
«وكالات»: منذ ساعات الفجر الأولى ليوم الثلاثاء، تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية بشكل عنيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، في وقت تشير حصيلة العدوان إلى سقوط أكثر من 100 شهيد خلال الساعات الماضية، بينهم عائلات بكاملها قضت تحت الأنقاض. يأتي ذلك فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الهائل، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ومعاناة مستمرة للسكان المحاصرين.
على الصعيد السياسي، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مباحثات مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، لمناقشة تطورات الوضع في غزة ومساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. اللقاء يأتي في وقت أكد فيه المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس» تشهد تقليصاً للقضايا الخلافية من أربع إلى قضية واحدة فقط، معرباً عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية الأسبوع الجاري، ما قد يمهد الطريق لتهدئة مؤقتة تمتد 60 يوماً.
وفي الدوحة، كشفت مصادر مطلعة على مسار المحادثات الجارية، أنّ ويتكوف يعتزم التوجه إلى العاصمة القطرية الجمعة أو السبت المقبلين، للإعلان عن تفاصيل الاتفاق المرتقب في حال استكمال الصياغات النهائية. هذه التحركات تأتي وسط ضغوط أميركية متزايدة لتثبيت وقف إطلاق النار ومعالجة الملفات الإنسانية العالقة، في حين يتصاعد القلق من انفجار الأوضاع ميدانياً إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين قولهم، إن وفدا قطريا وصل إلى البيت الأبيض، لإجراء محادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
أضاف الموقع، أن الوفد القطري التقى مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض قبل وصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدة ساعات للاجتماع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إن غزة لن تستسلم وإن المقاومة هي التي ستفرض الشروط كما فرضت المعادلات.
وقال القيادي في الحركة عزت الرشق، إنه أصبح واضحا أنه لا سبيل لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة جادة مع المقاومة.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» طاهر النونو لـ «الجزيرة نت» إن الحركة تبدي مرونة عالية في المفاوضات الجارية حاليا بالدوحة وتتجاوب مع الوسطاء، مضيفا أن حماس وافقت على إطلاق سراح 10 أسرى من الإسرائيليين الموجودين في غزة لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان.
وأشار النونو إلى أن الجولة الحالية من المفاوضات تشهد تحديات كبيرة، وأن موقف الحركة ثابت فيما يتعلق بالمتطلبات الأساسية لأي اتفاق مع الاحتلال، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف العدوان بشكل شامل.
كما شدد على أهمية الضمانات الدولية، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأميركية تملك مفاتيح الضغط الحقيقية على إسرائيل لإنهاء الحرب إذا توفرت لديها الإرادة السياسية.