
غزة – «وكالات»: بدأت بعض المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة أمس، وتضمنت شحنات من السلّات الغذائية التي تحتوي على مجموعة من المواد التموينية الأساسية التي تلبّي احتياجات الأسر في القطاع، بينها: السكر، والعدس، وملح الطعام، والزيوت، والمياه المعدنية، والأجبان، وحليب الأطفال، وهي مواد غذائية ضرورية تساهم في التخفيف من معاناة السكان الذين يعانون نقصا حادا في المواد الأساسية.
إلى جانب هذه السلات، تضمنت الشحنات أيضاً كميات من الطحين، الذي يعتبر من المواد الحيوية في تحضير الطعام اليومي لأهالي غزة، وشحنات من المعلبات والبقوليات، مثل الفاصوليا والحمص، التي تعد من المصادر المهمة للبروتين الغذائي للأسر في القطاع.
وأفاد مصدر مصري في معبر رفح البري، بأن أكثر من 130 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبرت من معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، إذ جرى تفتيش الشحنات قبل السماح بدخولها إلى غزة. وأشار المصدر إلى أن غالبية الشحنات التي أُدخِلت، حتى ظهر الأحد، كانت تشمل مساعدات غذائية وأدوية، إذ تجاوز عدد الشاحنات التي وصلت إلى القطاع 100 شاحنة.
وأكد المصدر أن إسرائيل رفضت إدخال بعض الشاحنات، خاصة تلك المحملة بالطحين، وهو ما يعكس استمرار القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على نوعية المساعدات المسموح بها في ظل الحصار القائم.
وأفاد شهود عيان بأنه لم يلاحظ أيّ شاحنات وقود أو غاز كما كان الوضع قبل وقف المساعدات. وحملت بعض الشاحنات شعار الهلال الأحمر المصري، بينما حملت أخرى رسم العلم الإماراتي مع عبارة «الإمارات العربية المتحدة، المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشاريع دعم المياه في غزة».
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن القطاع يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، وأضاف أن الاحتياج لحليب الأطفال بلغ 250 ألف علبة شهرياً للأطفال الرُّضع، مؤكداً أنّ الحل الجذري للأزمة يكمن في فتح المعابر وكسر الحصار فوراً.
وتحركت عشرات الشاحنات من الجانب المصري عبر معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم، صباح الأحد، وسط إجراءات تنسيقية مكثفة مع الأمم المتحدة وجهات إنسانية. في وقت اعتُبرت هذه الخطوة الأولى في طريق طويل لاستعادة الحد الأدنى من تدفق الإغاثة، بعدما كانت إسرائيل قد سمحت خلال الشهور الماضية بدخول أعداد محدودة جداً من الشاحنات عبر ما تعرف بـ»مراكز المساعدات الأميركية»، والتي لم تغطِّ سوى 5 في المئة من الاحتياجات الفعلية للسكان.
كما أعلن الأردن انطلاق قافلة مساعدات إنسانية مكوّنة من 60 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية، أمس الأحد، متجهة إلى قطاع غزة لدعم الأهالي في ظلّ الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها. ووفق وكالة الأنباء الأردنية، فقد جرى تجهيز وتسيير هذه القافلة بالتنسيق مع القوات المسلّحة الأردنية- الجيش العربي، وبرنامج الغذاء العالمي، والمطبخ المركزي العالمي.
وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الفلسطينيين في غزة خلال الهدن بالمناطق المحددة. وكتب في منشور على إكس «على تواصل مع فرقنا على الأرض، التي ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجوعى خلال هذه الفرصة».
من جهة أخرى، أكدت وزارة الصحة في غزة أنّ العشرات من سكان القطاع ماتوا بسبب سوء التغذية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأضافت أن عدد مَن توفوا بسبب سوء التغذية منذ بدء الحرب قبل نحو عامين بلغ 127 شخصاً بينهم 85 طفلاً.
وحذرت أكثر من مئة وكالة إغاثة يوم الأربعاء من انتشار المجاعة الجماعية في أنحاء القطاع. ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، «تعليقاً تكتيكياً» مؤقتاً للعمليات العسكرية في ثلاث مناطق محددة بغزة، فيما قتل العشرات جراء القصق المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وقف العمليات سيكون يومياً في المواصي ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، حتى إشعار آخر، وفقاً لوكالة «رويترز».
أضاف أن المسارات الآمنة المُحددة ستُطبق بشكل دائم من الساعة السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساء.
إلى ذلك، قتل 38 فلسطينيا وأصيب آخرون، أمس الأحد، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة.
وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية بأن من بين القتلى 11 مواطنا «استشهدوا باستهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات في منطقة السودانية شمال غربي القطاع».
وأشارت إلى «استشهاد خمسة مواطنين، معظمهم أطفال ونساء، جراء استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في برج الوليد وتضرر فرن خبز أسفل البناية بحي الرمال غربي مدينة غزة».
وذكرت أن تسعة مواطنين «استشهدوا» وآخرين أصيبوا في قصف إسرائيلي استهدف مدينة خان يونس. وأضافت أن «خمسة مواطنين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين جنوبي دير البلح ونتساريم وسط القطاع».
بدوره ، أشار مستشفى العودة بالنصيرات إلى «وصول ستة شهداء و50 إصابة، جراء استهداف الاحتلال المواطنين في نقطة المساعدات جنوب منطقة وادي غزة
من جهة أخرى، قال ناشطون دوليون على متن سفينة مساعدات أبحرت من إيطاليا متجهة إلى غزة، في منشور على منصة «إكس»، إن السفينة تم اعتراضها.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، على منصة «إكس»، إن القوات البحرية «منعت السفينة من الدخول غير القانوني إلى المنطقة البحرية لساحل غزة»، وإنه يتم نقلها إلى الشواطئ الإسرائيلية، مشيرة إلى أن جميع الركاب سالمون.
وقالت الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن تعليق العمليات العسكرية لأغراض إنسانية سيسمح «بزيادة المساعدات الإنسانية»، وأكدت أن إسرائيل لم توفر بدائل كافية لقوافلها مما أعاق وصول الإمدادات.
من جهة أخرى، أفادت مواقع إسرائيلية، بمقتل جندي وإصابة 9 على الأقل من وحدة الاستطلاع في الجيش الإسرائيلي، في كمين للمقاومة في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأعلنت القسام استهداف ناقلة جند للاحتلال في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبي القطاع.
وأقر جيش الاحتلال بمقتل ضابط وجندي وإصابة ضابط من لواء غولاني في انفجار عبوة ناسفة جنوبي القطاع أمس.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من جهة «باب المغاربة».
بينما أجبرت سلطات الاحتلال عائلة مقدسية على إخلاء بناية سكنية في بلدة بيت حنينا، بالقدس المحتلة، وهدمها بأنفسهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سعير، شمال شرقي الخليل، ودهمت منازل عدة وفتشتها، واعتقلت أسيرا محررا وطفلا مصابا.