
الرياض – «وكالات»: استهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته الخليجية، بوصوله أمس الثلاثاء إلى العاصمة السعودية الرياض، التي ستشهد اليوم الأربعاء، مؤتمر القمة الخليجية – الأمريكية، بمشاركة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسائر قادة مجلس التعاون الخليجي.
وجدد الرئيس ترامب التأكيد بأن زيارته إلى الرياض «تاريخية»، وقال: إننا «سنجعل علاقتنا بالسعودية أقوى»مؤكدا أن خادم الحرمين الأمير محمد بن سلمان «رجل عظيم لا مثيل له، ولن أنسى الضيافة الاستثنائية أبداً التي أكرمني بها الملك سلمان بن عبد العزيزقبل 8 سنوات».
وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض: زيارتنا هذه إلى السعودية تاريخية وتعكس عمق العلاقات بين البلدين»، مضيفا: سنعمل على جعل علاقتنا مع السعودية أقوى وأكثر رسوخاً.. شرف عظيم أن يتم استقبالي في السعودية بهذه الحفاوة، وقد تم توقيع اتفاقات بمليارات الدولارات مع السعودية».
أضاف أن الأمير محمد بن سلمان «رجل عظيم لا مثيل له، وأعظم من مثّل شعبه.. الأمير محمد بن سلمان يعمل بجد ولا أعتقد أنه ينام الليل.. هناك تحول كبير ورائع في المنطقة بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد»، مؤكدا أن الرياض «ستصبح مركزاً للأعمال للعالم بأسره.. من الرائع أن تستضيف السعودية كأس العالم وبطولات كبرى أخرى.. شبه الجزيرة العربية مكان جميل، ومن أكثر الأمم ازدهاراً في العالم.. ما يحدث في هذه المنطقة معجزة حديثة على الطريقة العربية».
وقال الرئيس الأمريكي: لن أتردد أبدا في استخدام القوة الأمريكية للدفاع عن السعودية.
من ناحيته، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي إن التعاون مع الرئيس ترامب لا يقتصر على الاقتصاد، بل يشمل العمل المشترك لإحلال الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم.
وأكد ولي العهد السعودي، أن الاستثمارات المشتركة تعد إحدى أهم الركائز في علاقاتنا الاقتصادية».
أضاف أن الاقتصاد السعودي يعد أكبر اقتصاد في المنطقة، إذ يعتبر هو الاقتصاد الأسرع نمواً في مجموعة العشرين، مشيراً إلى أن أمريكا تعد ضمن أكبر شركاء رؤية السعودية 2030، لافتاً إلى أن الاستثمارات المشتركة تعد إحدى أهم الركائز في علاقتنا الاقتصادية.
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تعمل مع أميركا على فرص شراكة بحجم 600 مليار دولار، مبيناً أن أميركا تعد وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة، مشيرا إلى ماهو أبعد من لغة الأرقام إذ قال إن « العمل المشترك مع أميركا لا يقتصر على التعاون الاقتصادي إنما يمتد لإحلال السلام في المنطقة والعالم».
كما أوضح أن حجم التبادل التجاري بين السعودية، والولايات المتحدة منذ عام 2013 حتى 2024 وصل إلى 500 مليار دولار، في المقابل، ذكر أن الصادرات السعودية غير النفطية بلغت نحو 82 مليار دولار في العام المنصرم.
وقد شهد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، بجانب اتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين أخرى، على غرار تطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية، واتفاقية تنفيذية أخرى بين السعودية وأميركا في مجال الفضاء، فضلاً عن مجال النقل الجوي.
كما وقعا الجانبان عدة مذكرات تفاهم في التعدين والموارد المعدنية، بجانب توقيع مذكرات تفاهم مشتركة في مجال الصحة والبحوث الطبية.
وكان ترامب قد وصل أمس إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض ،على متن الطائرة الرئاسية الأميركية، والتي رافقتها لدى وصولها، مقاتلات «إف 15» سعودية.
ويرافق الضيف الأمريكي وفد كبير ضم العديد من وزراء الحكومة وكبار المسؤولين.
وعقب لقاء الرئيس ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ، أن ترامب يرى السعودية شريكاً أساسياً في مجالات مختلفة، كالدفاع والأمن والسياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها، واصفاً اليوم بـ «التاريخي».
وقال وربيرغ لقناة «العربية»، إن «واشنطن ترى أن السعودية تستطيع المشاركة مع الولايات المتحدة في أي مناورات عسكرية وفي الدفاع المشترك»، لافتا إلى أن أن بلاده تريد للسعودية «الاستفادة من كل التكنولوجيا الأمريكية، بما في ذلك تكنولوجيا الطاقة النووية السلمية».
وتابع المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية قائلا «نتوقع إعلانات وبيانات مهمة، حول التنسيق الثنائي بين واشنطن وقادة المجلس الخليجي على الصعيد الاقتصادي والأمني والدفاعي والثقافي والتعليمي».
وحول الملفات المتوقّع أن تناقش خلال زيارة الرئيس الأمريكي، أكد وربيرغ أنها ستشمل ملفات استراتيجية تتعلق بـ«الأمن الإقليمي، والتعاون الدفاعي، والاستثمار في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة»، مشدّداً على أنَّها «ستعزِّز التنسيق بشأن التهديدات البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن التطورات في غزة ولبنان واليمن والسودان وليبيا ولبنان والعراق، ومواجهة السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار»، على حدّ تعبيره.
ونوّهت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، بالأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس ترامب لرحلته إلى السعودية وقطر والإمارات.
وقالت ليفيت «الرئيس ترامب يسعى لتعزيز العلاقة مع دول الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أنه بعد 8 سنوات «سيعود الرئيس ترامب ليؤكّد على رؤيته المتواصلة لشرق أوسط مزدهر وناجح، حيث تقيم الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط علاقات تعاون، يتم فيها هزيمة التطرف ليحل محله التبادل الثقافي والتجاري».