
«وكالات»: التقط العالم أنفاسه أمس، مع الإعلان عن نجاح الوساطات السعودية والأمريكية، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وهو ما لقي ترحيبا إقليميا ودوليا وكبيرا.
ففي الكويت أكدت وزارة الخارجية ترحيب دولة الكويت باتفاق البلدين على وقف القتال بينهما، معربةعن أملها بأن يسهم هذا الاتفاق في إعادة الأمن والاستقرار إلى الإقليم.
وأشادت دولة الكويت بالجهود التي بذلتها الولايات المتحدة، وجميع الدول الأخرى في الوساطة والتقريب بين الجانبين للتوصل إلى هذا الاتفاق المهم، مجددة التأكيد على موقفها الثابت والداعم للحوار والحلول الدبلوماسية، سبيلا لتسوية الخلافات والنزاعات على المستويين الإقليمي والدولي.
من ناحيتها أكدت السعودية نجاح جهودها في نزع فتيل التوتر المتصاعد بين الجارتين النوويتين باكستان والهند، بعد اتصالات رفيعة المستوى، وزيارة الوزير السعودي عادل الجبير أمس الأول لكلا البلدين، لتسفر عن وقف التصعيد العسكري الذي شهدته الأيام الماضية بين البلدين.
تأتي الوساطة السعودية بعد أن شهدت الحدود بين البلدين تبادلاً لإطلاق النار في إقليم كشمير المتنازع عليه، واتهامات متبادلة بالمسؤولية عن التصعيد. كما لوّح الجانبان بإجراءات ردع محتملة، أثارت قلق المجتمع الدولي من انزلاق الصراع إلى مواجهة أوسع.
وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ»العربية نت» أن الرياض دخلت على خط الأزمة بشكل عاجل، مدفوعة بعلاقاتها المتوازنة مع كل من إسلام آباد ونيودلهي، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «العربية نت»، فإن التحرك السعودي جاء في إطار سياستها الخارجية القائمة على منع النزاعات، وتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وتقود السعودية، التي تربطها علاقات مميزة مع باكستان، إلى جانب شراكات وعلاقات متقدمة مع الهند، مساراً متزناً يحظى بثقة الأطراف كافة، ما أتاح لها لعب دور الوسيط المحايد في أوقات الأزمات.
وقال مصدر دبلوماسي خليجي إن «السعودية استثمرت رصيدها السياسي العميق مع العاصمتين في حث الطرفين على تغليب صوت العقل، وتحكيم الحوار على منطق القوة»، مؤكداً أن «الوساطة شملت مقترحات عملية لإعادة قنوات التواصل العسكري والدبلوماسي إلى مسارها الطبيعي».
إلى ذلك، رحبت السعودية في بيانها الأخير باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، معبرة عن تفاؤلها بأن «يفضي هذا الاتفاق إلى استعادة الأمن والسلم في المنطقة»، وطبقاً للبيان «تشيد المملكة بتغليب الطرفين للحكمة وضبط النفس، وتجدد في هذا الصدد دعمها لحل الخلافات بالحوار والسبل السلمية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، وبما يحقق السلام والازدهار للبلدين ولشعبيهما».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أمس عن اتفاق لوقف النار شامل وفوري بين الهند وباكستان، عقب أيام من التصعيد بين الجارتين.
أضاف ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال» أمس السبت أن البلدين وافقا على وقف النار بعد وساطة أميركية. وشكر كل من الهند وباكستان على «الحس السليم والذكاء بعد اختيارهما إنهاء الأزمة.»
بدوره، أعلن وزير الخارجية الباكستاني محمد اسحق دار أن بلاده والهند اتفقتا على وقف إطلاق نار «كامل وليس جزئيا»، مضيفا أن نحو 30 دولة شاركت في الجهود الدبلوماسية التي حققت تلك النتيجة.
كما أكد وزير خارجية الهند سوبراهمانيام جايشانكار، «التوصل مع باكستان إلى تفاهم بشأن وقف إطلاق النار والعمل العسكري»، وفقا لوكالة «فرانس برس».
إلى ذلك، أعلنت هيئة الطيران الباكستانية إعادة فتح مجالها الجوي أمام جميع الرحلات، بعد إعلان إسلام آباد ونيودلهي وواشنطن اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وذلك بعد إغلاق لأيام.
جاء هذا بعدما أفادت مصادر مطلعة أمس، بإجراء أول اتصال هاتفي بين الجانبين.
كما أشارت المصادر إلى أن إسلام آباد تسعى لاجتماع مع نيودلهي، وفق ما نقلت شبكة «سي إن إن نيوز 18».
إلا أن أي تأكيد رسمي لم يصدر وقتها عن الحكومتين الهندية والباكستانية.
يذكر أن هذا التوتر غير المسبوق بين الجارتين النوويتين بدأ منذ الهجوم الدامي الذي أودى بحياة 26 شخصا في مدينة باهالغام السياحية، بإقليم كشمير الذي يتنازع البلدان السيادة الكاملة عليه منذ تقسيمه عند الاستقلال عام 1947، يوم 22 أبريل الماضي، إذ اتهم الجانب الهندي إسلام آباد برعاية منفذي الهجوم، في حين نفت باكستان الأمر جملة وتفصيلا.