
واشنطن - «ا. ف. ب»: سعى الرئيس الامريكي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني امس الى مواساة الامة وابداء حس القيادة بعد مرور الاعصار ساندي المدمر قبل ايام من الانتخابات الرئاسية الامريكية.
واعلن باراك اوباما حالة «الكارثة الكبرى» في ولاية نيويورك امس ، ما يسمح بتقديم مساعدة فدرالية للضحايا.
واوضح البيت الابيض في بيان ان هذا القرار «يضع الاموال الفدرالية في التصرف لمساعدة الاشخاص المتضررين في مناطق برونكس وكينغز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز».
واعلنت حالة الكارثة الكبرى في نيوجرزي ايضا.
واضاف بيان البيت الابيض ان اعلان هذه الحالة يتيح خصوصا مساعدة المتضررين في تامين مساكن مؤقتة لهم وكذلك اصلاح الاضرار الناجمة عن الكارثة.
وصباح الامس ومع تقدم الاعصار في البر تراجعت سرعة الرياح المصاحبة له الى 105 كلم في الساعة.
وكانت سرعة الرياح المصاحبة للاعصار لدى دخوله البر الامريكي مساء الاثنين بلغت 150 كلم في الساعة.
وخفف المرشحان من جولاتهما الانتخابية تزامنا مع وصول الاعصار المدمر الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة الاثنين، وعاد اوباما الى البيت الابيض للاشراف على عمليات الاغاثة.
والان عليهما العودة بشكل غير ملفت الى الحملة الانتخابية واستئناف المعركة المحتدمة الى البيت الابيض واظهار القدرة على القيادة في اوقات الازمات بدون ان يبدو ذلك وكانه استغلال لمعاناة الامريكيين في اغراض سياسية.
ورومني الذي الغى تجمعات انتخابية الاثنين حضر تجمعا تحت عنوان الاغاثة بعد العاصفة امس في اوهايو، الولاية التي تشهد معركة قوية، في نفس المكان الذي الغي فيه التجمع قبل العاصفة.
وبامكان اوباما في المقابل ان يستفيد من قوة سلطته كرئيس في ادارة جهود الاغاثة والتوجه الى امة منكوبة من اعلى المنابر.
وقبل ايام من انتخابات 6 تنوفمبر، اثارت العاصفة التاريخية بلبلة في صفوف المخططين الاستراتيجيين للحملتين لا سيما وانها هددت عمليات التصويت المبكر والرحلات الختامية للمرشحين.
وقال اوباما بعد لقائه مسؤولي الاغاثة في البيت الابيض اثر الغاء تجمعات في ولايات حاسمة مثل فلوريدا واوهايو وفرجينيا، «الشيء العظيم في امريكا هو انه حين نواجه اوقاتا صعبة مثل الان، نقف جميعا صفا واحدا».
واضاف «الانتخابات ستعود الى مسارها الاسبوع المقبل، لكن الان اولويتنا هي التاكد من اننا نقوم بانقاذ ارواح».
والغى رومني ايضا بعض التجمعات مساء الاثنين كدليل تعاطف مع ملايين الامريكيين الذين يعانون من مرور الاعصار لكنه تابع خططه بخصوص تجمعات ايوا واوهايو.
وقال مساعدوه ان نائب مدير وكالة ادارة الاحوال الطارئة الفدرالية اطلعه على جهود الاغاثة الجارية.
وقال رومني في ايوا الاثنين ان «الاضرار قد تكون كبيرة وبالطبع الكثير من الناس سيبقون محرومين من الكهرباء لفترة طويلة».
وتابع «نحب مواطنينا الامريكيين ونتمنى لهم الخير» داعيا مناصريه الى تقديم تبرعات الى الصليب الاحمر.
وسيكون على رومني ان يوفق بين رغبته في الحفاظ على الزخم في اخر ايام الحملة الانتخابية وبين عدم الظهور وكانه غير مبال بمعاناة الامريكيين.
وسبق ان واجه رومني اتهامات بانه يستغل المأساة من اجل تحقيق مكاسب سياسية بعد الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي الشهر الماضي، وبالتالي عليه التنبه من القيام باي زلة في هذا المجال.
