
واصلت الجهات الحكومية الكويتية حشد جهودها، لتفادي مخاطر التداعيات الناشئة عن الحرب التي اندلعت منذ يوم الجمعة الماضي، بين إسرائيل وإيران، وبرز التركيز بوجه خاص أمس على أهمية عمليات الرصد الإشعاعي، والكشف الكيماوي والإشعاعي، وذلك في ضوء ما تتعرض له المنشآت النووية الإيرانية من أضرار، بسبب الهجمات الصهيونية ضدها.
في هذا الإطار، أكد مركز الشيخ سالم العلي للدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي، في الحرس الوطني، أن "الحالة الإشعاعية والكيماوية في دولة الكويت طبيعية".
وقال ركن أول العمليات في «المركز»، المقدم محمد فرج جابر في تصريح لبرنامج «في الميدان» المذاع على تلفزيون دولة الكويت، إن منظومة الرصد الإشعاعي في المركز تعمل على مدار الساعة، والتي تم تدشينها منذ عام 2015 ويتم تطويرها بشكل مستمر لمواكبة أحدث التطورات في مجال الدفاع ضد أسلحة الدمار الشامل.
وكان نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل النواف، قد قام بجولة تفقدية لمركز "سمو الشيخ سالم العلي" للدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي.
وقال النواف في بيان صحفي صادر عن الحرس، إن مركز "سمو الشيخ سالم العلي" للدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي، يضم أحدث المعدات والأجهزة الدقيقة ويقوم بواجباته بعمليات الكشف الكيماوي والإشعاعي.
وأوضح أن المركز يقوم بتلك العمليات، عبر محطات الرصد الثابتة ودوريات استطلاع الكشف الإشعاعي والكيماوي وتسجيل القراءات بمعدلات التلوث ومكافحة التسرب الإشعاعي.
أضاف أن الحرس الوطني وضع منظومة المركز تحت خدمة الأهداف الوطنية بدولة الكويت، بالتعاون مع جهات الدولة للحفاظ على أمن البلاد وحماية بيئتها من التلوث، تطبيقا للتوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة.
من جهته، أكد القائم بأعمال المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور فيصل الحميدان، أن المعهد يضع كامل إمكاناته الفنية والعلمية في خدمة الدولة، دعما لجهودها في تعزيز الجاهزية الوطنية والاستجابة الفعالة للحوادث الإشعاعية والنووية وذلك بالتكامل مع الجهات المعنية ووفق الأطر الوطنية المعتمدة سعيا لحماية الصحة العامة والحفاظ على البيئة.
وقال الحميدان في بيان صحفي أمسن إن المعهد على استعداد تام لتوفير الدعم الفني والمشورة العلمية لمتخذي القرار، بما يعزز قدرة الدولة على الاستجابة لأي طارئ إشعاعي أو نووي لا قدر الله بشكل علمي ومنهجي يحد من التأثيرات المحتملة.
أضاف أن المعهد يساهم بدور محوري في دعم خطة الطوارئ الوطنية من خلال ما يمتلكه من منظومات متطورة تشمل شبكة للرصد الإشعاعي قادرة على قياس وتحليل مستويات الإشعاع في الهواء بدقة عالية، وكشف المصادر الإشعاعية الطبيعية والصناعية، بالإضافة إلى مختبرات متخصصة في تحليل التراكيز الإشعاعية في التربة والهواء والمياه والرسوبيات البحرية والمواد الغذائية باستخدام أحدث التقنيات العلمية.
وأشار إلى أن المعهد يستخدم برامج محاكاة رقمية متقدمة لتوقع مسارات انتشار المواد المشعة في الهواء والمياه، وتحديد تركيزاتها بدقة زمنية ومكانية بما يمكن الجهات المعنية من اتخاذ إجراءات احترازية مبكرة واستباقية.
وأكد الحميدان أهمية الوعي المجتمعي والمسؤولية الإعلامية، داعيا إلى الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة في تداول المعلومات، لا سيما في الحالات ذات الطابع الفني المتخصص لما لذلك من أثر في تعزيز الثقة العامة وضمان إدارة فعالة للأزمات.
في سياق متصل، قام وزير الخارجية عبد الله اليحيا بزيارة أمس، إلى مركز مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإدارة حالات الطوارئ، حيث استقبله رئيس المركز العميد حقوقي الدكتور راشد المري، واطلع على مهام وأعمال المركز، والوقوف على أبرز المبادرات والأنظمة التقنية المعتمدة في دعم جهود الاستجابة الإقليمية لحالات الطوارئ.
وذكرت "الخارجية" في بيان، أن الوزير اطلع على عرض مفصل حول غرفة العمليات المركزية، ودورها في التنسيق بين الدول الأعضاء خلال الأزمات، بالإضافة إلى شرح آلية عمل الأنظمة التقنية المتقدمة، لاسيما منصة تبادل البيانات الإشعاعية التي تعد من أبرز أدوات التعاون المشترك، في المجال النووي والإشعاعي بين دول المجلس، ونظام المحاكاة ودعم اتخاذ القرار الذي يستخدم في تدريب الكوادر الوطنية ورفع الجاهزية وتعزيز التنسيق الإقليمي، خلال الكوارث والطوارئ.
وأشاد الوزير بالدور الحيوي الذي يقوم به المركز في تعزيز منظومة الأمن والسلامة الإقليمية، مؤكدا أهمية العمل المشترك وتكامل الجهود الخليجية في مواجهة التحديات الطارئة، خاصة في ظل التطورات المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي.
وعبر عن تقديره للجهود المبذولة من قبل المركز، وللكفاءات الخليجية التي تدير هذا الصرح المتخصص بكفاءة واقتدار، مؤكدا دعم دولة الكويت الكامل لاستمرار وتوسيع مثل هذه المبادرات النوعية.
على الصعيد العربي، حذّر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أمس، من مخاطر انتشار المواد الإشعاعية في المنطقة نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. وقال عبر منصة «إكس»، إنه في ظل التصعيد العسكري الخطير، «والذي يتضمن استهداف المنشآت والمرافق النووية والعسكرية، يُعرب العراق عن قلقه البالغ إزاء المخاطر الجسيمة المحتمَلة من انتشار المواد الإشعاعية في المنطقة».
وتابع الأعرجي قائلاً إن استمرار الحرب يهدد أمن الدول المجاورة، ويهدد بكوارث صحية وبيئية على نطاق عالمي، مشدداً على استعداد حكومة العراق للتعاون مع جميع الأطراف لاحتواء الأزمة.
كما حذّر مستشار الأمن القومي العراقي من أن استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران قد يجرُّ المنطقة «لكارثةٍ لا تُحمد عقباها». ودعا المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى التحرك العاجل والسريع لدرء وقوع كارثة إنسانية.