
«وكالات»: دعت بريطانيا و24 دولة أخرى أمس، إلى إنهاء الحرب على غزة على الفور، وأكدت أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية خطير ويغذي عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية، في حين وصف ملك بلجيكا في كلمة ألقاها عشية اليوم الوطني، أمس الإثنين، الانتهاكات، بأنها «عار على الإنسانية».
وقالت فرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك ودول أخرى، إن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، ونددت هذه الدول بما وصفته بأنه توزيع غير منظم للمساعدات وقتل وحشي للمدنيين. وسقط معظم القتلى بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية التي أسندت لها إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة مهمة توزيع المساعدات في غزة من شبكة تقودها الأمم المتحدة. وقال وزراء خارجية هذه الدول في بيان مشترك إن «النموذج الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية لتوصيل المساعدات خطير، ويؤجج عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية».
وتأتي الدعوة إلى إنهاء الحرب وانتقاد طريقة توصيل إسرائيل للمساعدات، من عدة دول متحالفة مع إسرائيل وأهم داعميها الولايات المتحدة.
وتستخدم مؤسسة غزة الإنسانية شركات أمنية ولوجستية أميركية خاصة لإيصال الإمدادات إلى أهالي القطاع، متجاوزة الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية. ووصفت الأمم المتحدة نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه غير آمن ويشكل انتهاكا لمعايير الحياد الإنساني.
ورحّبت حركة حماس بالبيان، مشيرة إلى أنه يمثل اعترافاً دولياً إضافياً بحجم ما ترتكبه حكومة الاحتلال من انتهاكات واسعة بحق المدنيين الأبرياء، بما في ذلك سياسة التجويع الممنهج التي أودت بحياة أكثر من سبعين طفلاً حتى الآن. ودعت الحركة الدول الموقعة على البيان إلى ترجمة مضمونه إلى خطواتٍ عملية، تنهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، وتمارِس ضغطاً مباشراً وفعّالاً لوقف حرب الإبادة الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتضمن تدفق المساعدات الإنسانية فوراً.
في غضون ذلك، وصف ملك بلجيكا في كلمة ألقاها عشية اليوم الوطني، أمس الإثنين،
في غضون ذلك، وصف ملك بلجيكا في كلمة ألقاها عشية اليوم الوطني، أمس الإثنين، الانتهاكات، بأنها «عار على الإنسانية».
وقال الملك فيليب في كلمة بقصره في بروكسل: «أضم صوتي إلى صوت كل من يدين الانتهاكات الإنسانية الخطيرة في غزة، حيث يموت الأبرياء من الجوع ويقتلون بالقنابل بينما هم محاصرون».
أضاف: «طال أمد هذا الوضع أكثر مما ينبغي. إنه وصمة عار على جبين البشرية جمعاء. نؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء هذه الأزمة المستعصية فورا».
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الملك فيليب علنا بهذه النبرة الحادة والوضوح عن صراع، أما الحكومة الاتحادية البلجيكية، فقد كانت أكثر تحفظا في انتقادها للحرب. ويقتصر دور الملك في بلجيكا على تقديم المشورة والدعم والتحذيرات للحكومة، دون اتخاذ أي قرارات سياسية.
ويعيش قطاع غزة أسوأ أيام حرب الإبادة على الإطلاق في ظل تفشي الجوع والمرض وانعدام المواد الغذائية، بفعل الحصار الإسرائيلي. وتداول ناشطون فلسطينيون مقاطع فيديو تظهر انهيار مجوعين وإصابتهم بالإعياء وفقدان التوازن من جراء الجوع الشديد، بينما ظهرت آثار ذلك على أجسادهم التي بدت كهياكل عظمية.
وتعود جذور الكارثة إلى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، واشتداد الحصار مطلع مارس الماضي، الذي بلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة، بعد نفاد مختلف المقوّمات الأساسية للحياة. وتسبب الإغلاق التام للمعابر، ومنع دخول البضائع الأساسية بما فيها الأغذية، والأدوية، والمياه النظيفة والإمدادات الأساسية، في خلق كارثة حقيقية، إذ لم تعد الشاحنات تنقل الحليب والدقيق والزيت، وصار الطحين عملة نادرة، والزيت كالأمل، لا يُرى.