
"وكالات": دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران، في يومها الرابع أمس أخطر منعطفاتها، وتوسع "بنك الأهداف" التي تتعرض للقصف من الجانبين بصورة كبيرة، وتنذر بعواقب أكبر وأخطر، خلال الأيام المقبلة، ما لم تنجح جهود الوساطة التي عرضتها تركيا وروسيا ودول أخرى، لوقف هذه الحرب، ومعالجة الملف النووي الإيراني بالوسائل السلمية والدبلوماسية.
فقد واصل الجانبان أمس تبادل الضربات الجوية والصاروخية، حيث شنت تل أبيب هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة، فيما أكدت طهران أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية، تسببت بمقتل 24 شخصاً على الأقل.
وتركزت هجمات أمس على البنى التحتية في كلا البلدين. وتوعدت إيران بتنفيذ ضربات صاروخية «أشد تدميراً ضد أهداف حيوية» في إسرائيل، فيما شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده لا تنوي تطوير أسلحة نووية لكنها تسعى للحفاظ على حقها في الطاقة والأبحاث النووية.
وقد شنّت إيران هجوماً صاروخياً استهدف مواقع إسرائيلية في الشمال والجنوب، وأدى إلى إصابات مباشرة في مبانٍ بمدينة حيفا واندلاع حرائق في محطة الطاقة القريبة من ميناء حيفا، وأخرى في مناطق مفتوحة في القدس والشمال، بينما أعلن الاحتلال عن موجة غارات استهدفت منصات صواريخ تقع غربي إيران، وقصف مناطق في محافظة أذربيجان الشرقية، وردّت الدفاعات الإيرانية بإطلاق المضادات الأرضية في مدينة الأهواز.
وتعرض مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني في طهران لضربة إسرائيلية، ما أدى إلى انقطاع البث المباشر لوقت قصير قبل استئنافه مجدداً، في حين دانت إيران الهجوم الإسرائيلي ووصفته بأنه "جريمة حرب".
وأفادت وكالة "إرنا" للأنباء، بانقطاع البث المباشر عن التلفزيون الإيراني بعد استهداف إسرائيلي، وسط أنباء عن مقتل عدد من موظفي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، بحسب وسائل إعلام محلية.
كما أظهرت صور من موقع الهجوم دماراً ونيراناً مشتعلة في منطقة مبنى التلفزيون الإيراني.
ولاحقاً، استأنف التلفزيون الرسمي الإيراني البث المباشر بعد توقف وجيز بسبب ضربة إسرائيلية استهدفت المبنى، وفق ما أفاد مسؤول في هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وقال حسن عبديني إن إسرائيل شنت عملية عسكرية على الشبكة الإخبارية لإيران، مضيفا أن "الكيان لم يكن يعلم أن صوت الثورة.. لا يمكن إسكاته بعملية عسكرية"، وفق ما نقلته "فرانس برس".
كما دانت إيران الهجوم الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الحكومي في طهران، الاثنين، ووصفته بأنه "جريمة حرب"، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن قصف مكاتب هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية خلال بثّ مباشر هو "عمل خبيث" و"جريمة حرب". وأضاف "على مجلس الأمن الدولي أن يتحرك الآن لمنع إسرائيل من ارتكاب المزيد"، بحسب "فرانس برس".
في موازاة ذلك، توعّد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العقيد رضا صياد، بأن الأيام المقبلة ستكون "صعبة للغاية"، داعياً الإسرائيليين إلى مغادرة البلاد حفاظاً على أرواحهم، ومؤكداً امتلاك إيران بنك أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل. وتواصلت التصريحات المتوعدة من طهران، إذ حذّر قادة عسكريون من إشعال المنطقة برمتها إذا استمر "العدوان الإسرائيلي"، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إمكانية استمرار العملية العسكرية لأسابيع، بدعم ضمني من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما تبادل الجانبان الدعوة إلى إخلاء بلادهم، ففيما طالب إسرائيل سكان أحد قطاعات طهران بمغادرته، نقل إعلام رسمي إيراني، أمس عن «الحرس الثوري» الإيراني دعوته سكان تل أبيب إلى الإخلاء في أسرع وقت ممكن.
من جهة أخرى نقل إعلام إيراني عن القوات المسلحة الإيرانية قولها إنها بدأت مرحلة عسكرية جديدة في الصراع مع إسرائيل، ولم توضح طبيعة تلك المرحلة. وأضافت القوات المسلحة الإيرانية أن «العمليات العسكرية الحقيقية» قد بدأت تواً.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن طهران تستعد لشن «أكبر وأعنف هجوم صاروخي في التاريخ على الأراضي الإسرائيلية»
وأبلغت إيران، الأحد، قطر وسلطنة عمان اللتين تقومان بدور وسيط، بأنها "لن تتفاوض في ظل الهجوم الإسرائيلي"، وفق ما أفاد مسؤول مطلع على المحادثات لوكالة "فرانس برس". وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته: "أبلغ الإيرانيون الوسطاء القطريين والعمانيين بأنهم لن يجروا مفاوضات جادة إلا بعد أن تستكمل إيران ردها على الضربات الإسرائيلية، مع توضيح أنهم لن يتفاوضوا في ظل الهجوم الإسرائيلي".