسمياً
وراقياً، خصوصاً في الخطاب السياسي والثقافي، ولديها القدرة عى ىالتعبير عن المفاهيم المجردة، مما ساعد على التعبير عن الأفكار الفلسفية المعقدة بلغة مفهومة، وسهّل انتشارها في عصر التنوير.
أوحول الدور الذي لعبته الفرنكوفونية في إثراء الثقافة الغربية، أكد سمو الشيخ ناصر المحمد أنه دور مميز خاصة وأن اللغة الفرنسية كانت اللغة الرسمية للثقافة الأوروبية، منذ القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر. فقد كانت لغة النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية في أوروبا، حتى بين غير الناطقين بها، لذلك استخدمها الملوك والسفراء والمفكرون مثلما
تستخدم اليوم الإنجليزية والعربية وغيرها من اللغات كما أنها كانت لغة الفلاسفة والموسوعيين، فقد كتب بها فولتير وروسو ودیدرو ومونتسكيووباسكال وغيرهم من رواد التنوير الأوروبي، ولعبت دوراً رئيسياً في نشر أفكار العقلانية والتسامح وحقوق الإنسان، مما جعل لها اسهامات في بناء مفاهيم الحداثة، مثل العقد الاجتماعي، والحرية الفردية وفصل السلطات، فهذه مفاهيم صيغت في أول ظهورها باللغة الفرنسية، قبل أن تُترجم إلى بقية لغات أوروبا.
وقال إن اللغة الفرنسية أنتجت كذلك أدبا ذا طابع عالمي، يشمل الرواية مثل روایات بلزاك وفلوبير، وادبا مسرحيا مثل مسرح مولییر وكورناي، وشعرا مثل شعر بودلير ورامبو وغيرهما.