قندهار «أفغانستان» - «ا. ف. ب»: قتل 11 مدنيا على الاقل بينهم سبع نساء وثلاثة اطفال الاربعاء في انفجار عبوتين زرعهما مقاتلون اسلاميون على حافة الطريق في ولاية مضطربة جنوب افغانستان على ما افادت السلطات المحلية.
واعلنت وزارة الداخلية صباح امس في بيان ان انفجار العبوة الاولى في مقاطعة موسى قلعة بولاية هلمند اوقع ثمانية قتلى واتهمت مقاتلي طالبان، لكن السلطات المحلية افادت لاحقا عن ارتفاع هذه الحصيلة.
وقال الناطق باسم ولاية هلمند فريد احمد فرهانغ لفرانس برس ان «انفجار عبوة زرعت على حافة الطريق دمر شاحنة مدنية وخلف عشرة قتلى، سبع نساء وثلاثة اطفال». واصيب ستة اشخاص ايضا بجروح بحسب السلطات.
وبعد ساعات انفجرت عبوة ثانية على حافة الطريق ما ادى الى مقتل رجل كان يستقل دراجة نارية واصابة اربعة اخرين من نفس العائلة، كما جاء في بيان من السلطات المحلية اتهم «اعداء افغانستان» بالمسؤولية عن ذلك، في عبارة تشير بها الى مقاتلي طالبان.
وقتل رجل يرتدي زي الشرطة الافغانية جنديين بريطانيين الثلاثاء في نفس الولاية في اخر عملية من ظاهرة «نيران الداخل» التي اوقعت حتى الان نحو ستين قتيلا بين قوات حلف الاطلسي منذ بداية السنة.
وتبنت طالبان ذلك الهجوم مؤكدة ان الشرطي هو بالواقع احد عناصرها واندس في صفوف القوات الامنية الافغانية حليفة قوات الحلف الاطلسي.
وافادت الامم المتحدة ان اكثر من 1145 مدنيا قتلوا في النزاع الافغاني منذ بداية السنة، 80 في المئة منهم في اعتداءات نفذها المتمردون نصفها بعبوات يدوية الصنع زرعت على حافة الطريق.
وغالبا ما تتسبب تلك العبوات المزروعة على حافة الطرق بهدف قتل جنود حلف الاطلسي وحلفائهم في قوات الامن الافغانية، في سقوط ضحايا مدنيين في افغانستان.
واسفر انفجار عبوة زرعت على حافة طريق عن مقتل 19 شخصا كانوا متوجهين الى حفل زواج قبل اسبوعين في شمال افغانستان بولاية بلخ، المنطقة الاكثر هدوءا من جنوب البلاد وغربها الذي يشهد هجمات كثيفة من مقاتلي طالبان.
وعلى صعيد منفصل اعلن رئيس اللجنة الانتخابية الافغانية امس ان متمردي طالبان ومجموعات اسلامية مسلحة سيتمكنون من الترشح والتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة في افغانستان.
واكدت اللجنة امس تنظيم الاقتراع في الخامس من ابريل 2014، قبل اشهر من انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الاطلسي وبعد 10 سنوات من اول عملية انتخاب للرئيس حميد كرزاي.
وبحسب الدستور الافغاني فانه لا يحق لكرزاي الذي يتولى حاليا ولايته الرئاسية الثانية، الترشح لولاية ثالثة.
وتواجه الحكومة الافغانية المدعومة من قوات الاطلسي تمردا تقوده حركة طالبان. وبعد انسحاب جنود الاطلسي في نهاية 2014 قد يحاول متمردو طالبان الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح بحسب محللين او قد ينضمون الى الحكومة عبر اتفاق سلام.
واعلن رئيس اللجنة الانتخابية الافغانية فاضل احمد مناوي الاربعاء انه مستعد لقبول ترشيح المتمردين في هذه الانتخابات الحاسمة لاستقرار البلاد.
وقال «اننا مستعدون لافساح المجال للمجموعات المسلحة المعارضة اكانت طالبان او الحزب الاسلامي للمشاركة في الاقتراع كمرشحين او ناخبين». واضاف «لن يكون هناك اي تمييز».
والحزب الاسلامي ثاني اكبر حركة في التمرد الافغاني بعد طالبان، يقوده قلب الدين حكمتيار الزعيم السابق لمقاومة الاحتلال السوفياتي «1979-1989». واظهر هذا الحزب استعداده لبدء مفاوضات سلام مع حكومة كرزاي ويقيم علاقات ملتبسة مع طالبان.
ولم تشارك طالبان في الانتخابات الرئاسية في 2009 لكنها هاجمت مراكز الاقتراع لثني مشاركة الناخبين فيها. واعيد انتخاب كرزاي لولاية ثانية في اقتراع كانت نسبة المشاركة فيه ضعيفة تخللته عمليات تزوير.
وستتلقى اللجنة الانتخابية الافغانية الترشيحات من 16 سبتمبر الى السادس من اكتوبر 2013 وستتحقق لاحقا من ملفات المرشحين وتنشر قائمة اولية في 19 اكتوبر ثم لائحة نهائية في 16 نوفمبر بحسب الجدول الانتخابي المعلن الاربعاء.
وقال الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي في البلاد فيغوداس اوساكاس ان اعلان موعد الاقتراع يدل على ان «السلطات الافغانية تأخذ على محمل الجد التعهدات التي قطعتها خلال مؤتمر كيوتو».