
غزة «الاراضي الفلسطينية» - «ا. ف. ب»: قتل احد ابرز القادة السلفيين في غزة وفلسطينيان اثنان آخران مساء السبت وفجر الامس في غارتين اسرائيليتين محددتي الاهداف على القطاع.
وقتل هشام السعيدني المعروف باسمه الحركي ابو الوليد المقدسي مع مقاتل سلفي اخر يدعى فائق ابو جزر «42 عاما» في غارة اسرائيلية جوية اولى على مخيم جبالي شمال قطاع غزة مساء السبت، كما افادت مصادر فلسطينية.
واوضحت مصادر طبية محلية ان السعيدني وهو فلسطيني اردني وابو جزر كانا على متن دراجة نارية.
وقال مصدر طبي طلب عدم ذكر اسمه ان السعيدني قائد جماعة التوحيد والجهاد السلفية «وصل الى مستشفى الشفاء في غزة في حالة حرجة اثر اصابته مباشرة بشظايا صاروخ اسرائيلي».
واضاف انه «استشهد بعد حوالي ساعتين حيث لم يتم السيطرة على النزيف في انحاء جسمه»، مؤكدا انه «تم التعرف عليه من بعض الاشخاص سيما ان وجهه كان واضح الملامح».
واسفرت الغارة عن جرح شخصين آخرين احدهما طفل في الثانية عشرة من العمر.
وبعد ساعات، قتل فلسطيني وجرح آخر في غارة جوية اسرائيلية ثانية قرب خان يونس جنوب قطاع غزة، كما ذكر مصدر طبي فلسطيني.
وقال المصدر الطبي الفلسطيني: ان الفلسطيني «ياسر محمد العتال «23 عاما» قتل واصيب آخر في جروح خطره في غارة اسرائيلية استهدفت دراجة نارية» ايضا.
وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس لفرانس برس «نحن ندين هذه الجرائم الصهيونية ونستنكرها ونعتبر ان هناك محاولة من قبل قيادة العدو الصهيوني للهروب الى الامام وتنفيس بعض الاشكاليات الداخلية المتعلقة بالانتخابات لدى الاحتلال وقضية تقديم الانتخابات المبكرة كل هذا يبدو ان هناك تنافسا على الدم الفلسطيني ولذلك نحن نؤكد ان شعبنا الفلسطيني لن يكون مسرحا لهذا التنافس ولن نسمح للاحتلال بان يجعل شعبنا بهذه الصفة».
واضاف النونو «وندعو كافة الجهات المعنية للتدخل لوقف الاحتلال الصهيوني عن جرائمه، ونحذر من تداعيات هذه الجرائم على مجمل الاوضاع في المنطقة».
واكد النونو «ان التصعيد الاسرائيلي الاخير هو جزء من الدعاية الصهيونية الانتخابية في انتخاباتهم التي ستكون في فبراير المقبل».
من جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اجتماع الحكومة صباح الامس بان نشطاء «الجهاد العالمي» يكثفون جهودهم لمهاجمة الاسرائيليين.
وقال نتانياهو ان «تنظيمات الجهاد العالمي تكثف جهودها للاعتداء علينا ونحن بدورنا سنواصل العمل ضدها بكل حزم وصرامة اما من خلال القيام بردود فعل او القيام بعمليات وقائية تهدف الى احباط مخططاتها».
وقد شيع المئات من الفلسطينيين في مخيم البريج وسط قطاع غزة هشام السعيدني امس.
وقصف الطيران الاسرائيلي ايضا مساء السبت معسكرا للتدريب تابعا لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة.
ولم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا.
واوضح الجيش الاسرائيلي في بيان ان الغارة الاولى استهدفت «السعيدني الذي كان يخطط لهجوم يفترض ان ينفذ على طول الحدود مع سيناء «في مصر» بالتعاون مع ناشطين متمركزين في قطاع غزة وفي سيناء».
واضاف البيان ان «السعيدني كان مسؤولا عن سلسلة هجمات ارهابية واطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل».
وكان ابو الوليد المقدسي يشغل قائد جماعة التوحيد والجهاد السلفية بعد مقتل مؤسسها عبد اللطيف موسى في اشتباكات مع قوى الامن التابعة لحكومة حماس في 2009 في رفح جنوب قطاع غزة.
وبحسب مصادر قريبة من السلفيين يعتبر السعيدني من مؤسسي جماعة «مجلس شورى المجاهدين في اكناف بيت المقدس» التي تمثل اتحاد جماعات سلفية جهادية عدة.
وتبنت هذه الجماعة سلسلة هجمات على المناطق الاسرائيلية حيث اطلقت عدة صواريخ اسفر احدها عن اصابة اسرائيلي في مدينة نتيفوت ليل الجمعة الى السبت اثر اصابة منزل بصاروخ غراد، وفق بيان للجماعة.
وكانت اجهزة الامن التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس اعتقلت السعيدني مرات عدة بسبب نشاطاته وافكاره المتشددة في قطاع غزة، وافرج عنه مؤخرا قبل حوالى ثلاثة اشهر «بعد تدخل شخصيات خصوصا من الاردن بسبب تدهور حالته الصحية»، وفق ما اعلنت مصادر قريبة من الجماعة.
واعتقل القيادي في الجماعات السلفية المتشددة من قبل عناصر الامن في حكومة حماس لاول مرة في مارس 2011 في غزة.
ولد السعيدني في القاهرة عام 1969، وهو يحمل شهادتين في الادب العربي وعلم الحديث الاسلامي قبل ان يعود بواسطة الانفاق المنتشرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر الى غزة للاقامة فيها وفق مصادر مطلعة.
وكانت جماعات سلفية متطرفة اختطفت الناشط الايطالي فيتوريو اريغوني في ابريل 2011، وطالبت حكومة حماس بالافراج عن السعيدني مقابل اخلاء سبيل اريغوني لكن الخاطفين قتلوا الناشط الايطالي اثناء محاولة تحريره.
وكثفت اجهزة امن حماس حملتها الامنية ضد الجماعات السلفية المتشددة في قطاع غزة بعد الهجوم الدامي في سيناء الذي اسفر عن مقتل 16 من حرس الحدود المصريين في الخامس من اغسطس الماضي.
وتتهم هذه الجماعات حركة حماس التي تسيطر على القطاع باعتقال واستدعاء العشرات من عناصرها لا سيما بعد هجوم سيناء في جنوب رفح.