
«وكالات»: شن طيران الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مبنى هيئة الأركان في دمشق، بعد ساعات غارات استهدفت محيط المبنى، في ما عدته إسرائيل «تحذيراً» للحكومة السورية، بحجة دفعها على التراجع عن الحملة الأمنية التي تستهدف المسلحين بمدينة السويداء جنوبي البلاد.
وقد أكدت دولة الكويت وسائر الدول الخليجية ومجلس التعاون الخليج، وكذلك مصر ودول عربية أخرى، إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداءات الإسرائيلية السافرة، على أراضي الجمهورية العربية السورية، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تمثل استمرارا لسلسلة الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وطالبت دولة الكويت عبر بيان لوزارة الخارجية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن، بالاضطلاع بمسؤولياتهم لردع تلك الانتهاكات ووضع حد لها حفاظا على أمن واستقرار المنطقة.
وأكدت «الخارجية» موقف دولة الكويت الثابت والداعم للجمهورية العربية السورية الشقيقة، ووقوفها إلى جانبها في الحفاظ على أمنها واستقرارها.
كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، بأشد العبارات هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية التي تمثل انتهاكا صارخا لسيادة سوريا، وخرقا للقوانين والأعراف الدولية، ومساسا خطرا بالأمن والاستقرار الإقليميين.
وقال البديوي في بيان صحفي، إن استمرار هذه الهجمات المتكررة والمتواصلة من قبل قوات الاحتلال يعد تصعيدا غير مسؤول واستخفافا بجهود المجتمع الدولي المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة.
وشدد على موقف مجلس التعاون الثابت والداعم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها ورفضه التام لأي تدخل خارجي يمس بسيادتها أو يفاقم من معاناة شعبها الشقيق.
وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» أعلنت بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت غارات جوية، استهدفت مواقع في مدينة درعا جنوبي سوريا، فيما نقلت عن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية أن شخصا كان قد قتل وأصيب 18 آخرون جراء غارات على العاصمة دمشق.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين أمنيين أن شهداء وجرحى سقطوا في ضربة إسرائيلية جديدة، على وزارة الدفاع وقوات الأمن في سورية.
وأشار التلفزيون السوري الرسمي عبر تليغرام إلى «عدوان لطيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مبنى رئاسة الأركان في ساحة الأمويين بدمشق». وسمع دوي انفجار قوي تردّد صداه في معظم أنحاء العاصمة، بعد وقت قصير من غارة أولى استهدفت المبنى ذاته الذي يضم وزارة الدفاع.
وفي وقت سابق أمس، قتل وأصيب عدد من عناصر الجيش السوري وأصيب مدنيون جراء غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على محافظة السويداء والعاصمة دمشق.
وقالت مصادر عسكرية إن 5 عناصر على الأقل من الجيش السوري قتلوا خلال قصف إسرائيلي على مواقع في مدينة السويداء ظهر أمس الأربعاء، ومطار الثعلة العسكري في ريف المحافظة جنوبي سورية، كما أصيب مدنيان جراء قصف اسرائيلي استهدف محيط قيادة أركان الجيش السوري في العاصمة دمشق.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان أمس الأربعاء، قصف بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة التابع لوزارة الدفاع السورية في دمشق، وقال إنه «يواصل مراقبة التطورات والأعمال ضد المواطنين الدروز في سورية، وبناء على توجيهات المستوى السياسي يهاجم في المنطقة ويبقى في حالة تأهب للسيناريوهات المختلفة». وفي بيان لاحق، قال جيش الاحتلال إنه عزز قواته عند السياج الأمني على الحدود مع سورية، ويجري «تقييماً متواصلاً للوضع، وبناء عليه يتم تحديد حجم القوات الضرورية لتنفيذ المهام العملياتية على الجبهات المختلفة».
وأكدت مصادر ميدانية استمرار تحليق الطائرات المسيرة الإسرائيلية في أجواء محافظة السويداء مع تكرار عمليات القصف واستهداف مواقع قوى الأمن وقوات الجيش السوري التي وصلت صباح أمس، إلى مركز المدينة.
ودفع الجيش الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع سوريا، على خلفية تصاعد التوترات في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وتجدد الاشتباكات فيها.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، تم نشر 3 سرايا من شرطة حرس الحدود وسرية تابعة للواء جولاني، إلى جانب قوات من الشرطة العسكرية، وذلك تحسبا لمحاولات جماعية لاختراق السياج الحدودي من قبل الدروز داخل إسرائيل.
وفرّق الجيش الإسرائيلي بقنابل الغاز عددا من الدروز قرب الحدود مع سوريا.
بالتوازي، وجّه وزير الدفاع يسرائيل كاتس تهديداً مباشراً للقوات السورية، قائلاً: «على النظام أن يُخلي سبيل الدروز في السويداء ويسحب قواته فورا».
أضاف أن إسرائيل لن تتخلى عن الطائفة الدرزية في سوريا، مؤكداً أن الجيش سيواصل ضرب مواقع النظام إلى حين انسحابها الكامل من المنطقة، وأنه «سيُصعّد قريبًا من رده إذا لم تُفهم الرسالة».
من جهة أخرى، أفاد إعلام سوري، صباح الأربعاء، بتجدد الاشتباكات المسلحة داخل مدينة السويداء السورية، بعد دخول الجيش السوري إليها، الثلاثاء، عقب يومين من الاشتباكات الدامية بين الدروز والبدو، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وقال مراسل قناتي «العربية» و»الحدث» إن «مجموعات مسلحة لا تزال تتحصن في بعض النقاط بالسويداء»، مشيرا إلى أن «وحدات الجيش السوري تواصل عمليات التمشيط في المدينة».
وألمحت وسائل إعلام سورية إلى استمرار نزوح المدنيين من السويداء تجاه ريف درعا الشرقي هربا من الاشتباكات المسلحة.