
حركة مكثفة للدبلوماسية الكويتية تشهدها أروقة وزارة الخارجية - كالعادة- في الإعلان عن المواقف الرسمية لمواجهة التحديات المتسارعة في المنطقة، من خلال بيانات الوزارة، والاجتماعات الوزارية الخليجية والدولية المرتقبة، خلال الفترة المقبلة وتحديدا في شهر سبتمبر المقبل.
فعلي المستوى المحلي، من المنتظر خلال الفترة القليلة المقبلة، تسكين الشواغر في بعض سفارات الكويت في الخارج، سواء في دول شقيقة أو صديقة، مع ورود الموافقات البروتوكولية.
من جهة أخرى، وفي تطور ملحوظ، وعقب إغلاق باب التبرعات نهاية الأسبوع الماضي لارسال مساعدات اغاثية لغزة، أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي خالد المغامس أمس- السبت- عن انطلاق أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي من قاعدة عبد الله المبارك الجوية الى مطار العريش، اليوم- الاحد- لايصال المساعدات الإنسانية العاجلة للاشقاء في قطاع غزة، بالتعاون مع وزارات الشؤون والدفاع والخارجية بالتنسيق مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني، وتجهيز المواد الغذائية الأساسية بالتعاون مع شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية.
وعلى صعيد مواقف الكويت من القضايا الدولية أيضا، أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب الكويت بإعلان التوصل إلى اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا، وتطلعها بأن تسهم هذه الخطوة التاريخية في مزيد من الاستقرار والازدهار بين البلدين.
أضافت الوزارة في بيان أصدرته امس- السبت: وإذ تشيد الكويت بجهود الوساطة التي اضطلعت بها الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى هذا الاتفاق الهام، لتجدد تأكيدها على دعمها لكافة الجهود الإقليمية والدولية لحل النزاعات وتسويتها عبر الحوار والطرق السلمية.
على صعيد آخر، تستعد الكويت لاستضافة الدورة الدورة الـ 165 للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة وزير الخارجية عبد الله اليحيا، في بداية شهر سبتمبر المقبل.
وذكرت الأمانة العامة لمجلس «التعاون» انه خلال اللقاء الذي تم بين الوزير اليحيا والأمين العام لمجلس « التعاون» جاسم البديوي، نهاية الأسبوع الماضي، «بحث أوجه تعزيز الجهود المشتركة لمسيرة العمل الخليجي المشترك، بالإضافة إلى مناقشة الملفات المطروحة على جدول أعمال الدورة الـ «165» للمجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون والذي سيعقد في بداية شهر سبتمبر المقبل، والاجتماعات الوزارية الخليجية المشتركة والتي ستعقد على هامش اجتماعات الدورة الـ «80» للجمعية العامة للأمم المتحدة في ولاية نيويورك.
كما تم تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات على الساحة الإقليمية والدولية.»
وأثناء انعقاد المجلس الوزاري « الخليجي « في الكويت، يصل الى البلاد، وزير خارجية اليابان ايوايا تاكيشي في الاول من سبتمبر المقبل، لاجراء محادثات معمقة مع وزير الخارجية عبدالله اليحيا، علاوة على حضور الاجتماع الوزاري الثاني المشترك للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليابان.
وعلى صعيد العلاقات الكويتية- اليابانية، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح حيات عزم الكويت واليابان على ترسيخ شراكتهما الإستراتيجية الشاملة في المجالات كافة، وذلك عقب ترؤسه الجانب الكويتي في الجولة الخامسة من المشاورات السياسية على مستوى وزارة الخارجية في كلا البلدين ، التي عقدت في طوكيو امس الاول «الجمعة».
وقال السفير حيات في تصريح له: «إن الاجتماعات عقدت في أجواء ودية تعكس عمق علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين الممتدة منذ أكثر من ستة عقود ماضية»، موضحا أن وجهات النظر التي تمت مناقشتها مع كبار المسؤولين اليابانيين في كافة الاجتماعات متطابقة في مجملها.
أضاف أن «جولة المشاورات الحالية بحثت بصورة أساسية متابعة مستجدات مخرجات نتائج الزيارة الرسمية الناجحة بكل المقاييس التي قام بها سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد إلى اليابان في نهاية شهر مايو الماضي والتي توجت برفع مستوى العلاقات التاريخية بين دولة الكويت واليابان إلى مستوى علاقات استراتيجية شاملة».
وأوضح السفير حيات أن هذه العلاقات الاستراتيجية الشاملة ترتكز على الصداقة المتينة والثقة المتبادلة بين البلدين، والالتزام المشترك تجاه توسيع آفاق التعاون الثنائي في جميع المجالات، والعمل معا في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية لإيجاد الحلول للتخفيف من حدة تأثيرها على البلدين والعالم.
وأكد عزم الكويت واليابان على ترسيخ شراكتهما الاستراتيجية الشاملة، في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية والثقافية والعلمية والفنية والأكاديمية والطاقة المتجددة والنفط والبتروكيماويات وغيره،ا والتي تمثل حجر زاوية مهمة في سبيل تعزيز أمن الطاقة واستقرار تكلفتها.
ولفت السفير حيات إلى أن الجانبين أعربا خلال هذه الجولة عن طموحاتهما المشتركة، في شأن مواصلة توسيع الشراكة الاقتصادية المتميزة بينهما، في ضوء اهتمامهما بتطوير التعاون الثنائي في المجالات ذات المصالح والقدرات المشتركة.
وذكر أن الجانبين تطرقا أيضا إلى العلاقات المتميزة والمتنامية استراتيجيا بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل الجانبين وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أضاف أن «البلدين الصديقين واجها معا العديد من القضايا»، مؤكدا أن دولة الكويت لن تنسى أبدا مواقف اليابان الداعمة لحقها العادل ونصرة الحق الكويتي إبان الغزو العراقي الغاشم عليها عام 1990.
وقال السفير حيات إن الجانبين بحثا أيضا تفاصيل جدول الزيارة الرسمية المرتقبة لوزير الخارجية الياباني إيوايا تاكيشي إلى دولة الكويت، في الأول من شهر سبتمبر المقبل والتي سيجري خلالها مباحثات رسمية مع وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا، تهدف إلى فتح آفاق جديدة واستمرار رفع مستوى التعاون الثنائي في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى مشاركته في أعمال الاجتماع الوزاري الثاني المشترك للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليابان.