القدس - «ا. ف. ب»: اطلق احد عشر صاروخا صباح الامس من قطاع غزة على جنوب اسرائيل انفجر احدها بالقرب من منزل بينما اعترض نظام القبة الحديدية الدفاعي اثنين منها، كما اعلنت الشرطة الاسرائيلية وذلك غداة ليلة من الهدوء الهش.
واعلن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد ان الصواريخ اطلقت بعد الساعة السابعة والنصف صباحا.
وقال روزنفيلد لوكالة فرانس برس «اطلقت سبعة صواريخ على منطقة النقب واثنان على منطقة عسقلان»، مشيرا الى سقوط صاروخ في ساحة منزل في بلدة نيتيفوت الاسرائيلية الواقعة على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق مدينة غزة.
واضاف ان نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ تمكن من اعتراض الصاروخين الباقيين.
وتبنت كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية اطلاق الصواريخ.
وشن الطيران الاسرائيلي ليل الاحد الاثنين غارات على قطاع غزة ردا على اطلاق صواريخ فلسطينية على الاراضي الاسرائيلية منذ مساء السبت، بحسب ما جاء في بيان للجيش الاسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الجيش ان هذه الغارات استهدفت نفقا للتهريب وبناء يستعمل لتخزين اسلحة في شمال قطاع غزة وموقعا لاطلاق الصواريخ في جنوب القطاع، موضحا ان الطائرات «اصابت» هذه الاهداف.
ويأتي ذلك بعد ليلة هادئة على الجانب الاسرائيلي اثر تدخل مصري لمحاولة التوصل الى هدنة، بحسب ما اعلنت مصادر مصرية لوكالة فرانس برس بعد 24 ساعة من القتال اسفرت عن مقتل ستة فلسطينيين وسقوط 110 صواريخ على اسرائيل ادت الى اصابة 8 اشخاص.
واكدت مصادر فلسطينية مبادرة التهدئة وقالت ان حركتي حماس والجهاد الاسلامي اكدتا استعدادهما للحفاظ عليها شريطة «التزام اسرائيل بها».
وبدأت اعمال العنف السبت اثر اطلاق صاروخ مضاد للدبابات على سيارة جيب عسكرية اسرائيلية على تخوم قطاع غزة ما استدعى ردا بالمدفعية الاسرائيلية على القطاع وتبعه اطلاق صواريخ منه على جنوب اسرائيل.
وقد قتل ستة فلسطينيين وجرح حوالى 35 في القصف الاسرائيلي على غزة حيث اصيب اربعة جنود اسرائيليين السبت في هجوم تبناه الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وشن الجيش الاسرائيلي ليل السبت الاحد ست غارات جوية جديدة على شمال مدينة غزة وشرقها وعلى جنوب القطاع.
وهدد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاحد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، الاحد بانها ستدفع «ثمنا باهظا وموجعا» بعد الموجة الاخيرة من الصواريخ التي اطلقت من القطاع على الاراضي الاسرائيلية.
وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد من ان الدولة العبرية «مستعدة للتصعيد».
وقال نتانياهو خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية «يجب ان يفهم العالم ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي في مواجهة محاولات مهاجمتنا. نحن مستعدون للتصعيد عبر تكثيف تحركاتنا».
وواصلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اغلاق معبر «كرم ابو سالم» الذي يعد المعبر التجاري الوحيد مع قطاع غزة وذلك بسبب التصعيد العسكري في القطاع.
وأكد رئيس لجنة تنسيق ادخال البضائع الى قطاع غزة المهندس رائد فتوح في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان «الجانب الاسرائيلي يواصل اغلاق المعبر التجاري الوحيد اليوم بسبب تدهور الاوضاع الامنية في القطاع» موضحا أن السلطات الفلسطينية لم تبلغ بعد بموعد اعادة فتح المعبر الذي اغلق امس اضافة الى أن المعبر قد اغلق يومي الجمعة والسبت الماضيين باعتبارهما يومي اجازة اسبوعية.
ويعد معبر «كرم ابو سالم» المعبر التجاري الوحيد بين قطاع غزة واسرائيل والذي يتم من خلاله ادخال المواد الغذائية والمساعدات والبضائع لسكان القطاع الذين يزيد عددهم على 1.7 مليون فلسطيني.
ويزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي عادة أن اغلاق هذا المعبر يأتي بسبب تخوفات امنية من مهاجمة المسلحين الفلسطينيين للاسرائيليين العاملين فيه.
من جانبها كشفت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية امس ان القيادة الاسرائيلية تدرس حاليا العودة لسياسة اغتيال القادة والكوادر في فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وذلك كرد على تواصل اطلاق الصواريخ من القطاع نحو جنوبي اسرائيل.
وذكرت الصحيفة في عددها الصادر امس ان «الحكومة والجيش يدرسان حاليا العودة الى سياسة الاغتيالات بحق قياديين في قطاع غزة لانه من شأن ذلك ان يردع الفصائل في القطاع عن مواصلة اطلاق الصواريخ».
وتوقعت ان يتم اقرار العودة الى سياسة الاغتيالات وذلك في ظل امتناع الحكومة الاسرائيلية عن اتخاذ قرار بشأن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة على غرار عملية «الرصاص المصبوب» نهاية عام 2008 وبداية عام 2009.
ولفتت «هارتس» الى ان اسرائيل تمتنع عن شن هجوم بري على قطاع غزة بسبب الواقع السياسي الحالي في المنطقة وانه ليس شبيها بالواقع عشية الحرب الماضية قبل نحو اربعة اعوام.
واشارت الى ان اسرائيل تتخوف من مواجهة سياسية مع النظام الجديد في مصر اضافة الى ادراكها بعد وجود تفهم امريكي واوروبي لشن عملية حرب جديدة على القطاع.
ونبهت «هآرتس» الى انه رغم ان القيادة الاسرائيلية تحبذ العودة الى سياسة الاغتيالات فان ثمة مخاطر في ذلك ومنها انها لا تعلم كيف سترد حركة حماس على عمليات الاغتيال هذه.
على الصعيد ذاته ذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لاطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة وانه يعد لبداية حملة اعلامية كبيرة لهذه الغاية.
واوضحت الصحيفة ان نتانياهو «اوعز لقسم الاعلام والارشاد القومي في مكتبه لرفع وابراز الاحداث الامنية في جنوب اسرائيل في وسائل الاعلام العالمية والاشارة الى الصعوبات التي يواجهها الاسرائيليون في الجنوب بسبب الصواريخ الفلسطينية».
من جانبه قال رئيس الطاقم الاعلامي لحزب الليكود النائب في الكنيست «البرلمان» اوفير اكونيس ان «القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة لم يعد الا مسألة وقت». من ناحيته دعا موفاز الى «تغيير السياسة المتبعة ازاء قطاع غزة من خلال استهداف رؤساء كافة التنظيمات عقب تراجع قوة الردع الاسرائيلية».