
عواصم - «ا. ف. ب»: استأنفت مجموعات المعارضة السورية امس اجتماعاتها في الدوحة من اجل التوصل الى اتفاق حول تشكيل هيئة معارضة موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وعقد مندوبو فصائل المعارضة، لاسيما المجلس الوطني السوري، جلسة محادثات بعد الظهر في احد فنادق الدوحة التي ترعى مفاوضات توحيد المعارضة التي كانت استمرت حتى فجر الامس.
وقال القيادي في المجلس الوطني السوري احمد رمضان لوكالة فرانس برس «توصلنا الى اتفاق حول قيام ائتلاف بين المجلس الوطني وقوى المعارضة الاخرى وسيجري التوقيع بالاحرف الاولى خلال الساعات القليلة القديمة.
وبحسب رمضان، فان اهم نقاط هذا الاتفاق هو «العمل على اسقاط النظام وعدم الدخول في اي حوار» معه مشيرا الى ان «الائتلاف سيعمل على توحيد المجالس العسكرية» التي تحارب الجيش النظامي داخل سوريا.
والاتفاق المرتقب سيكون نتيجة تسوية بين المجلس الوطني السوري الذي يعد الكيان المعارض الاكبر، وباقي المجموعات المعارضة، على اساس مبادرة طرحها المعارض رياض سيف بهدف انشاء هيئة قيادية تنفيذية موحدة للمعارضة يمكنها ان تتواصل مع المجتمع الدولي وتوصل المساعدات الى الداخل السوري.
وقالت عديد المصادر ان قوى المعارضة السورية توصلت فجر الامس الى اتفاق مبدئي حول هذه الهيئة الموحدة التي ستحمل اسم «الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة»، وذلك بعد ضغوط عربية وغربية على المجلس الوطني السوري الذي كان يتحفظ على هذا الاتفاق.
ومن ناحيته، قال سمير نشار القيادي في المجلس الوطني السوري ان «ضغوطا دولية هائلة» مورست على المجلس من اجل القبول بالاتفاق.
واضاف لوكالة فرانس برس «طلبنا مهلة ساعات لندرس بعض التفاصيل».
ولكن رياض سيف نفى وجود ضغوط وقال «لا اعتقد هذا لكن لدى الاخوان مشكلة وقت فقد كانوا منشغلين بانتخابات قيادة جديدة للمجلس الوطني «انتهت مساء الخميس» في حين ان الاطراف الثانية تناقش الموضوع منذ يوم الخميس».
واستمر الخلاف امس الاول بين فصائل المعارضة السورية حول مبادرة لتوحيد قيادتها ما دفع الوسطاء الدوليين الحاضرين في اجتماعات المعارضة في الدوحة للضغط على الاطراف لاسيما على المجلس الوطني السوري المتحفظ عن الانضمام لهيئة قيادية تتجاوزه، بحسب ما افاد معارضون السبت.
وذكرت مصادر من المعارضة السورية ان المسؤولين من دولة قطر الراعية للمحادثات ومن دول اخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والامارات، عقدوا لقاءات جانبية مع المعارضين للتقريب بين وجهات نظر المجلس الوطني السوري وباقي فصائل المعارضة المؤيدة ل»هيئة المبادرة الوطنية السورية».
ومنذ انطلاق اجتماعاتها الخميس في الدوحة، لم تتفق المعارضة بعد على صيغة مطروحة لتوحيد العمل المعارض على اساس المبادرة التي يقودها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت مسمى «هيئة المبادرة الوطنية السورية» تتجاوز المجلس الوطني الذي يعد الكيان المعارض الاهم.
وقال القيادي في المجلس الوطني احمد رمضان لوكالة فرانس برس بعد جلسة مناقشات استمرت ثلاث ساعات «ما زلنا متمسكين برؤيتنا. قلنا لهم ان المجلس الوطني موجود بمؤسساته والمبادرة يمكن لها ان تتشكل بذاتها ثم نشكل معا جسما مشتركا».
واضاف «اننا نشعر بضغوط تمارس علينا من اجل الانضمام للهيئة الجديدة مقابل وعود دولية لكن دائما بدون ضمانات».
ويتحفظ المجلس الوطني عما يرى انها محاولات لتخطيه او «تصفيته» من خلال مبادرة سيف.
وحضر جزءا من المحادثات السبت وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وبحسب رمضان، اكد الشيخ عبدالله «وقوف الامارات ودول الخليج الى جانب السوريين» وابلغ المجتمعين ان «الدعم الدولي سيكون قويا في حال التوصل لايجاد اطار موحد للمعارضة السورية».
وتم عقد لقاءات جانبية جمعت المعارضين السوريين مع كل من وزيري الخارجية القطري والاماراتي وممثلين للولايات المتحدة وتركيا بحسب مصادر من المعارضة.
ميدانيا شن الطيران الحربي السوري غارات صباح الامس على مناطق في شرق البلاد، في حين تدور اشتباكات جنوب مدينة حدودية مع تركيا سيطر عليها المقاتلون المعارضون، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتأتي هذه الاحداث غداة سقوط 121 قتيلا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد.
وقال المرصد في بريد الكتروني ان الطائرات المقاتلة قصفت صباح اليوم «الاحد» مدينة البوكمال في محافظة دير الزور «شرق».
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان الطيران الحربي «يحلق في سماء المدينة ويقصف منطقة البريد».
كذلك اشار المرصد الى ان احياء عدة من مدينة دير الزور «تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية يرافقه تحليق للطيران الحربي».
وفي محافظة الحسكة «شمال»، افاد المرصد عن «اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب جنوب مدينة راس العين» الحدودية مع تركيا، والتي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الجمعة.
وفي محافظة إدلب «شمال غرب»، تتعرض مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من اكتوبر الماضي، الى قصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض بلدة كورين في ريف المحافظة للقصف.
وكان المرصد افاد عن وقوع اشتباكات منتصف ليل السبت الاحد بين «القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة حرستا» في ريف دمشق.
وصعدت القوات النظامية في الفترة الاخيرة حملتها العسكرية في ريف العاصمة السورية، ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.
وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، افاد المرصد عن سقوط قذائف منتصف الليل على احياء الشعار «شرق» والسكري «جنوب» وحلب الجديدة «غرب» التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.
وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 45 مدنيا و34 مقاتلا معارضا و42 جنديا نظاميا، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.
وادى النزاع المستمر منذ نحو 20 شهرا الى مقتل اكثر من 37 الف شخص، بحسب المرصد.