
الاراضى المحتلة - «وكالات»: حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس من ان الدولة العبرية «مستعدة للتصعيد» ردا على موجة العنف الجديدة على طول الحدود مع قطاع غزة التي اوقعت ستة قتلى فلسطينيين وثمانية جرحى اسرائيليين بينهم اربعة جنود.
وقال نتانياهو خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية «يجب ان يفهم العالم ان اسرائيل لن تقف بدون ان تتحرك في مواجهة محاولات مهاجمتنا. نحن مستعدون للتصعيد عبر تكثيف تحركاتنا».
من جانبه حذر النائب الاول لرئيس الحكومة الاسرائيلية موشيه يعالون حركة حماس من انها «ستدفع ثمنا غاليا» اذا استمر اطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وزعم يعالون في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية ان حماس هي «الجهة التي تقف وراء تصعيد الاوضاع الاخير في الجنوب» محذرا من «الثمن الباهظ الذي سيجبيه الجيش الاسرائيلي من الفلسطينيين في حال استمرار اطلاق النار».
من جانبه قال وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك ان «القصف والغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة ستستمر» مشيرا الى ان «الصراع الحقيقي هو عند الشريط الحدودي «بين قطاع غزة واسرائيل» ونحاول هناك ان ننشط بصورة عادية».
واضاف باراك في تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان «الجيش يوجه الضربات الشديدة جدا للمخربين وخلال اليوم الاخير قتل في غزة اربعة اشخاص وفي الاسابيع الاخيرة 15 شخصا» مشددا على ان اسرائيل لن توافق على محاولة الفلسطينيين في قطاع غزة تغيير ما اسماها «قواعد اللعبة» معها.
في السياق ذاته اكد وزير الجيش الاسرائيلي السابق عمير بيرتس «وجوب ان تدفع حركة «حماس» ثمنا غاليا عن الجولة الاخيرة من العنف».
وقال في تصريحات اذاعية انه «يتعين على الحكومة استخدام المزيد من الوسائل الدفاعية لحماية سكان المنطقة المحيطة بالقطاع» معربا عن اعتقاده بان «الرد العسكري لا يكفي لاحتواء الموقف ويتعين على اسرائيل ان تبادر الى اتخاذ خطوة سياسية تتمثل في الشروع في المفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس».
وقال وزير الجبهة الداخلية افي ديختر للاذاعة العامة ان «اسرائيل لا يمكنها ان تقبل وجود كيان ارهابي بين اراضيها ومصر حيث تتراكم الاسلحة بهدف وحيد هو الارهاب».
واضاف «على المدى الطويل، ونظرا لتكرار دوامات العنف، علينا اطلاق عملية استراتيجية لاعادة قوتنا الرادعة في مواجهة المجموعات المسلحة» في قطاع غزة.
من جهته قال وزير المال يوفال ستاينيتز القريب من رئيس الوزراء انه «اذا استمر ذلك سنفكر باعمال انتقامية اقوى واكثر كثافة من اجل حماية مدنيينا».
واكد زميله عوزي لانداو وزير البنى التحتية ان «الوضع في غزة اصبح لا يطاق. لا يمكننا ابقاء اكثر من مليون شخص تحت قذائف الهاون والصواريخ». واضاف «اعتقد انه على اسرائيل الاستعداد لعملية سواء كانت هناك انتخابات او لم تكن».
ومن المقرر اجراء انتخابات تشريعية في اسرائيل في 22 يناير المقبل.
وقد قتل ستة فلسطينيين وجرح اكثر من اربعين اخرين في قصف اسرائيلي على غزة حيث اصيب اربعة جنود اسرائيليين السبت في هجوم تبناه الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وتشكل حصيلة الجرحى الاسرائيليين واحدة من اكبر الخسائر التي يتكبدها الجيش الاسرائيلي في القطاع منذ هجومه الاخير في 2009.
وشن الجيش الاسرائيلي ليل السبت الاحد ست غارات جوية جديدة على شمال مدينة غزة وشرقها وعلى جنوب القطاع، ما اسفر عن جرح شخصين كما ذكر شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية.
وذكر الجيش الاسرائيلي في بيان «ردا على الحوادث الاخيرة، هاجمت طائرات من سلاح الجو ليلا ورشة لصنع الاسلحة ومستودعين للاسلحة وموقعين لاطلاق صواريخ في شمال قطاع غزة ومستودعا للاسلحة وموقعا لنشاط ارهابي في جنوب قطاع غزة».
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة حماس الطبيب اشرف القدرة ان «حصيلة الغارات الجوية وقصف الدبابات الاسرائيلية على قطاع غزة مساء السبت وفجر الاحد بلغت خمسة شهداء و41 جريحا».
واضاف ان القتلى هم «مطر ابو العطا «20 عاما» ومحمد حرارة «17 عاما» وشقيقه احمد حرارة «15 عاما» واحمد الدردساوي «18 عاما» سقطوا في قصف من دبابات اسرائيلية».
واوضح القدرة ان «ستة مصابين في حالة خطرة او حرجة» موضحا ان «ثلاثين جريحا بينهم اطفال ونساء ومسنون وصلوا الى مستشفى الشفاء في غزة لتلقي العلاج اثر هذا القصف بينهم عشرة بترت اطراف لهم».
وتحدث القدرة ايضا عن «استشهاد محمد شويكاني «20 عاما» في غارة جوية على شمال غزة».
واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ان شويكاني هو احد ناشطيها وقتل في غارة جوية اسرائيلية بينما كان مع مجموعة تطلق صاروخا على اهداف اسرائيلية شمال قطاع غزة.
