
«وكالات»: فيما كشفت مصادر دبلوماسية عن بوادر إيجابية بشأن مفاوضات التهدئة، بين إسرائيل و«حماس»، مشيرة، إلى أن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيصل إلى العاصمة القطرية الجمعة أو السبت المقبلين، للإعلان عن إنجاز اتفاق الهدنة 60 يوماً، أثار مقتل خمسة جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، معظمهم من كتيبة «نيتسح يهودا»، وإصابة 14 في كمين عبوات ناسفة وإطلاق نار في بيت حانون في قطاع غزة، الليلة قبل الماضية، صدمة وحيرة كبيرتين في دولة الاحتلال، لأنّه وقع في منطقة يسيطر عليها الجيش الصهيوني، فضلاً عن سجالات ونقاشات وانتقادات، خاصّة بعد تكشُّف المزيد من التفاصيل حول ما حدث.
وذكرت التحقيقات الأولية لجيش الاحتلال أن الكمين وقع خلال عملية عسكرية مشتركة بين لواءين ينفذها الجيش في بيت حانون شمال قطاع غزة، والتي جرى احتلالها مراراً وتكراراً خلال حرب الإبادة، وعمل فيها الجيش مرات عدّة بقوات كبيرة.
وبدأ جيش الاحتلال، مساء السبت الماضي، هجوماً جديداً بمشاركة لواءين، هما اللواء الشمالي ولواء الاحتياط 646، بهدف «تطهير» المنطقة من المقاومين، بعد أن كانت بيت حانون محاصرة من كل الجهات. وجرى تنفيذ الكمين تقريباً عند الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي، أثناء عبور قوة من الكتيبة 97 «نيتسح يهودا»، لأحد المحاور مشياً على الأقدام كجزء من الهجوم. وفي غضون ذلك، جرى تفعيل عبوتين ناسفتين زرعتا في المكان، الواحدة تلو الأخرى.
ورغم ذلك، انفجرت العبوتان الناسفتان بدقة أثناء مرور القوة. وتُرجّح تحقيقات جيش الاحتلال الأولية أن آلية التفجير كانت عن بُعد ضمن كمين. وأثناء إجلاء الجنود المصابين من مكان الانفجار، فتح مقاومون النار من كمين على قوات الإنقاذ العسكرية. وأصيب مزيد من الجنود، ما جعل عملية الإخلاء معقّدة وطويلة، وجرى إرسال قوات إنقاذ إضافية إلى المكان لإجلاء جميع الجرحى.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن كمين إطلاق النار بعد تفجير عبوات ناسفة هو أسلوب تكرر استخدامه مرات عدّة في الأسابيع الأخيرة من المقاومة الفلسطينية، في عمليات قام فيها عناصر حماس بزرع عبوات ضدّ القوات الإسرائيلية. واستخدم المقاومون نفس التكتيك في حالات سابقة، في الآونة الأخيرة، أدى أحدها إلى مقتل جندي، فيما أسفرت عبوة ناسفة استهدفت ناقلة جند مصفحة عن مقتل 7 جنود في القوات الهندسية في خانيونس، جنوبي القطاع. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، أن الكمين وقع في المنطقة العازلة في بيت حانون، على بُعد نحو كيلومتر واحد فقط من السياج الحدودي، وحوالى 3 كيلومترات من مستوطنة «سديروت».
أضافت أن هذه المنطقة في بيت حانون يسيطر عليها جيش الاحتلال على نحوٍ متواصل منذ حوالى عام ونصف العام، أي عملياً منذ بداية العملية البرية في القطاع، وحتى خلال فترات وقف إطلاق النار وصفقات تبادل المحتجزين والأسرى لم ينسحب الجيش منها. ولفتت إلى أن «هذا المعطى الجديد يثير التساؤل: كيف لا يمتلك الجيش الإسرائيلي قدرات جمع معلومات قوية في هذه المنطقة، بعدما نجحت خلية مسلحة في الوصول إلى المكان وزرع عبوات ناسفة، ضمّت 4 عبوات، وشملت آلية تفجير عن بُعد؟».
ولفتت إذاعة الجيش إلى أنه، بحسب جميع قادة الاحتلال الكبار في غزة، فإن العبوات الناسفة تُعدّ التهديد الأول والأخطر على قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع. وتظهر معطيات إسرائيلية نُشرت أمس، أن أكثر من 70% من القتلى في صفوف جيش الاحتلال خلال المناورة البرية في القطاع في الأشهر الأخيرة سقطوا نتيجة لانفجار عبوات ناسفة، إذ تسببت بمقتل 27 جندياً من أصل 38 منذ استئناف حرب الإبادة في القطاع في شهر مارس الماضي. ويجري توظيف العبوات الناسفة أساساً من خلال نمطين مركزيين، وفقاً للإذاعة ذاتها، الأول هو كمائن عبوات مزروعة على المحاور والطرقات، والتي أودت بحياة 19 جندياً، والثاني هو مبانٍ مفخخة، والتي أسفرت عن مقتل 6 جنود.
وأثار مقتل الجنود الخمسة وإصابة 14 آخرين، جراح اثنين منهما على الأقل خطيرة، انتقادات من جهات إسرائيلية عدّة، بينها من المعارضة والحكومة. ووجه رئيس حزب «يسرائيل بيتينو» «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، انتقاداً للحكومة في أعقاب ذلك، زاعماً أن الحكومة «تموّل حماس من أموال الجمهور «الإسرائيلي» عبر شاحنات محمّلة بما يسمى مساعدات، وترسل أفضل أبنائنا للقتال ضد إرهابيين معزّزين ومجهزين»، على حد زعمه.
من جهة أخرى، وبشأن مفاوضات التهدئة، يرتبط موعد وصول ويتكوف إلى الدوحة، بإنهاء المفاوضين الإسرائيليين والقطريين والمصريين، بالإضافة إلى ممثلي حركة حماس في المفاوضات غير المباشرة، محادثاتهم حول النقاط الخلافية والتعديلات التي طلبت الحركة إدخالها على المقترح الذي وصل إليها من الوسيطين القطري والمصري الأسبوع الماضي، ذلك أن ويتكوف لن يأتي إلى قطر قبل الاتفاق على كل النقاط بين المشاركين في المحادثات. ورجّح المصدر الانتهاء من حلّ القضايا العالقة غدا الخميس، متحدثاً عن تفاؤله بـ»حدث كبير» «إيجابي ويتصل بالمفاوضات» يُنتظر حصوله خلال الساعات المقبلة.
إلى ذلك تصر حركة حماس على تحرير المساعدات من قبضة «مؤسسة غزة الإنسانية».