غزة - «كونا»: تصدى مقاومون فلسطينيون ظهر الامس للقوات الاسرائيلية المتوغلة شرق بلدتي «عبسان الكبيرة» و»القرارة» شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وابلغت مصادر فلسطينية وكالة الانباء الكويتية «كونا» ان مقاومين فلسطينيين تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة بالقرب من احدى الاليات المتوغلة نحو 300 متر شرق بلدة «عبسان الكبيرة».
واشارت المصادر الى انه سمع دوي انفجار العبوة في مناطق شرق خانيونس موضحة ان القوات المتوغلة اطلقت قذائف مدفعية ونيران اسلحتها الرشاشة عقب تفجير العبوة الناسفة في حين اطلقت مروحيات اسرائيلية من طراز «اباتشي» نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه اراضي الفلسطينيين الزراعية في منطقة التوغل.
وبينت ان اطلاق النار الاسرائيلي لم يسفر عن وقوع اصابات في صفوف المواطنين مشيرة الى ان مناطق شرق خانيونس تشهد حالة من التوتر الآن.
واوضحت ان القوات الاسرائيلية التي توغلت في وقت سابق من صباح الامس شرق بلدة «القرارة» توجهت الى الاطراف الشرقية لبلدة «عبسان الكبيرة» المجاورة لها.
ولفتت الى ان القوات المتوغلة المكونة من سبع دبابات وست جرافات عسكرية كبيرة تقوم بأعمال تجريف لأراضي الفلسطينيين خاصة في المنطقة التي شهدت تفجير العبوة الناسفة بآلية عسكرية اسرائيلية شرق البلدة صباح الثلاثاء الماضي.
وكان ثلاثة جنود اسرائيليين قد اصيبوا بجراح الثلاثاء جراء تفجير عبوة ناسفة بآلية اسرائيلية كانت تسير بمحاذاة السياج الامني المحيط بالقطاع في شرق خانيونس التي تقع جنوب القطاع.
سياسيا طالب وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس السلطة الفلسطينية بتأجيل خطتها الخاصة بطلب رفع مكانة فلسطين الى دولة غير عضو ومراقب في منظمة الامم المتحدة.
ورأى باراك في تصريح نقلته الاذاعة الاسرائيلية «ان الولايات المتحدة مطالبة كذلك بوقف هذا السلوك الفلسطيني احادي الجانب والذي يمكن ان يؤجل الى ما بعد اجراء الانتخابات العامة في اسرائيل في شهر يناير من العام القادم».
وشدد على انه «لنا مصلحة مشتركة مع الولايات المتحدة في ان تؤجل هذه المحاولة من قبل الفلسطينيين في الامم المتحدة لطلب الحصول على صفة دولة غير عضو» مؤكدا «اهمية ان يجري الضغط على الفلسطينيين الان وفورا».
وعلى صعيد منفصل اتهم رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ايهود اولمرت امس رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتانياهو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الامريكية لصالح الخاسر الجمهوري ميت رومني.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية عن اولمرت في لقاء عقده مع مسؤولين يهود في مدينة نيويورك الامريكية ان نتانياهو كسر بتدخله هذا قواعد واسس العمل الخاصة بالعلاقات الاسرائيلية الامريكية.
واضاف اولمرت الذي كان يعلق على نتائج الانتخابات الامريكية وفق الصحيفة «انا لست واثقا بأن هناك صديق لرئيس حكومتنا نتانياهو في البيت الابيض الامريكي وذلك بعد تدخله في الانتخابات الرئاسية هذه».
وذكرت الصحيفة ان اولمرت يمكن ان يعود مرة اخرى للحياة السياسية في اسرائيل بعد تبرئته من اتهامات تتعلق بالفساد حيث انه تحدث خلال اللقاء حول العلاقات الشخصية التي تحكم وستحكم في المستقبل العلاقات بين الرئيس اوباما ونتانياهو.
ونبه اولمرت والذي كان يتحدث مع اعضاء من الاتحاد اليهودي في مدينة نيويورك الى ان اوباما كان صديقا لاسرائيل قبل اعادة انتخابه لدورة رئاسية اخرى وسوف يبقى كذلك في هذا الوقت.
وذكر ان العلاقات مع الولايات المتحدة متينة وتقوم على اساس واحد من القيم المشتركة غير ان مستوى الثقة بين القادة فيهما يعلب دورا مهما في اشارة للعلاقات التي ستحكم بين نتانياهو واولمرت.
وتوقع ان يؤثر هذا الامر بشكل كبير على كثير من القضايا الهامة في العلاقات القائمة بين اسرائيل والادارة الامريكية لاسيما بعد ان حول نتنياهو اسرئيل من قضية يهتم بها الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الى قضية يهتم به حزب واحد بفعل سياسته في قلب الجدل السياسي الدائر في الولايات المتحدة.
وقال انه كان من الممكن لنتانياهو ان يؤيد انتخاب مرشح رئاسي محدد من دون التدخل في الانتخابات الامريكية غير ان من الافضل لو انه احتفظ بهذه الرغبة لنفسه.
وترددت انباء عن ان نتنياهو وجه تعليمات مكتوبة لنواب ووزراء من حزبه «الليكود» طلب فيها منهم عدم التعليق على فوز اوباما الا بعد التنسيق مع مكتبه وذلك بعد سلسلة من التصريحات غير الدبلوماسية التي صدرت مؤخرا.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان عددا من نواب حزب «الليكود» الذي يقوده نتانياهو عبروا عن استياءهم وقلقهم بعد فوز الرئيس اوباما بدورة ثانية مشيرة الى ان هذا السلوك جاء في الوقت الذي احتفلت فيه جميع دول العالم تقريبا بفوز الاخير.
ونقلت الصحيفة عن النائب في الكنيست داني دانون تعليقه على نتائج الانتخابات الامريكية قوله انه لا يمكن الوثوق بالرئيس اوباما مشددا على ان دولة اسرائيل لن تستسلم له ولا يمكننا الاعتماد الا على انفسنا.
ويسود الاعتقاد في اسرائيل ان الرئيس اوباما لن ينسى بسهولة ان نتانياهو خلق انطباعا في الرأي العام الامريكي بأن الحكومة الاسرائيلية التي يقودها الاخير تريد هزيمته امام المرشح رومني وانه اراد المس بمسقبله السياسي على نحو واضح.