
بيروت - «أ.ف.ب»: اعلنت قيادة الجيش اللبناني امس تمسكها بـ«قمع الاخلال بالامن وحفظ السلم الاهلي»، في وقت تشهد العاصمة مواجهات بين الجيش ومسلحين على خلفية مقتل مسؤول امني كبير في انفجار الجمعة.
واكدت قيادة الجيش في بيان صادر عنها «تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي»، مشيرة الى ان «التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة، وان نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة».
وشددت القيادة على ان «الامن خط احمر فعلا لا قولا، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاك العامة والخاصة».
ودعت «جميع المواطنين على تنوع انتماءاتهم في مختلف المناطق اللبنانية الى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، وعدم ترك الانفعالات تتحكم بالوضع والمبادرة الى اخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة».
وقالت ان الجيش سيتخذ «تدابير حازمة، لا سيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة، وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية، ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره».
وناشدت القيادة «جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي، لأن مصير الوطن على المحك».
وسجل قبل الظهر تبادل اطلاق نار كثيف بين الجيش اللبناني ومسلحين في منطقة قصقص ذات الغالبية السنية في غرب بيروت، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وتعرض الجيش لاطلاق نار من مسلحين خلال محاولته فتح طريق في المنطقة تؤدي الى الطريق الجديدة، معقل سعد الحريري، ابرز زعماء المعارضة، كان قطعها مسلحون. ورد الجيش على النار بالمثل.
وكان مصورو فرانس برس افادوا صباحا عن اقدام مسلحين على قطع طرق في مناطق قصقص والكولا وكورنيش المزرعة القريبة من الطريق الجديدة، بالعوائق والحجارة والاطارات وحاويات النفايات.
ولقي مواطنان لبنانيان مصرعهما واصيب اخرون جراء عمليات قنص وقعت بين منطقتي «جبل محسن» و«باب التابة» في مدينة «طرابلس» شمال لبنان فيما قتل شاب على الطريق الساحلي جنوبي العاصمة بيروت.
وذكرت مصادر امنية في تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام المحليةان عمليات القنص اسفرت عن مقتل الشاب محمود خالد المصري «23 عاما» جراء اصابته بطلق ناري في قلبه جراء عمليات القنص على محور «الملولة التبانة جبل محسن» والمواطنة لينا مصطفى حوا من منطقة «جبل محسن».
وتشهد منطقة اقليم «الخروب» في جبل لبنان الجنوبي توترا بعد مقتل الشاب علي بسام طافش من بلدة «كترمايا» في الاقليم متأثرا بجراحه التي اصيب بها بعدما اطلق مسلحون النار عليه الليلة قبل الماضية في منطقة وادي «الزينة» على الطريق الساحلي.
واشارت المصادر ايضا الى ان عددا من الجرحى سقطوا في منطقة «جبل محسن» و«باب التبانة» جراء عمليات القنص في المنطقة التي شهدت اشتباكات عنيفة.
وقال مصدر امني ان الظهور المسلح والحوادث الامنية المتفرقة التي حصلت امس الاول وليلا في بيروت وغيرها من المناطق السنية ناتجة عن «ردود فعل تقوم بها مجموعات تحظى بغطاء سياسي معين» بعد مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن في انفجار سيارة مفخخة في بيروت الجمعة.
وتحول تشييع الضابط السني الكبير امس الاول في وسط بيروت الى تظاهرة شعبية حاشدة طالبت خلالها المعارضة باسقاط الحكومة التي تضم اكثرية من حزب الله وحلفائه المتحالفين مع دمشق والتي تتهمها المعارضة بالاغتيال.
دوليا اكد سفراء الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن المعتمدون لدى لبنان وممثل السكرتير العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي امس دعمهم للحكومة اللبنانية ودعوا الى وضع حد للانفلات الامني.
وقال بلامبلي في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه وسفراء كل من الولايات المتحد وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا المعتمدين لدى لبنان مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان «ندعم الحكومة لوضع حد للافلات من العقاب نهائيا واعضاء مجلس الامن يدعون الاطراف للحفاظ على الوحدة الوطنية».
واكد السفراء وبلامبلي للرئيس سليمان دعم بلادهم والامم المتحدة لـ«الجهود التي يقوم بها بالتشاور مع كل الاطراف» معتبرين ان «الاتفاق على طريقة السير قدما يعود للاطراف اللبنانية».
وشددوا على ضرورة ان يتم ذلك من خلال مسار سياسي سلمي واستمرارية المؤسسات والحفاظ على الامن والاستقرار والعدل في لبنان.