
دمشق - «كونا»: اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي امس ان أي تهدئة للمواجهات الدائرة بين القوات الحكومية والمجموعات المعارضة المسلحة يجب ان يكون الهدف منها الدخول في حوار سياسي.
وشدد مقدسي في تصريح صحافي ردا على دعوة السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف اطلاق النار على ان الحل في سوريا يجب ان «يكون من خلال الجلوس على طاولة حوار من دون اي محرمات».
وتساءل عن الهدف من هذه التهدئة اذا كان الفريق الاخر يرفض الحوار السياسي مع النظام السياسي في سوريا مؤكدا ان المرجعية «هي الشارع السوري واذا كان الشارع لا يريد هذا النظام السياسي يرحل النظام».
وأشار الى ان «المقصود من الحسم لا يعني انتصار السوري على السوري بل نريد ان نقنع هذا السوري الذي يحمل السلاح انه لا يستطيع من خلال حمل السلاح تحقيق مطالبه» مستدركا بالقول ان «الهدف من التهدئة يكون الدخول في حوار سياسي».
واكد مقدسي في رده على تصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ان بلاده لا تأمل المواجهة مع احد مشددا على انها ستدافع عن كل ذرة تراب سورية.
وعن اقتراح وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو قيادة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع المرحلة الانتقالية قال مقدسي «عندما تسمح لنا تركيا ان نقول لها اية حكومة تفيدها نسمح لها بان تقول لنا ذلك» مؤكدا ان «الفيصل في هذا الامر هو الشعب السوري».
وقال ان الجيش السوري بحالة دفاع عن النفس لافتا الى انه «عندما يحصل اطلاق نار وتطلق القذائف والصواريخ وتوضع التفجيرات لا يكون هناك مطالب حرية».
بالمقابل هدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت اوزل سوريا امس «برد اقوى» اذا ما استمرت في اطلاق النار على الاراضي التركية، بحسب ما نقلت الشبكات التلفزيونية.
وقال الجنرال اوزل خلال جولة على قرية اكجاكالي «جنوب شرق» حيث قتل خمسة مدنيين مطلع اكتوبر بقصف سوري ردت عليه المدفعية التركية «رددنا «على اطلاق النار السوري». اذا ما استمروا فسنرد بشكل اقوى».
واكد الجنرال اوزل الذي كان يتفقد مع قادة آخرين في الجيش قوات منتشرة على الحدود مع سوريا ان الردود التركية سببت «خسائر مهمة» في سوريا بدون ان يضيف اي تفاصيل، كما ذكرت القناة الاخبارية ان تي في.
ميدانيا تنوي القوات السورية شن هجوم نهائي على مدينة حمص وسط البلاد، حسبما افادت امس صحيفة سورية مقربة من السلطة.
وفي الوقت نفسه، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن قصف مكثف على الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون في مدينة حمص والمحاصرة منذ اشهر من القوات النظامية.
وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة ان حمص «قد تعلن خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها».
ويستخدم الاعلام الرسمي السوري عبارة «مناطق آمنة» في كل مرة تكون القوات النظامية في طور القيام بعملية عسكرية كبيرة في منطقة معينة ل»تطهيرها من الارهابيين».
وابلغ مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس الاحد ان القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة على معاقل المقاتلين المعارضين في حمص وريفها، وتأمل في انهائها قبل نهاية الاسبوع الجاري.
وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حمص وريفها منذ خمسة ايام الى هجوم شامل من القوات التي اقتحمت بعض احياء المدينة وبعض القرى في الريف، بحسب ناشطين معارضين ومصادر عسكرية سورية.
وتعرض حي الخالدية في المدينة للقصف بالطيران الحربي للمرة الاولى الجمعة، واعلن التلفزيون الرسمي السوري الثلاثاء ان القوات السورية دخلت اجزاء كبيرة من الحي.
وذكرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم امس ان القوات النظامية قضت «في كمين لها على عدد كبير من الارهابيين حاولوا الهروب من منطقة الخالدية الى منطقتي جورة الشياح والغوطة مستخدمين مجارير الصرف الصحي».
وافادت صحيفة الثورة الحكومية عن «تطهير» شارع الخندق في حي باب هود في مدينة حمص والقضاء على عدد من الارهابيين «من جنسيات مختلفة».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني صباح الامس ان «القصف تجدد على احياء الخالدية وجورة الشياح واحياء حمص القديمة من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء المحاصرة وفرض سيطرتها عليها».
وقال الناشط ابو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة عبر سكايب لوكالة فرانس برس «اننا محاصرون كليا، ولا منفذ امامنا».
وطالب المنظمات غير الحكومية بارسال المساعدات، مشيرا الى ان «المستشفيات تغص بالجرحى الذين يحتاجون الى عمليات جراحية ويجب اخلاؤهم».
وحاولت اللجنة الدولية للصليب الاحمر دخول مدينة حمص مرارا من دون جدوى.