
طهران - «كونا»: اعلن فى طهران امس ان ايران ستجري في الاسبوع المقبل مناورة جوية كبرى اطلق عليها اسم «المدافعون عن سماء الولاية 4» وذلك في ثماني محافظات بالبلاد.
وقال قائد مقر «خاتم الانبياء» للدفاع الجوي العميد فرزاد اسماعيلي في مؤتمر صحافي إن «المناورات ستكون مشتركة وستضم قوات الحرس الثوري والجيش فضلا عن قوات التعبئة وسيتم خلالها استخدام كافة انواع المنظومات الدفاعية».
واوضح اسماعيلي ان «المناورات تستغرق أربعة ايام وسيتم خلالها استخدام مختلف المنظومات الدفاعية بما فيها الرادارات بعيدة المدى ومنظومات التنصت الالكتروني وطائرات دفاعية ومقاتلة ومن دون طيار اضافة الى منظومات الحرب الالكترونية الدفاعية والهجومية ومنظومات الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى».
واضاف ان «الهدف من المناورات استعراض جانب من القدرات الدفاعية للبلاد فضلا عن رقي المستوى القتالي للقوات وتدريبها على مختلف التكتيكات الحديثة المتلائمة مع التهديدات الراهنة» مجددا جهوزية القوات المسلحة الايرانية للرد على أي تهديد خارجي بالقول «سنرد بحزم وقوة على اي هجوم قد تتعرض له البلاد».
وعلى صعيد غير بعيد قدمت ايران الليلة قبل الماضية شكوى الى المجتمع الدولي حول تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم على المنشآت النووية الايرانية مشيرة الى حقها بالرد في حال وقوع الهجوم.
جاء ذلك خلال توجيه سفير ايران الدائم لدى منظمة الامم المتحدة محمد خزاعي رسائل الى رئيس مجلس الأمن الدولي في دورته الحالية السفير الهندي هارديب سينغ بوري وسكرتير عام الامم المتحدة بان كي مون.
وقال السفير خزاعي ان نتنياهو قد اعلن في القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي يوم الاثنين الماضي عن رغبته بشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية «دون الحاجة الى دعم امريكي او دولي».
واعرب عن معارضة ايران الشديدة وادانته لتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي الاستفزازي وغير المبرر بالاضافة الى تصاريح اخرى من مسؤولين رسميين في ذلك النظام.
واعتبر السفير الايراني ان مثل تلك التصاريح والاداعاءات تمثل انتهاك علني لاهم بنود ميثاق الامم المتحدة والمبادىء الاساسية للقانون الدولي التي تدين وتمنع القيام باي اعمال عنف او اعتداء.
وشدد على عدم وجود اي رغبة لدى بلاده شن هجوم على اي دولة لافتا في الوقت نفسه الى عدم تردد ايران في ممارسة حقها بموجب المادة 51 في ميثاق الامم المتحدة باتخاذ جميع الاجراءات اللازمة بالدفاع عن النفس والرد على اي اعتداء محتمل ضد شعبها او اراضيها.
واوضح السفير خزاعي انه «بلا شك اي تهديد باستخدام القوة او اي طعن في اعمال العنف والاعتداء مارسه النظام الاسرائيلي يهدد السلام والامن في الاقليم ما يؤدي الى ضرورة قيام الامم المتحدة باتخاذ اجراءات ملائمة لتجنب ذلك».
وبين ان «مثل هذه التصريحات والادعاءات التي لا اساس لها ضد ايران وصرح بها مسؤولين تابعين لنظام يقوم بتطوير الاسلحة النووية بسرية يشكل تهديدا رئيسيا للاقليم والسلام والامن الدولي فضلا عن سجله التاريخي المليء بانتهاكات وجرائم ضد الانسانية.
وذكر السفير الايراني ان بلاده تخضع حاليا تحت البند الرابعة من فرض عقوبات مجلس الامن عليها بسبب رفضها وقف انشطة تخصيب اليورانيوم «التي تثير مخاوف الغرب واسرائيل من قيامها بتطوير اسلحة نووية».