وقال مصدر طبي فلسطيني انه عثر صباح أمس «الاحد» على جثة فلسطيني سادس يدعى محمد عابد «20 عاما» وهو ناشط في حركة الجهاد الاسلامي، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين.
واكدت المصادر ان اربعة فلسطينيين اخرين جرحوا اصابة احدهم خطيرة في الغارة التي استهدفت شويكاني في منطقة الكرامة شمال مدينة غزة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان «صاروخا مضادا للدبابات اطلق على جنود اسرائيليين خلال تسييرهم دورية روتينية شمال قطاع غزة وقام الجنود بالرد»، ما ادى الى «جرح اربعة جنود». واضافت ان الرد على الهجوم «استهدف مواقع عدة في قطاع غزة».
وذكر شهود عيان ان مقاتلين فلسطينيين اصابوا سيارة جيب عسكرية اسرائيلية فردت دبابات اسرائيلية بفتح النار بكثافة واطلقت عددا من القذائف على شرق غزة.
واعلنت كتائب ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه «مسؤوليتها عن استهداف دورية لقوات العدو شرق كارني «المنطار» بقذيفتين مضادتين للدروع».
من جانبها دعت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في غزة التي تديرها حركة «حماس» فصائل المقاومة الفلسطينية للرد المشترك على التهديدات الاسرائيلية المستمرة باستهداف القطاع ومؤسساته الحكومية.
واكد المتحدث باسم الوزارة اسلام شهوان في مؤتمر صحافي مشترك عقدته وزارتا الداخلية والصحة والمكتب الاعلامي الحكومي الاستعداد للرد على تهديدات اسرائيل وحماية الجبهة الداخلية وظهر المقاومة.
وقال ان وزارته اعلنت حالة الاستنفار الامني في غزة تحسبا لاي طاريء بعد تصريحات مسؤولين اسرائيليين كبار اكدوا فيها ان «حماس ستدفع ثمنا غاليا» في حال تواصل اطلاق الصواريخ من القطاع.
من جهته اعرب المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور اشرف القدرة عن خشيته في حال استمرار العدوان الاسرائيلي على القطاع ان تنفد الاسعافات والادوية الطبية مطالبا المنظمات الحقوقية والقانونية بفضح بهذه الممارسات والاسلحة المحرمة «دوليا» التي تستخدمها قوات الاحتلال.
بدوره قال المدير العام للمكتب الاعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف ان «الحكومة تبذل قصارى الجهود في متابعة العدوان وتقويض اثاره سواء على المستوى السياسي مع جهات عديدة لوقفه ولجم الاحتلال لتجنيب شعبنا تداعيات التصعيد الآثم او على المستوى الميداني».
ودعا معروف المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الامن الى «تحمل مسؤولياته والوقوف في وجه صلف وعنجهية الاحتلال وتحريك الدعاوى القضائية المرفوعة ضد مجرمي الحرب لدفع ضريبة جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني».
واكد معروف حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس والرد على كافة جرائم قوات الاحتلال مطالبا يف الوقت ذاته الدول العربية والاسلامية باتخاذ مواقف جادة تجاه ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر عبر تنفيذ القرارات الصادرة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي.
من جانب اخر، ذكر الجيش والشرطة الاسرائيليان ان حوالى ستين صاروخا اطلقت منذ السبت من غزة على اسرائيل - بينها 25 خلال الليل - من قبل مقاتلين فلسطينيين ما ادى الى اصابة اربعة شخاص بجروح طفيفة في منطقة سديروت «جنوب».
وعلقت الدروس صباح الامس في كل البلدات الاسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة. واتخذت سلطات الاراضي الفلسطينية اجراء مماثلا في خمس مدارس قريبة من مدينة غزة.
واجمعت الصحف الاسرائيلية امس على الحديث عن مخاوف من تصعيد على الحدود مع غزة.
وعنونت صحيفة «اسرائيل هايوم» الموالية للحكومة «لقد آن الاوان للضرب» مضيفة ان «الغضب يتزايد لدى شعب جنوب اسرائيل والطبقة السياسية».
وعكست صحيفة معاريف «يمين» اللهجة نفسها قائلا ان «حماس تحاول استغلال الانتخابات في اسرائيل لشن هجمات».
وبحسب معاريف فان حماس التي تحكم غزة منذ 2007، مقتعة بان نتانياهو وفي مواجهة اطلاق الصواريخ سيبدي ضبط نفس لكي لا تتهمه المعارضة بتحويل الحملة الانتخابية الى قضايا امنية بدلا من التركيز على مسائل اقتصادية واجتماعية.
من جهتها كتبت صحيفة «هآرتس» اليسارية «خطر، الانتخابات مقبلة» مضيفة ان «كل طلقة وكل حادث يوقع جرحى اسرائيليين يقرب اسرائيل من عملية عسكرية» مؤكدة ان نتانياهو لا يؤيد مثل هذا الاحتمال.
وذكرت هآرتس بانه في نوفمبر 2008 وقبل ثلاثة اشهر من الانتخابات التشريعية الماضية انهار وقف لاطلاق النار مع حماس ودفع برئيس الوزراء انذاك ايهود اولمرت الى شن هجوم مدمر على قطاع غزة.
من جهتها هاجمت صحيفة يديعوت احرونوت السياسة الامنية للحكومة حيال غزة.
وكتب اليكس فيشمان المتخصص في الشؤون العسكرية ان «الفلسطينيين يهزأون منا الصيغة التي ارستها الحكومة والقائمة على الرد على اطلاق الصواريخ عبر غارات جوية هي في الواقع اعتراف بالعجز والفشل».