بكين - «وكالات»: حذر الرئيس الصيني المنتهية ولايته هو جين تاو امس من أن الفساد يهدد الحزب الشيوعي الحاكم والدولة واعدا بإصلاح سياسي اثناء افتتاحه رسميا مؤتمر الحزب الذي سيدشن تغييرا دوريا في القيادة يحدث مرة كل عشر سنوات.
وتجمع أكثر من 2000 مندوب في قاعة الشعب الكبرى في بكين لبدء المؤتمر الذي يستمر اسبوعا والذي يعقد على خلفية اضطرابات اجتماعية متنامية وغضب عام من الفساد وهوة متسعة بين الاغنياء والفقراء.
وقال هو في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر «إذا فشلنا في ان نتعامل بشكل جيد مع هذه المسألة «الفساد» فانها قد توجه ضربة قاتلة إلى الحزب وربما تتسبب في انهيار الحزب وسقوط الدولة».
«اصلاح البنيان السياسي جزء مهم من الاصلاح الشامل في الصين. يجب علينا ان نواصل القيام بجهود نشطة وحذرة في نفس الوقت لتنفيذ اصلاح البنيان السياسي وجعل ديمقراطية الشعب أكثر شمولا».
لكن لا أحد يتوقع تحركا نحو ديمقراطية كاملة وأوضح المتحدث باسم الحزب كاي مينغجاو يوم الاربعاء انه لا مساس بنظام الحزب الواحد قائلا «الدور القيادي للحزب الشيوعي في الصين هو قرار اتخذه التاريخ والشعب. .. اصلاح النظام السياسي يجب ان يتناسب مع الواقع الوطني للصين. علينا ان نتمسك بثبات بالمسار الصحيح الذي شقه الحزب».
وعزل الحزب الشيوعي بو شي لاي العضو بمكتبه السياسي والقيادي الاقليمي واتهمه باساءة استخدام سلطته وتلقي رشى ضخمة وجرائم اخرى في سقوط مثير لشخصية بارزة هز عملية انتقال القيادة.
وقال هو «يجب ألا ندع مطلقا الكلمات تقوم بعمل القانون أو ندع النفوذ «الشخصي» يحل محل القانون أو ان نسمح بتجاهل القانون من اجل منفعة شخصية».
واثناء المؤتمر سيتخلى هو عن دوره كرئيس للحزب لخليفته المنتظر نائب الرئيس شي جين بينغ. وستنتقل مهام ادارة الدولة إلى شي في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس.
وقال هو ايضا انه يجب على الصين ان تعزز قواتها المسلحة وان تحمي مصالحها البحرية وان تكون مستعدة «لحرب محلية» في عصر المعلومات.
ومتحدثا بعد اسابيع فقط من احداث شغب مناهضة لليابان اجتاحت شوارع المدن في ارجاء الصين في اعقاب خلاف بين البلدين بشأن جزر متنازع عليها قال هو «ينبغي ان نعزز قدراتنا لاستغلال الموارد البحرية وان نصون بحزم حقوق الصين ومصالحها البحرية وان نبني الصين لتصبح قوة بحرية».
وتوجد ايضا خلافات بين الصين وجيران في جنوب شرق آسيا حول مناطق متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
وشددت الحكومة اجراءات الامن اثناء فترة الاستعداد للمؤتمر حتى انها حظرت طيران الحمام في العاصمة وعمدت إلى احتجاز او طرد عشرات المعارضين الذين تخشى انهم قد يفسدون المناسبة.
وجرى تشديد الامن بشكل خاص امس حول قاعة الشعب الكبرى وميدان تيانانمين المجاور والذي كان مسرحا لاحتجاجات مطالبة بالديمقراطية في 1989 سحقها الجيش.
وفي الاعوام القليلة الماضية ربط الحزب الشيوعي -الذي جاء إلى السلطة في 1949 بعد حرب اهلية طويلة ودموية- شرعيته بالنمو الاقتصادي وانتشال مئات الملايين من براثن الفقر.
وقال هو إن تنمية الصين ينبغي ان تكون «أكثر توازنا وتنسيقا واستمرارية» وانه يجب على البلاد ان تضاعف ناتجها المحلي الاجمالي ونصيب الفرد من الدخل المسجلين في 2010 بحلول 2020.
لكن خبراء في شؤون الصين يقولون انه ما لم تدفع القيادة الجديدة الاصلاحات المتعثرة قدما فإن البلاد ستواجه خطر ضعف اقتصادي وزيادة حدة الاضطرابات وربما أزمة قد تهز قبضة الحزب على السلطة.
وسجل نمو الاقتصاد الصيني سابع تباطؤ فصلي على التوالي في الربع الثالث من هذا العام ولم يتمكن من تحقيق المعدل الذي استهدفته الحكومة وذلك للمرة الاولى منذ ذروة الازمة المالية العالمية لكن بيانات اخرى تشير إلى تعاف معتدل في نهاية العام.