
الدوحة - «ا. ف. ب»: عقدت غالبية اطياف المعارضة السورية امس اجتماعا موسعا باحتضان دولي بهدف توحيد صفوفها وبحث مبادرة مدعومة من واشنطن لانشاء قيادة سياسية موحدة لها، بحسبما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وانطلق الاجتماع بحضور شخصيات عربية ودولية بدعوة من قطر والجامعة العربية تحت مسمى «من اجل سوريا».
ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني في الاجتماع المعارضة السورية الى توحيد صفوفها بحسبما افاد لوكالة فرانس برس مشاركون في الاجتماع المغلق.
ومن بين الحاضرين وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.
وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على هامش الاجتماع «الكل متفقون على ان المعارضة يجب ان تتوحد لكنهم لم يصلوا الى حد الان لاطار يمكن للجميع ان ينضموا اليه».
وشارك في الاجتماع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
والى جانب ممثلين عن المجلس الوطني السوري، شارك في الاجتماع ايضا رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب.
وقال حجاب للصحافيين «سنبحث في موضوع هيئة سياسية توحد المعارضة السورية ان شاء الله ونحن متفائلون جدا».
وبعد الجلسة الافتتاحية، انسحب ممثلو الدول الخارجية من الاجتماع وبقي ممثلو المعارضة السوريون يناقشون صيغ توحيد المعارضة بحضور وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، بحسب مصادر من المشاركين.
وكانت قطر والجامعة العربية وجهتا دعوات لمختلف فصائل المعارضة السورية للمشاركة في اجتماع موسع يهدف الى توسيع المعارضة والبحث في مبادرة مدعومة من واشنطن لانشاء قيادة سياسية جديدة للمعارضة.
وتنص هذه المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف على انشاء قيادة موحدة تحت اسم «هيئة المبادرة الوطنية السورية» تنبثق عنها حكومة في المنفى.
الا ان المجلس الوطني السوري الذي كان يعد حتى الآن الكيان المعارض الرئيسي لنظام الرئيس بشار الاسد، كشف الاربعاء عن مبادرة خاصة لتوحيد المعارضة من خلال اقامة «مؤتمر وطني» في «الاراضي المحررة» يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة.
وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا لوكالة فرانس برس «سنناقش المبادرتين وربما مبادرات اخرى، وسنطرح افكارنا للوصول الى صيغة ترضي الجميع».
وانتخب المجلس الوطني السوري المعارض قيادة جديدة يتثمل فيها الاسلاميون بقوة، الا ان اختيار المكتب التنفيذي والرئيس قد اجل لليوم الجمعة، بحسبما افاد امس قياديون في المجلس.
واختارت الهيئة العامة للمجلس الذي يعد الكيان المعارض الاهم لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الاعضاء الاربعين الجدد في الامانة العامة خلال عملية اقتراع في الدوحة ليل الاربعاء الخميس.
وسيقوم اعضاء الامانة العامة بدورهم باختيار 11 عضوا يشكلون المكتب التنفيذي الذي سيختار الرئيس الجديد للمجلس. وقد اجلت هذه العملية الى يوم الجمعة اذ يفترض ان تتم اضافة اربعة اعضاء الى الامانة العامة يمثلون النساء والاقليات، بحسبما افاد متحدث باسم المجلس الوطني.
وبقي الرئيس المنتهية ولايته عبد الباسط سيدا عضوا في الامانة العامة الجديدة، الا ان معارضين بارزين مثل برهان غليون وجورج صبرا ورياض سيف قد خروجوا منها، وبالتالي ليس بالامكان من حيث المبدأ ان يترأسوا المجلس.
ويشكل الاسلاميون ثلث الامانة العامة تقريبا، بينهم خمسة اعضاء من الاخوان المسلمين، بحسب تعداد اجرته وكالة فرانس برس.
وتتمثل الاقليات العرقية مثل الاكراد والاشوريين في الامانة العامة الجديدة، الا انه لم يتم انتخاب اي امراة في الامانة.
وقال احمد رمضان العضو الجديد في الامانة العامة لوكالة فرانس برس «يمكننا بموجب نظامنا الداخلي اضافة اربعة اعضاء، وبالتالي سنقوم بتعيين امرأتين وعضوين آخرين يمثلان الاقليات الدينية».
وبحسب اعضاء في المجلس، فان العضوين الاضافيين يمن ان يكونا ممثلين عن المسيحيين والعلويين.
وتتوج هذه الانتخابات عملية توسيع المجلس التي بدات الاحد في الدوحة مع دخول 200 عضو جديد الى الهيئة العامة التي باتت مؤلفة من 400 عضو، ثلثهم من الداخل السوري.
وبعد ان اعتبر في بادئ الامر ممثلا شرعيا من قبل الغرب، تعرض المجلس الوطني في ما بعد الى انتقادات شديدة من الادارة الامريكية التي ترى انه لم يعد بالامكان اعتباره ممثلا لكل المعارضة.