
موسكو - «وكالات»: تسعى روسيا مع بدء زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الثلاثاء للمرة الاولى منذ اربع سنوات، الى ترقية العلاقات بين البلدين الى مستوى جديد فيما تتطلع ايضا الى صفقة اسلحة كبيرة والتوصل الى توافق بشأن الازمة السورية.
ووصل المالكي امس الاول الى موسكو لاجراء محادثات تستمر ثلاثة ايام فيما اشارت تقارير الى احتمال ابرام صفقة سلاح بقيمة 4.3 مليار دولار ما سيجعل روسيا اكبر مزود للعراق بالسلاح بعد الولايات المتحدة.
وأظهرت وثيقة نشرت امس خلال اجتماع بين المالكي ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف ان العراق وقع عقودا في الاشهر القليلة الماضية لشراء اسلحة من روسيا تزيد قيمتها على 4.2 مليار دولار. وجاء في الوثيقة ان العقود وقعت خلال زيارات لروسيا قام بها القائم بأعمال وزير الدفاع العراقي في ابريل نيسان ويوليو تموز واغسطس. ولم تقدم تفاصيل تلك العقود
ومحادثات المالكي في روسيا ستشكل فرصة امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاقامة شراكة جديدة مع العراق وتنشيط العلاقات التي تضررت منذ الاطاحة بالمقبور صدام حسين في العام 2003.
واصبحت الولايات المتحدة ابرز طرف في العراق الذي نسج بدوره علاقة جديدة مع ايران.
وسيلتقي المالكي الرئيس الروسي اليوم الاربعاء.
لكن رئيس الوزراء العراقي يعتزم ايضا اغتنام زيارته لكي يخفف اعتماد العراق على الاسلحة الامريكية.
وقال المالكي «في ما يتعلق بسياساتنا لشراء الاسلحة، لا نطلب نصيحة احد».
واضاف «لدينا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وايران. لا نريد ان نكون محاطين بنزاعات دائمة. نحن نشتري الاسلحة على اساس احتياجاتنا».
وكان رئيس الوزراء العراقي المدعوم من واشنطن وطهران والذي يحكم البلاد منذ 2006 قال في مقابلة تلفزيونية مؤخرا ان هذه الزيارة تهدف الى «احياء العلاقات مع روسيا الاتحادية وتطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية» والعسكرية.
من جانب اخر ذكرت صحيفة فيدوموستي الروسية ان صفقة الاسلحة البالغة قيمتها 4.3 مليار دولار ويجري التفاوض حولها تشمل 30 مروحية هجومية من طراز مي- 28، و42 بانتسير-اس1 وهي انظمة صواريخ ارض-جو. وقالت الصحيفة ان هذه الصفقة اذا انجزت ستكون الاضخم التي تعقدها روسيا منذ 2006 وستشكل عودة لها الى سوق الاسلحة في الشرق الاوسط بعد سنوات من التراجع بسبب التواجد الامريكي.
ويرافق المالكي وزيرا النفط والتجارة لبحث استثمارات جديدة في مجال النفط.
وفي يوليو الماضي، اعلنت وزارة النفط العراقية توقيع عقد «مبدئي» مع ائتلاف شركتي لوك اويل الروسية وانبكس اليابانية لاستثمار رقعة استكشافية للنفط ضمن محافظتي المثنى وذي قار جنوب البلاد.
ووقعت لوك اويل في يناير 2010 في بغداد عقدا نهائيا لاستثمار حقل القرنة الغربي 2 النفطي في جنوب العراق، بينما فاز ائتلاف بقيادة شركة «غازبروم» الروسية بعقد لتطوير حقل بدرة النفطي وسط العراق في ديسمبر 2009.