
دمشق - «وكالات»: استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة في عدد من المناطق السورية غداة تفجير دامي في دمشق ونداء اطلقه من العاصمة السورية المبعوث الدولي لوقف اطلاق النار «بقرار منفرد» خلال عيد الاضحى.
وتأتي هذه الاشتباكات لتعزز مخاوف الجامعة العربية التي اعلنت امس لوكالة فرانس برس على لسان أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة ان «الامل ضعيف» في تطبيق هذه الهدنة.
ففي ريف دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة على اطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة «بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة» بحسب بيان اصدره المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد في بياناته على شبكة من النشطاء والاطباء في مختلف المدن السورية، ان المدينة «تتعرض لقصف يرافقه تحليق للطائرات الحربية».
كما تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، بحسب المرصد.
وفي حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن شمالها، افاد المرصد عن استمرار القصف على حي الفردوس منذ ثلاثة ايام واشتباكات فجر الامس في محيط فرع المداهمة بحي الميدان، بالاضافة الى اشتباكات متقطعة في حي صلاح الدين ومحيط حي الاذاعة واحياء حلب القديمة.
وفي محافظة ادلب «شمال غرب»، تدور اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف التابع للقوات النظامية والمحاصر منذ ايام من «مقاتلين من الكتائب الثائرة يحاولون السيطرة عليه».
ويقع هذا المعسكر على الجانب الشرقي من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية والتي تتعرض بدورها للقصف، بحسب المرصد.
وسمح استيلاء مقاتلي المعارضة على هذه المدينة في التاسع من اكتوبر لهم بقطع محور الطرق الرئيسي الذي تستخدمه القوات النظامية للتزود بالتعزيزات العسكرية اللازمة لعمليات الشمال.
وتاتي هذه التطورات غداة دعوة اطلقها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الاحد في دمشق، طرفي النزاع في سوريا الى وقف القتال «بقرار منفرد» خلال عيد الاضحى، الواقع بين 26 و29 اكتوبر.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية اثر لقائه الاسد «اوجه النداء الى الجميع لان يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح اثناء العيد»، مشيرا الى ان كل طرف يمكن ان يبدأ بهذا «متى يريد اليوم او غدا».
واوضح الابراهيمي انه سيعود الى دمشق بعد عيد الاضحى الذي يوافق اول ايامه الجمعة.
الا ان بن حلي صرح على هامش مؤتمر دولي حول الطاقة تستضيفه دبي للوكالة ان «الامل ضعيف في تطبيق هدنة عيد الاضحى حتى الآن مع الأسف. لكن هناك جهودا تبذل على كل المستويات».
واضاف ان «الامل ضعيف لان المؤشرات الموجودة على الساحة ورد فعل الحكومة حتى اعلاميا، والاجواء كلها لا تشير الى وجود رغبة حقيقية بالتجاوب مع هذه المبادرة».
وبالرغم من تقليله من حجم الامل بتطبيق الهدنة في عيد الاضحى، شدد بن حلي على اهمية هذه الخطوة الاولى على حد قوله.
وقال ان «الامر الهام الذي لا بد من العمل على تنفيذه هو الهدنة وكلنا نعتقد انه اذا استطعنا تنفيذ هذه المبادرة واستجابت الحكومة السورية والمعارضة، سيفتح افق ربما مبشر ببدء العملية الاساسية لحل الازمة».
واعتبر ان «الهدنة ليست حلا لكنها فقط تفتح نافذة للحل»، مشيرا الى ان «جهودا تبذل على المستوى العربي والدولي للضغط على الطرفين لتنفيذ هذه الهدنة».
واذا ما فشلت الهدنة، قال بن حلي ان الامم المتحدة والجامعة العربي «ستواصل جهودها ومساعيها لان هناك مسؤولية انسانية واخلاقية على الكل» ازاء الازمة في سوريا.
وفي اطار الجهود الدبلوماسية لحل الازمة السورية، وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف صباح الامس الى طهران لبحث مع المسؤولين الايرانيين في الازمة السورية، كما ذكرت وكالة فارس الايرانية للانباء.
وقالت الوكالة ان بوغدانوف «وصل الى طهران بدعوة من نظيره حسين امير عبد اللهيان للبحث في القضايا الاقليمية والوضع في سوريا».
وسيلتقي المسؤول الروسي في طهران وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي.
وتدعم روسيا وايران نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتتهمان دولا غربية وعربية بتسليح المعارضين السوريين.
وهما تعتبران ان حل الازمة السورية لا يمكن ان يكون الا سياسيا ومدخله حوار بين النظام والمعارضة.
واعربت روسيا امس عن دعمها لمبادرة الهدنة التي اطلقها الاخضر الابراهيمي.
ووصف وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في بيان هذه المبادرة بأنها «مهمة وملحة» موضحا ان بلاده دعت منذ البداية الى وقف كافة اعمال العنف في سوريا ومعالجة النزاع بدون تدخل خارجي. ودعا لافروف الحكومة السورية والجماعات المعارضة للاستجابة الى وقف اطلاق النار خلال عيد الأضحى مشيرا الى ان هذه المبادرة تشكل خطوة ضرورية لتحقيق وقف شامل ودائم للعنف واطلاق الية الحوار السياسي من اجل تحديث سوريا وبنائها.