
"وكالات": أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية بمقتل وإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، في كمين نفذته المقاومة الفلسطينية قرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، فيما أعلنت كتائب القسام أنها قتلت وجرحت عدداً من جنود الاحتلال خلال اشتباكات ضارية من المسافة صفر شرق مخيم جباليا.
ولم يصدر جيش الاحتلال إعلان رسمي بهذا الشأن وهو في العادة يفرض حظرا للنشر عندما يتعرض جنوده لكمائن مميتة في القطاع. وقالت المواقع الإسرائيلية إن مركبة عسكرية تعرضت لصاروخ مضاد للدروع أطلقته المقاومة، ما أدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة اثنين آخرين، في حصيلة أولية.
وذكرت المواقع إن جهود إخلاء الجنود الجرحى واجهت صعوبة بسبب ضراوة المعارك في محيط الكمين، مضيفة أن مروحية عسكرية فشلت في محاولة أولى للهبوط في مكان الكمين شرق مخيم جباليا. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية إن طيران الاحتلال شن سلسلة غارات عنيفة في محيط الكمين. ولفتت المواقع الإسرائيلية إلى أن الجنود القتلى في الكمين يتبعون للواء غولاني الأكثر شهرة في جيش الاحتلال. ولاحقا قصفت مدفعية جيش الاحتلال منطقة شرق جباليا بوابل من القذائف.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت تجمعاً لقوات إسرائيلية وموقعاً لجيش الاحتلال وآلية عسكرية في قطاع غزة بقذائف هاون وصواريخ. وقالت الكتائب في بيان: "بعد عودتهم من خطوط القتال، أكّد مجاهدو القسام استهداف تجمع لقوات العدو شرق بلدة القرارة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع بـ13 قذيفة هاون عيار 120 ملم و60 ملم". كما جرى "استهداف موقع العين الثالثة شرق المدينة بـ3 صواريخ "رجوم" قصيرة المدى بتاريخ 31-05-2025"، حسب البيان. وفي بيان ثانٍ، قالت "القسام" إن عناصرها استهدفوا "جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة الياسين 105، يوم أمس الأحد، في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع".
من جهة أخرى، وفي تطور خطير وغير مسبوق، حاول مستوطنون، صباح أمس الاثنين، وضع قطع من لحوم قرابين ملوثة بالدماء على سطح قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك، وذلك في إطار ما يسمّى باحتفالات "عيد الأسابيع/شفوعوت" اليهودي.
وقال ناشطون من البلدة القديمة بالقدس، إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، وركض بعضهم حاملين قطع اللحم في محاولة رمزية ودينية تهدف إلى تقديم "القرابين" داخل المسجد، لكن حراس الأقصى تصدوا لهم وأغلقوا أبواب مسجد قبة الصخرة لمنعهم من الوصول إليه، الأمر الذي حال دون تنفيذ مخططهم.
واتجه مسار المستوطنين أمس، نحو المصلى القبلي داخل الأقصى بعد اقتحامهم إياه من باب المغاربة "جنوب غرب الأقصى"، ثم ركضوا باتجاه قبة الصخرة، محاولين وضع القرابين عليها، في مشهد يحمل دلالة عقائدية لديهم ترتبط بطقوس "التطهير الديني" من الذنوب، وتقربهم ـ بحسب معتقداتهم ـ من لحظة هدم الأقصى وبناء الهيكل، وفق برهم.
ويقول الناشطون: "تكمن خطورة ما فعله المستوطنون، بأنه فعل لم يكن يحدث سابقًا بهذه السهولة، كون القرابين مرتبطة بعقيدة هدم الأقصى وبناء الهيكل، كما ويأتي هذا التصعيد بعد أسبوع فقط من أحداث ذكرى احتلال القدس وما رافقها من احتفالات تهويدية قادها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، والتي مرّت دون ردات فعل تُذكر، رغم الاعتداءات والانتهاكات".
وتعود أسباب هذا التصعيد بحق الأقصى، إلى عدة عوامل، من أبرزها تكثيف إجراءات التهويد عبر الصلوات التلمودية والسجود الملحمي ورفع الأعلام وزيادة أعداد المقتحمين، وتنفيذ سياسات الاعتقال والإبعاد بحق المقدسيين بشكل مكثف وبحق موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، ما خلق حالة من الردع، وأسفر عن تراجع كبير في مستوى الحضور المقدسي داخل المسجد الأقصى، وسط غياب غير مبرر من مؤسسات أهلية ورسمية.
وبحسب مصادر محلية، فإن اقتحامات المستوطنين تخللتها جولات استفزازية في باحات الأقصى، وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية شرطة الاحتلال، وسط تضييقات على المصلين على بوابات المسجد، وحواجز شرطة للاحتلال في محيط البلدة القديمة. وكانت جماعات يمينية متطرفة قد دعت خلال الأيام الماضية إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى في عيد الأسابيع الموافق أمس الاثنين. وعادة يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى في جميع أيام الأسبوع باستثناء الجمعة والسبت، وتكون ذروة الاقتحامات في أيام الأعياد اليهودية.