كذلك فان اي خطأ يرتكبه اوباما بعد الاعصار قد يساعد رومني في تاكيد حجته بان هجوم بنغازي يدل على قيادة هشة وفاشلة في البيت الابيض.
ولا يغيب عن اذهان كبار المسؤولين الامريكيين الثمن السياسي الذي يمكن ان يترتب على اي تقصير في مواجهة عواقب العاصفة لا سيما منذ الانتقادات التي وجهت الى الرئيس السابق جورج بوش بعد مرور الاعصار كاترينا قبل سبع سنوات.
كما يخشى مسؤولو الحملتين وقوع احداث لا يمكنهم السيطرة عليها تؤثر على مسار الحملة ما يرغمهم على السعي لاعادة تنظيمها في اخر مراحل السباق.
والمخاطر السياسية بالنسبة لرومني ان يصبح ثانويا مع ظهور اوباما في الواجهة مع التخطيط لمرحلة ما بعد الاعصار ما يمكن ان يهدد التقدم الذي حققه المرشح الجمهوري في الاسابيع الماضية.
كما سيؤدي الاعصار وكذلك الانقطاع الكبير في الكهرباء في ولايات مثل فرجينيا الى عرقلة خطط حملتي الطرفين لاغراق الناخبين بسيل من الاعلانات التلفزيونية في الايام الاخيرة من الحملة.
وقتل ما لا يقل عن 13 شخصا في الولايات المتحدة وكندا بفعل رياح عاتية وسيول من الامطار رافقت الاعصار ساندي الذي اغرق قسما كبيرا من نيويورك في الظلمة وغمر بالمياه جنوب مانهاتن بعدما ضرب الساحل الشرقي الامريكي مساء الاثنين.
وافادت السلطات المحلية في ولايات نيويورك ونيوجرزي وبنسلفانيا وفرجينيا الغربية وكارولاينا الشمالية مساء الاثنين عن سقوط 12 قتيلا فيما اعلنت شرطة تورونتو ان كندية قتلت عند تساقط حطام حملته الرياح.
وقتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص نتيجة الاعصار في ولاية نيويورك بينهم رجل في الثلاثين من العمر، اثر سقوط شجرة في حي كوينز، على ما اعلن المتحدث باسم الحاكم اندرو كوومو.
وسقط معظم القتلى في الولايات الاخرى نتيجة سقوط اشجار اقتلعتها الرياح.
وهي اول حصيلة للقتلى ترد في الولايات المتحدة منذ وصول الاعصار ساندي الذي اوقع 67 قتيلا في جزر الكاريبي قبل ان يصعد شمالا على طول ساحل المحيط الاطلسي ويضرب الولايات المتحدة وتحديدا في نيوجرزي.
وفي نيويورك فاض نهرا ايست ريفر وهادسن ريفر وغمرت المياه الانفاق وخصوصا سبعة انفاق مترو فيما ضربت المدينة رياح عنيفة وامطار غزيرة واجتاحت السيول شوارع جنوب مانهاتن في قطاع باتيري بارك وقسم من حي تشيلسي غربا وعدد من شوارع القطاع الشرقي وصولا الى الجادة الثانية.
واعلن مدير هيئة متروبوليتان ترانسبورتيشن التي تدير قطارات الانفاق ان «مترو نيويورك عمره 108 سنوات لكنه لم يسبق ان واجه كارثة مدمرة كالتي شهدناها الليل الماضية». وافادت السلطات المحلية ان الكهرباء قطعت عن حوالى 250 الف منزل مساء الاثنين في مانهاتن فيما حرم اكثر من مليون و300 الف شخص من التيار في ولاية نيويورك.
وكتب هاورد غلايزر مدير العمليات في ولاية نيويورك ومستشار الحاكم كوومو على حسابه على موقع تويتر ان «مياه البحر تغمر كليا اسفل مانهاتن. لست ابالغ. المياه تتدفق في نفق باتيري».
وانتشرت عدة سيارات للشرطة في الشوارع مشعلة اضواءها الدوارة التي تشكل في غالب الاحيان النور الوحيد في هذه الاحياء.