
"وكالات": تدحرجت كرة الثلج التي تقاذفتها إسرائيل وإيران، منذ فجر الجمعة الماضي، حتى صارت جبلا من الجليد، لا يعرف أحد هل ستتم إذابته، أم سيُغرق المنطقة كلها في طوفان من الحروب والصراعات.
في هذا الإطار، وفي اليوم السادس من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه "قد يقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقد لا يقوم بذلك"، وكرر مطالبته لطهران بـ "الاستسلام غير المشروط"، زاعما أنه تم تهديد الولايات المتحدة من قبل إيران لسنوات عديدة، بينما قال المرشد الإيراني علي خامئني إن بلاده سترد بقوة على "الكيان الصهيوني، ولن تساومه أبدا".
وأكد خامئني في كلمة له أن الشعب الإيراني "لن يرضخ للحرب المفروضة ولن يرضخ أيضا للسلام المفروض"، وخاطب الولايات المتحدة قائلا: "على أمريكا أن تعلم أن شعبنا لن يستسلم وأي تدخل عسكري من جانبهم سيؤدي لتداعيات لا يمكن تداركها".
وأطلقت إيران عشرات الصواريخ التي استهدفت منطقة تل أبيب الكبرى ووسط إسرائيل، وسُمع دوي انفجارات ضخمة في القدس وتل أبيب وفق ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال الحرس الثوري إنه استخدم الجيل الأول من صواريخ "فتّاح" في الموجة الـ11 من عملية الوعد الصادق 3، مضيفا أن عمليته "تمثل بداية نهاية أسطورة الدفاع الجوي للجيش الصهيوني".
وبينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بالقضاء على تهديد إيران الصاروخي والنووي، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن العملية العسكرية لن تنتهي قبل مهاجمة منشأة فوردو.
في سياق متصل، ذكر رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي، أن عملياتهم السابقة ضد إسرائيل كانت ردعية وسينفذون عملياتهم العقابية ضده قريبا. ودعا سكان الأراضي المحتلة خاصة في تل أبيب وحيفا إلى مغادرتها للحفاظ على أرواحهم.
وكشفت القناة الـ12 أن 1800 إسرائيلي أصيبوا حتى الآن جراء الهجمات الإيرانية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن تقييم استخباراتي أميركي وإسرائيلي أن بإمكان إسرائيل التصدي للصواريخ طيلة 12 يوما فقط، دون مدد أمريكي.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء موجة جديدة من الهجمات في طهران، وأوضح أنه هاجم 40 موقعًا للبنية التحتية للصواريخ الإيرانية ومواقع تخزين وأهدافًا عسكرية يوم الأربعاء. وأضاف أنه قصف أكثر من ألف هدف في إيران، منذ الجمعة.
أفادت وسائل إعلام إيرانية باستهداف القصف الإسرائيلي لمقر الهلال الأحمر في طهران.
كما أعلن الجيش اعتراض 7 مسيّرات إيرانية قبل اختراقها الأجواء الإسرائيلية، فيما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أن "إعصارا يجتاح طهران".
أضاف كاتس: "يتم قصف رموز القوة الإيرانية، وقريبا أهداف أخرى، مع فرار أعداد غفيرة من السكان. هكذا يتم سقوط الديكتاتوريات"، بحسب تعبيره. وكان كاتس قد وجه أمس الثلاثاء تحذيرا خطيرا للمرشد الإيراني، علي خامنئي، إذا استمرت طهران في شن هجماتها الصاروخية ضد إسرائيل.
كما ذكر الجيش الإسرائيلي إنه هاجم موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وعدة مواقع لإنتاج الأسلحة للنظام الإيراني الليلة قبل الماضية، كما أكد أنه اعترض 3 طائرات مسيرة أطلقت من إيران.
وأضاف بالقول في بيان: "نفذت أكثر من 50 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو، بتوجيه استخباراتي دقيق من فرع الاستخبارات، سلسلة غارات على أهداف عسكرية في منطقة طهران خلال الساعات الأخيرة".
أضاف الجيش: "تم استهداف موقع لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في طهران، والتي يستخدمها النظام الإيراني لتوسيع نطاق وسرعة تخصيب اليورانيوم بهدف تطوير سلاح نووي"، فضلا عن "عدة مواقع لإنتاج الأسلحة، من بينها منشآت لإنتاج المواد الخام والمركّبات الخاصة بتجميع الصواريخ الباليستية التي أطلقها النظام الإيراني ولا يزال يطلقها باتجاه دولة إسرائيل". ومن بين الأهداف أيضا "مواقع لإنتاج أنظمة وقطع صواريخ أرض-جو المصممة لمهاجمة الطائرات".
وقبلها، أشار إعلام إسرائيلي إلى أن إيران أطلقت أكثر من 440 صاروخا، كما أطلقت أكثر من 350 مسيّرة منذ بدء الهجمات.