
"وكالات": تترقب المنطقة والعالم كله، مصير المواجهة بين إسرائيل وإيران، بعد خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر أمس الثلاثاء، زاعماً أنه يأتي رداً على خرق إيراني سابق للاتفاق، الأمر الذي نفته طهران.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إسرائيل قصفت راداراً قرب طهران، في وقت تحدثت وسائل إعلام عبرية عن عودة طائرات أدراجها، بعد اتصال أجراه ترامب برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مطالباً إياه بالامتناع عن ضرب إيران.
وكانت إسرائيل توعدت بالردّ بقوة على ما زعمت أنه خرق إيراني، بعد دوي صفارات الإنذار في حيفا، بعيد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، الأمر الذي نفته طهران، متحدثة من جهتها عن قصف إسرائيلي طاول 3 مواقع، بعيد بدء تطبيق الاتفاق.
وقال ترامب على منصة "تروث سوشال"عن الاتفاق: "الرجاء عدم انتهاكه". وكان قد أفاد بأنّ الاتفاق يقضي بوقف كامل للعمليات العسكرية، معتبراً أنّ هذا التطور يمثل "نصراً دبلوماسياً للطرفين وللعالم"، مشيراً إلى أن استمرار الحرب كان من شأنه تدمير الشرق الأوسط بالكامل.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السابعة صباحاً بتوقيت الكويت، استبقته إيران بستّ دفعات من الصواريخ، حيث دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من الأراضي المحتلة، في وقت سقط فيه 4 قتلى على الأقل في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل من جراء سقوط صاروخ على أحد المباني.
من جانبها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر أمني قوله، إنّ الجيش الإسرائيلي نفذ خلال الليل محاولات اغتيال عدة، يُنتظر معرفة نتائجها، كذلك هاجم مقرات للحرس الثوري، والصناعات الدفاعية، ومختبرات نووية.
وبدورها، أفادت وسائل إعلام إيرانية بسقوط 9 شهداء و33 جريحاً إثر هجوم إسرائيلي على مبانٍ سكنية في مدينة آستان أشرفية شمالي إيران.
في المقابل، أكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في إيران، فجر أمس الثلاثاء، التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل. وقالت القناة الإيرانية الرسمية في بث مباشر، إنّ "العدو أُجبر على قبول وقف إطلاق النار".
وفي خلفية هذا المسار، كشفت وكالة رويترز عن دور قطري بارز في الوساطة. وذكرت الوكالة أن الرئيس الأمريكي ترامب، ونائبه جي دي فانس، أجريا اتصالاً مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الضربات الإيرانية على قاعدة العديد الأميركية في قطر، حيث طلب ترامب من أمير قطر التدخل لإقناع طهران بالموافقة على وقف إطلاق النار بعد موافقة إسرائيل عليه. كذلك أكد مصدر مطلع لـ"رويترز" أنّ رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لعب دوراً محورياً في التوصل إلى الموقف الإيراني الراهن، بعد اتصالات أجراها مع المسؤولين في طهران عقب مكالمته مع ترامب. ومع ذلك، يبقى مصير الاتفاق مرهوناً بالساعات القليلة المقبلة، في ظل استمرار الترقب لما ستؤول إليه التطورات الميدانية والسياسية.
في سياق متصل، أعلن وزير الصحة الإيراني محمد ظفرقندي أمس مقتل 606 أشخاص وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين منذ بدء هجوم الاحتلال الإسرائيلي في ال13 من يونيو الجاري.
ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن ظفرقندي القول إن "606 أشخاص قتلوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم 107 أشخاص قتلوا خلال الساعات الـ 24 الماضية والتي شهدت أشد وأعنف الهجمات من قبل الاحتلال الإسرائيلي إذ أصيب فيها أيضا 1342 آخرون ".
أضاف "أن 95 بالمئة من القتلى قضوا تحت الأنقاض و5 بالمئة فقط من الجرحى توفوا بعد نقلهم إلى المستشفيات".
وتتعرض طهران ومدن إيرانية أخرى منذ فجر ال13 من الشهر الحالي لهجوم واسع تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي قابلته إيران بهجمات صاروخية على الأراضي المحتلة.
كما تعرضت منشآت "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" النووية الإيرانية فجر أمس الأحد لقصف جوي من الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إن واشنطن دمرت البرنامج النووي وأوقفت الحرب بين طهران وإسرائيل.
وكتب عبر منصة "تروث سوشيال"، أن كلاً من إسرائيل وإيران أرادتا إنهاء الحرب بنفس القدر، وتابع "دمرت النووي الإيراني وأوقفت الحرب".
كما أعلن ترامب عبر ذات المنصة، أن إسرائيل لن تهاجم إيران، مؤكداً أن وقف النار مستمر.
ثم عاد وشدد في منشور ثانٍ على أن إيران لن تعيد بناء منشآتها النووية، موضحاً أنه لا يريد رؤية "تغيير للنظام" في إيران، وقال إن ذلك سيؤدي إلى فوضى.
من جانبه، جدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغست، في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التأكيد على الرسالة التي وجّهها الرئيس دونالد ترامب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مفادها أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وذلك وفقا لمصدرين مطلعَين على تفاصيل المحادثة، بحسب "أكسيوس".
أتى ذلك بعدما أكد ترامب أن كلاً من إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار الذي أعلنه قبل ساعات، مضيفاً أنه غير راضٍ عن أي من البلدين، وخاصة إسرائيل."
وفي حديث للصحافيين قبل مغادرته لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، قال ترامب إن إسرائيل "انسحبت" فور موافقتها على الاتفاق.
وشدد أن على إسرائيل يجب أن تهدأ، مردفاً "سأرى إذا كان بإمكاني إيقافها".
أما عن إيران، فذكر أن القدرات النووية الإيرانية انتهت، وأنها لن تعيد بناءها أبدا.
وبعد مغادرته، كتب ترامب في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "إسرائيل، لا تلق هذه القنابل. إن فعلت ذلك، فسيكون انتهاكا جسيما. أعيدوا طياريكم إلى أماكنهم فورا!".