
«وكالات»: أدانت دول عربية عديدة، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما أسماه «رؤية إسرائيل الكبرى»، والتي وصفتها وزارة الخارجية الأردنية بأنها «تصعيد استفزازي خطير وتهديد لسيادة الدول ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». وأكدت الوزارة أن المملكة الأردنية ترفض رفضا مطلقا هذه «التصريحات التحريضية».
وشددت على أن «هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني».
أضافت أن «هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية، وتتزامن مع عزلتها دوليا في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين».
وكان نتنياهو - المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- قد قال خلال مقابلة مع قناة «آي 24» الإسرائيلية، أمس الأول الثلاثاء: «أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية وأنا مرتبط عاطفيا برؤية إسرائيل الكبرى».
يأتي حديث نتنياهو مع استمرار حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي سياق خطاب متصاعد لليمين المتطرف الإسرائيلي يدعو إلى التوسع والضم وصولا إلى إنشاء «إسرائيل الكبرى» التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وفق معتقداتهم.
من جهة أخرى، أعلنت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أمس، أن رئيس الأركان، إيال زامير، صدّق على ما وصفتها بأنها «الخطوط العريضة لخطة الهجوم على غزة»، التي تتعلق بالخطوات المقبلة للجيش في القطاع. وأضافت المتحدثة، في بيان، أن رئيس الأركان أكد على أهمية «رفع جاهزية القوات والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط».
إلى ذلك، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية عن ارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة أمس الأربعاء إلى 29 شخصاً.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن الحرب البرية والجوية التي تشنها إسرائيل في القطاع منذ نحو عامين أدت إلى مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني.
في غضون ذلك، تعمل مصر مع قطر والولايات المتحدة لإحياء هدنة الستين يوماً في غزة في إطار جهود جديدة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، حسبما اعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.
وأوضح عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي أن الخيار المطروح على طاولة المفاوضات الآن هو إحياء خطة ويتكوف التي تقضي بوقف اطلاق النار لمدة ستين يوماً، مقابل إطلاق سراح وتبادل عدد معين من الرهائن الإسرائيليين والسجناء والمعتقلين الفلسطينيين، وإدخال غير مقيّد للمساعدات لقطاع غزة.
وكان مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات قد قال في وقت سابق، إن «الوسطاء بصدد بلورة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار، يتضمن صفقة تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة»، غير أن الوزير المصري نفى لمراسل بي بي سي في القاهرة تلك الأنباء.
وأشار عبد العاطي إلى أن هناك مجموعة مكونة من 15 شخصية فلسطينية - لا تتبع أي فصيل - جاهزة لإدارة قطاع غزة، أثناء فترة انتقالية مدتها ستة أشهر، عقب انتهاء الحرب، ثم تتولى بعدها السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة القطاع.
وأكد الوزير المصري: «نتحدث مع حماس والإسرائيليين، ونسعى للتوصل إلى اتفاق» بالاستناد إلى خطة أمريكية حديثة.
ونفت الرئاسة الفلسطينية عبر وكالة الأنباء الرسمية تقارير إسرائيلية حول تعيين رجل أعمال فلسطيني لإدارة قطاع غزة.
ووفقاً لما نقلته «وفا» عن مصدر مسؤول في الرئاسة الفلسطينية فإن الجهة الوحيدة المخولة بإدارة قطاع غزة هي «دولة فلسطين» ممثلة بالحكومة أو لجنتها الإدارية المتفق عليها والتي يرأسها وزير في الحكومة.
واعتبر المسؤول في الرئاسة الفلسطينية «أي تعاطٍ مع غير ذلك... خروجاً عن الخط الوطني، ويتساوى مع ما يريده الاحتلال الذي يريد فصل غزة عن الضفة، وتهجير سكانها».
وكان رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة قد نفى ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية حول تعيينه حاكماً لقطاع غزة، مؤكداً في الوقت نفسه وجود اتصالات جرت معه في هذا الشأن، حول نموذج يمزج بين الإدارة الأمنية والمدنية، مع وجود قوة أمنية تضمن الاستقرار، وتشكيل لجنة لإعادة الإعمار، في غزة.
وقال حليلة، في مقابلة مع إذاعة «أجيال» الفلسطينية، إن ما نُشر مؤخراً ليس جديداً، بل هو إعادة لما تم تداوله قبل نحو ستة أشهر، موضحاً أنه تلقى في يوليو 2024، اتصالاً من مقاول كندي يعمل مع الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاغون) لبحث مستقبل الحكم في غزة بعد الحرب، حيث عرض عليه تولي منصب حاكم القطاع.
أضاف رجل الأعمال الفلسطيني أنه أطلع الرئيس محمود عباس على المقترح لمعرفة موقفه منه، إلا أن اللقاءات التي تلت ذلك لم تُفضِ إلى توافق كامل.
وقال حليلة إن المقترح الأمريكي طُرح على أكثر من رجل أعمال فلسطيني في الفترة نفسها، وإن إسرائيل وبعض الدول العربية أبدت اعتراضاً كاملاً على شكل الحكم المقترح للقطاع، بينما كانت الولايات المتحدة والسعودية ومصر من أبرز الدول الداعمة للفكرة.