«وكالات» : برزت خلال الساعات الماضية، تحركات إقليمية وعالمية مكثفة، باتجاه محاصرة إسرائيل سياسيا، وإدانة المجازر المروعة التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية، وبذل مساعٍ حثيثة من أجل وقف حرب الإبادة ضد مواطني غزة.
في هذا الإطار، أعربت وزارة الخارجية أمس الثلاثاء عن إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديدين لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى حمد للأطراف الصناعية في قطاع غزة في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والأعراف الإنسانية.
وإذ حذرت الوزارة في بيان لها، من التصعيد العسكري لقوات الاحتلال واستمرارها في ارتكاب الجرائم الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل دون رادع أو محاسبة، فإنها شددت على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمسؤولياتهم في حمايته ومؤسساته ومرافقه المدنية، وضمان إيصال المساعدات ومواد الإغاثة الإنسانية إليه بشكل فوري مع احترام حقه في العيش الآمن الكريم.
في سياق متصل، أعلن قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا في بيان مشترك، معارضتهم «بشدة لتوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة»، معتبرين أن إعلان إسرائيل «عن سماحها بدخول كمية أساسية من الغذاء إلى غزة غير كافٍ إطلاقاً».
وطالب قادة الدول الثلاثة أيضاً بإفراج حركة حماس عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها.
وفي البيان المشترك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني، من أنهم لن يقفوا «مكتوفي الأيدي» إزاء «الأفعال المشينة» لحكومة نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ«إجراءات ملموسة» إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية.
وحذّرت فرنسا إسرائيل من مغبّة استمرار العدوان على غزة، قائلة إن ذلك يجب أن يتوقف وإلا فستكون هناك عواقب، دون الإفصاح عن ماهية هذه العواقب.
وفي حديث لإذاعة فرانس إنتر، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: «إن الوضع لا يمكن احتماله؛ لأن العنف الأعمى من جانب الحكومة الإسرائيلية وحظر دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد حوّل القطاع إلى مكان للموت، ولن أقول إلى مقبرة».
وشهدت العلاقات بين فرنسا وإسرائيل توتراً في الأشهر الأخيرة؛ حيث اتّخذت باريس موقفاً أكثر تشدداً إزاء الأحداث في غزة، كما كشفت فرنسا عن نيّتها الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع مزمع بنيويورك في 18 يونيو المقبل -شريطة ظروف معينة- ما أثار غضب نتنياهو.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، إن العالم «مشمئز للغاية وفاض كيلُه» ممّا يقع في غزة من استمرار القصف الإسرائيلي والتجويع في القطاع.
أضاف مارتن للصحفيين في العاصمة دبلن: «هذه المجزرة ضد الأبرياء يجب أن تتوقف. ويجب على العالم بأسره أن يمارس ضغطا شديداً على إسرائيل لكي توقف أعمالها العدائية في غزة».
كما طالب رئيس الوزراء الأيرلندي حركة حماس بإطلاق سراح كافة المحتجزين، قائلاً: «نحتاج إلى وقف لإطلاق النار وإلى مسار لإعادة إعمار غزة».
وقال مارتن إن «اتخاذ المساعدات الإنسانية كسلاح يعتبر جريمة حرب، وهذا ما نشهده هنا في غزة، وهو ما يجب أن يتوقف».
في غضون ذلك، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية، توم فليتشر، من أنّ حوالي 14 ألف رضيع قد يموتون في غزة في غضون الـ 48 ساعة المقبلة إذا لم يحصلوا على مساعدات إغاثية.
وسألت صحفية بي بي سي، أنّا فوستر، المسؤول الأممي كيف حسبت الأمم المتحدة هذا الرقم؟ فأجاب فليتشر: «لدينا فِرَق قوية على الأرض – وبالطبع كثير من هؤلاء قُتلوا، لكن لا يزال هناك الكثير من عناصرنا على الأرض – في المراكز الطبية، وفي المدارس – يحاولون تقييم الاحتياجات».
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال أمس الاثنين إن «مليونَي شخص يتضورون جوعاً» في قطاع غزة، بينما تمنع إسرائيل دخول «أطنان من الطعام على الحدود على بُعد دقائق معدودة».
إلى جانب الانتقادات الخارجية على مسلك إسرائيل في غزة، جاءت أيضا انتقادات من الداخل الإسرائيلي؛ فقال يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين من يسار الوسط، إن إسرائيل أصبحت «منبوذة بين الأمم» بسبب مسلك الحكومة في الحرب.
وفي حديث لإذاعة «ريشت بيت» التابعة لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية، أضاف الجنرال المتقاعد غولان بالقول إن «الدولة العاقلة لا تنخرط في قتال ضد مدنيين، ولا تقتل الرُضّع كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً بطرد شَعب».
وتدرس محكمة العدل الدولية «ما إذا كانت هناك إبادة جماعية تحدث في غزة». وكانت دولة جنوب أفريقيا قد اتهمت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب «إبادة جماعية في غزة»، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وأعلن مستشفى شهداء الأقصى، وسط مدينة دير البلح، أن ضربة إسرائيلية استهدفت المستشفى، ما تسبب في مقتل 13 شخصا.
وغير بعيد، أدى استهداف لمخيم النصيرات للاجئين إلى مقتل 15 شخصا.
وفي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، تسببت ضربتان إسرائيليتان في مقتل 10 أشخاص، وفقاً لمجمع ناصر الطبي.