
انقرة - «ا. ف. ب»: اجبرت تركيا طائرة ركاب سورية قادمة من موسكو على الهبوط في انقرة للاشتباه بانها تنقل اسلحة، ما يؤدي الى زيادة التوتر بين البلدين الجارين ودفع روسيا الى الاعتراض وطلب توضيحات حول الحادث ونفى وجود اسلحة على الطائرة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان روسيا «تطالب السلطات التركية بتوضيحات حول مبررات اعمال كهذه حيال مواطنين روسية»، مؤكدة ان اعتراض طائرة الركاب من قبل مقاتلات تركية «عرض للخطر الركاب وبينهم 17 مواطنا روسيا».
واضافت ان «الجانب التركي لم يبلغ سفارة روسيا في انقرة بوجود مواطنين من الروس بين ركاب الطائرة التي تم اعتراضها. لقد علمنا بذلك من وسائل الاعلام».
واشارت الوزارة الى ان السلطات التركية «رفضت السماح للدبلوماسيين «الروس» برؤية مواطنينا الذين بقوا ثماني ساعات في المطار»، متهمة انقرة «بانتهاك الاتفاقية القنصلية الثنائية».
من جانبها اعلنت مؤسسة الطيران العربية السورية امس ان السلطات التركية «اعتدت على طاقم الطائرة».
واوضحت مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبد اللطيف في تصريح اوردته «سانا» ان «السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالاقلاع من مطار انقرة وذلك بعد رفضه التوقيع على ان الطائرة هبطت اضطراريا»، مشيرة الى ان الطائرة لم تكن تحمل مواد غير قانونية.
وقالت عبد اللطيف «ان طائرات حربية تركية اجبرت الطائرة على الهبوط بدون اعلام مسبق لكابتن الطائرة بقصد التفتيش ولم تطبق الاجراءات الدولية واعلام خط الطيران المدني التركي بذلك مسبقا، ما كاد ان يتسبب في حادثة طيران نتيجة اقتراب الطائرات الحربية على مسافة غير مدروسة».
واعتبرت ان ما حصل «عمل غير انساني ويدل على خلل في طريقة التعامل مع الانظمة والقوانين التي تنص عليها اتفاقية شيكاغو للطيران المدني».
كما انتقدت «بقاء الركاب لساعات طويلة دون تقديم أي خدمات اليهم واعلامهم بما يجرى» ما تسبب بدب الذعر وتاثرت الحالة النفسية لديهم».
واوضحت مديرة المؤسسة ان «الطائرة لا تحمل اي مواد غير قانونية والشحنة متوافقة مع القوانين والانظمة العالمية مع بوليصة شحن نظامية».
وذكرت ان المؤسسة ستقدم احتجاجا لدى اتحاد الطيران المدني واتحاد الطيران العربي وجميع المنظمات الدولية والانسانية على هذا التعامل «اللا انساني»، داعية الى «فصل الجانب السياسي من كل دول العالم عن الطيران المدني الذي هو صلة تواصل بين الشعوب».
وطالبت دمشق انقرة بعد ذلك بإعادة محتويات الطائرة.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية تلقت فرانس برس نسخة عنه ان «الحكومة السورية تطالب السلطات التركية باعادة باقي محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة»، مؤكدا ان الطائرة لم تكن تحمل «اي نوع من انواع الأسلحة او اية بضائع محرمة».
وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو صرح ان تركيا صادرت «شحنة مشبوهة» من طائرة تم اعتراضها وهي في طريقها من موسكو الى دمشق الاربعاء.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن مسؤولين قولهم انهم اشتبهوا بان الطائرة تنقل اسلحة.
ونقلت الاناضول عن داود اوغلو قوله «هناك شحنة غير قانونية على متن الطائرة كان يفترض ان يتم التبليغ عنها».
واضاف «هناك مكونات في الطائرة يمكن وصفها بانها مثيرة للشبهة»، لكنه رفض اضافة اي تفاصيل.
لكن مصدرا في اجهزة تصدير الاسلحة الروسية صرح امس لانترفاكس ان الطائرة لم تكن تنقل اسلحة. وقال طالبا عدم كشف اسمه «لم يكن هناك لا اسلحة ولا عناصر لصنع اسلحة على متن الطائرة».
وتابع انه «لو اردنا تسليم سوريا معدات عسكرية او اسلحة، لكان ذلك تم وفق الاصول وليس بطريقة غير قانونية ولا سيما بوجود مدنيين على متن الطائرة».
وتشهد العلاقات بين انقرة ودمشق توترا متزايدا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقد تفاقم الوضع مع اطلاق قذائف من الاراضي السورية سقطت في تركيا وادت الى مقتل خمسة اشخاص.
وردت تركيا على القصف بالمثل.
وقد ارسلت انقرة طائرتين حربيتين لاجبار طائرة الايرباص ايه- 320 على الهبوط في انقرة بشبهة نقل اسلحة وذخائر.
وذكرت قناة التلفزيون ان تي في انه يعتقد ان الشحنة تضم قطع صواريخ بينما قالت محطة تي ار تي الحكومية انها معدات اتصال مرسلة الى دمشق.
وسمحت السلطات التركية اخيرا للطائرة التي كانت تقل 35 راكبا بالاقلاع من انقرة، حسب ما ذكرت وكالة انباء الاناضول.
وقالت وكالة الانباء الروسية انترفاكس نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية ان بين الركاب 17 روسيا بينهم اطفال.
وصرح هذا المصدر «هناك 17 مواطنا روسيا بينهم اطفال على متن الطائرة السورية» موضحا ان دبلوماسيين روسا انتقلوا الى مطار انقرة للدفاع عن مصالحهم.
واضاف ان «السفارة الروسية في تركيا طلبت على الفور من وزارة الخارجية التركية توضيحات كما طلبت مقابلة الركاب الروس» في الطائرة.
وبعيد ذلك، نقلت وكالة الانباء الروسية ايتار تاس عن المتحدث باسم السفارة الروسية في انقره ايغور ميتياكوف قوله ان دبلوماسيين روس موجودون في مطار انقرة لكنهم لم يحصلوا على الاذن للاجتماع بالركاب الروس.
واضاف ان «الدبلوماسيين اتصلوا ببعض الركاب هاتفيا».
من جانبه قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن تركيا لم تتلق طلب استفسار رسميا من روسيا بشأن اعتراضها للطائرة.
من جهته، اكد وزير الخارجية التركي ان «الحادث لن يؤثر على العلاقات التركية الروسية».
وبعد الحادث، حذرت تركيا شركات الطيران التركية من دخول المجال الجوي السوري تفاديا لتعرضها لاجراء انتقامي محتمل، بحسب قناة «ان تي في» التركية.
وادى هذا التحذير الى توقف لبعض الوقت في حركة الطيران وتغيير طرقات.
وكانت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي والتي تدعم المتمردين السوريين وتؤوي حوالى مئة الف لاجئ سوري على اراضيها قطعت علاقاتها مع نظام دمشق.
وقد عززت وجودها العسكري على الحدود التي يبلغ طولها 900 كلم مع سوريا مع نشر بطاريات مدفعية ودبابات خصوصا.