
طرابلس «ليبيا» - «ا. ف. ب»: قضت محكمة عسكرية ليبية امس الاول باعدام خمسة ضباط في جيش العقيد الراحل معمر القذافي بعدما ادانتهم بقصف مدنيين عشوائيا وانتهاك حرمات واغتصاب نساء خلال الثورة التي شهدتها البلاد في 2011، كما افادت وكالة الانباء الليبية الرسمية «وال».
وهي المرة الاولى التي تصدر فيها محكمة في ليبيا احكاما بالاعدام منذ الاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في اكتوبر 2011 بعد ثمانية اشهر من حرب طاحنة بين قوات النظام والثوار الذين ساندهم من الجو حلف شمال الاطلسي.
وقالت الوكالة الليبية ان «المحكمة العسكرية الدائمة ببنغازي أصدرت أحكاما قضائية ترواحت بين الاعدام والسجن عشر سنوات ضد ثمانية عسكريين من بينهم ضابطان برتب عليا بعدما ادانتهم بتهم ارتكاب جرائم القصف العشوائي على المدنيين وانتهاك الحرمات واغتصاب النساء».
واوضحت ان المحكمة العسكرية برئاسة القاضي العقيد عبد الله السعيطي اصدرت حكما غيابيا باعدام كل من «العميد غيث أحمد عبد الرحيم بو اصبع، والعميد سعد محمد نصر عبد الرحمن، والمقدم الطاهر أبوبكر الطاهر محمد، والنقيب خالد مفتاح علي العكرمي، والملازم أول محمد مفتاح محمد».
واضافت ان المحكمة قضت باعدام المدانين الخمسة «رميا بالرصاص عن التهم الثابتة عليهم وهي القصف العشوائي، وبالسجن لعشر سنوات وطردهم من الخدمة العسكرية عن تهم انتهاك الحرمات واغتصاب النساء».
كما حكمت المحكمة حضوريا على ثلاثة جنود اخرين «بالسجن لمدة عشر سنوات وطردهم من الخدمة العسكرية بعد ادانتهم بتهم انتهاك الحرمات والاغتصاب».
امنيا جرح ضابط في جهاز استخبارات نظام الزعيم الليبي المخلوع العقيد معمر القذافي مساء امس الاول في انفجار سيارة في بنغازي شرق ليبيا، على ما افاد مصدر امني.
وافاد مسؤول امني في المدينة وكالة فرانس برس ان حسام الرعيض جرح بعد انفجار سيارته امام منزله. وبحسب مصور فرانس برس فان عصف الانفجار ادى الى تمزيق مقعد السائق.
وشهدت بنغازي مهد الانتفاضة التي اطاحت بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011، سلسلة انفجارات وموجة اغتيالات خلال الاشهر الماضية.
ومساء الثلاثاء، جرح شرطيان بالرصاص في بنغازي شرق ليبيا خلال تبادل لاطلاق النار مع رجل يشتبه في انه فجر سيارة قرب مركز للشرطة.
وعلى صعيد منفصل قالت منظمة العفو الدولية ان الرعايا الاجانب المقيمين في ليبيا من غير وثائق عرضة للاستغلال والاعتقال غير المحدد والاعتباطي بالاضافة الى الضرب يصل في بعض الاوقات الى التعذيب.
وأضافت المنظمة في تقرير بعنوان «نحن الاجانب لا حقوق لنا» ان ما توصلت له من حقائق جاء بعد زيارات الى ليبيا بين شهري مايو وسبتمبر من العام الحالي قامت خلالها بفحص معاناة اللاجئين والحاصلين على اللجوء والمهاجرين في ليبيا.
وقال التقرير انه خلال فترة حكم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي التي استمرت 42 عاما عانى الاجانب وخاصة من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى في ليبيا فترات من القلق والاضطراب بسبب تغير السياسات والخوف من الاحتجاز والاعتقال والتعذيب.
واضافت انه بعد عام 2011 ساءت اوضاعهم بسبب الاحداث والجو العام الذي انعدم فيه الامن والقانون واستمرت الجماعات المسلحة بالعبث الى جانب فشل السلطات في الحد من العنصرية.
ودعت نائب المدير المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا حسيبة حاجي شحروري السلطات الليبية الى الاقرار بحجم الانتهاكات التي تمارسها الجماعات المسلحة ووضع اجراءات لحماية كل الرعايا الاجانب.
كما حثت على تقديم هذه الجماعات المسلحة الى العدالة ومحاسبتهم وتحميلهم مسؤولية ما يقومون به من ممارسات وانتهاكات مطالبة السلطات باتخاذ اجراءات حازمة وحاسمة في مسألة العنصرية.
وشجبت المنظمة وفقا لروايات من بعض المعتقلين ما تعرضوا له من تعذيب وضرب وسوء معاملة مضيفة ان السلطات الليبية والجماعات المسلحة لم تفرق بين المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي واللاجئين.