يذكر ان ايران ترفض وقف انشطتها النووية وتخصيب اليورانيوم مشيرة الى ان استخداماتها سلمية في اطار الابحاث الطبية والاستخدام السلمي.
سياسيا انتقد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اثناء مشاركته في منتدى حول الديمقراطية في اندونيسيا امس الانتخابات الرئاسية الامريكية التي جرت الثلاثاء وفاز فيها الرئيس باراك اوباما، معتبرا انها «ساحة معركة للرأسماليين».
واحمدي نجاد الذي اثارت اعادة انتخابه في العام 2009 موجة احتجاجات واسعة تم قمعها بالقوة، قال امام المنتدى الذي يعقد في جزيرة بالي ويهدف الى تشجيع الديمقراطية، ان النظام الغربي يعني ان القلة الثرية تمسك بزمام السلطة.
وفي مستهل المنتدى الذي يستمر يومين ويحضره قادة بينهم رئيسة وزراء استراليا جوليا غيلارد والرئيس الافغاني حميد كرزاي، انتقد احمدي نجاد ايضا الوضع في اوروبا والولايات المتحدة.
وقال «انظروا الى الوضع في اوروبا والولايات المتحدة. انتخابات هي تعبير عن الارادة الشعبية تحولت الى ساحة معركة لرأسماليين وذريعة لانفاق ثروة»، بدون ان يذكر صراحة اعادة انتخاب اوباما.
وتابع «لذلك لا يحظى العديد من العناصر المستقلين بادنى فرصة للمشاركة في حكومة. تتم التضحية بالعدالة والحرية والكرامة البشرية في سبيل انانية اقلية نافذة».
وانفقت ستة مليارات دولار بحسب التقديرات على الانتخابات الامريكية التي فاز فيها باراك اوباما على خصمه الجمهوري ميت رومني، واعتبرت المبالغ الاعلى التي تنفق في حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة كما يقول خبراء.
واضاف احمدي نجاد ان «الديموقراطية تحولت الى حكم اقلية للغالبية».
واعتبر ان المشاكل مستمرة «حتى في دول تزعم بانها في طليعة الديموقراطية» معتبرا ان «العبودية والاستعمار والانتهاكات لحقوق الانسان» لا تزال تجري فيها بدون ان يذكر اي دولة بالاسم.
وعدد المخاطر التي تحدق بالديموقراطية ذاكرا بشكل عابر «تطوير الاسلحة التي هي اخطر من الاسلحة الذرية»، في وقت يتهم الغرب واسرائيل بلاده بالسعي لامتلاك السلاح النووي رغم نفي طهران الامر.
والقى احمدي نجاد كلمته في اطار المنتدى الذي يستمر حتى اليوم الجمعة بمشاركة 11 رئيس دولة وحكومة.
ومن المتوقع ان يغتنم الرئيس الايراني هذه المناسبة لحشد دعم دولي لدبلوماسيته المثيرة للجدل، في وقت انتقدت عدة منظمات للدفاع عن حقوق الانسان مشاركته.
وهي المرة الاولى التي تشارك فيها ايران بمنتدى الديمقراطية الذي ينظم للسنة الخامسة.
واعتبر الباحث في منظمة العفو الدولية دروري دايك في حديث مع وكالة فرانس برس ان حضور القمة «يتناسب تماما مع استراتيجية الحكومة الايرانية لمد جسور» مع دول خارج الغرب.
واندونيسيا، اكبر البلدان المسلمة في العالم من حيث عدد السكان، تعتبر حليفة وفية لطهران وسبق ان استقبلت الرئيس الايراني.
وايران تترأس حاليا حركة عدم الانحياز التي تضم 120 دولة واستضافت في اغسطس قمة للمجموعة اعتبرتها انتصارا على محاولات الغرب عزلها.
واحيط مكان انعقاد المنتدى باجراءات امنية مشددة ونشر حوالى 2300 عنصر شرطة لحماية المناطق الاساسية.
وكانت جزيرة بالي نظمت الشهر الماضي الذكرى العاشرة للتفجيرات التي وقعت في 12 اكتوبر 2002 في مربع ليلي وادت الى مقتل 202 اشخاص بينهم 88 استراليا.