
غزة - «كونا»: قصفت مدفعية الاحتلال الاسرائيلي بعد ظهر الامس منزلا شرق مخيم «جباليا» للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة.
وابلغ شهود عيان وكالة الانباء الكويتية «كونا» بأن مدفعية الاحتلال المتمركزة على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل اطلقت قذيفة مدفعية تجاه منزل في منطقة «تل الزعتر» شرق جباليا.
واشار الشهود الى نجاة سكان المنزل من الاصابة في هذا القصف الذي استهدف الطابق الثالث منه مبينين ان سكان الطابق كانوا قد خرجوا منه قبل وقت قصير كما لفتوا الى ان القذيفة الاسرائيلية ادت الى وقوع اضرار مادية كبيرة في المنزل اضافة الى تضرر العديد من المنازل القريبة.
الى ذلك شنت طائرات الحرب الاسرائيلية فجر الامس سلسلة غارات جوية طالت اهدافها مناطق عدة من قطاع غزة وذلك بعد وقت قليل من تهديد اسرائيل بتوسيع هجماتها على هذه المنطقة.
وذكرت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان هذه الغارات والتي اطلق خلالها عدد من الصواريخ لم توقع اي اصابات في الارواح غير انها خلفت اضرارا مادية جسيمة.
وتزامنت هذه الغارات مع تحليق مكثف لطائرات الحرب الاسرائيلية من مختلف الانواع خصوصا تلك الاستطلاعية منها.
ومن جانبها قالت محطات اذاعة محلية في غزة ان «طائرات الاحتلال هذه اطلقت صاروخا واحدا على الاقل نحو ارض فارغة تقع في الشمال الغربي من مدينة غزة ما ادى الى نشوب حريق فيها واخرا نحو شرق من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة دون اي اصابات. وشنت مقاتلات الاحتلال غارة جوية ثالثة شرقي مدينة غزة استهدفت بصاروخين موقع تدريب تابع لكتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» الامر الذي اوقع اضرارا مادية فيه.
من جهته زعم جيش الاحتلال الاسرائيلي ان طائرته الحربية هاجمت «مواقع تابعة للفصائل الفلسطينية» في هذه المنطقة.
وقال ان الغارات استهدفت مستودعا للاسلحة في وسط قطاع غزة اضافة الى موقعين اخرين لاطلاق الصواريخ في شمال القطاع. وهددت متحدثة بلسان الجيش في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية «بمواصلة هذه الغارات في قطاع غزة» مؤكدة على «انها تأتي في اطار الرد على عمليات اطلاق الصواريخ من هناك». في سياق متصل اعترف جهاز الامن العام «الشاباك» في اسرائيل ان عدد الصواريخ والقذائف التي اطلقتها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة خلال عام 2012 على النقب الغربي ومدن جنوب اسرائيل هي الاكثر كثافة خلال السنوات الاخيرة.
وكشفت احصائية لهذا الجهاز نشرتها وسائل اعلام اسرائيلية امس «ان عمليات الاطلاق هذه ازدادت من القطاع على نحو كبير خاصة بعد عملية الرصاص المصبوب ضد قطاع غزة عام 2008 والتي استشهد واصيب فيها الالاف من سكانه.
واعتبر الجهاز ان هناك «قفزة كبيرة وارتفاع غير مسبوق حدث فعلا في اعداد هذه الصواريخ والقذائف التي سقطت على جنوب اسرائيل والتي وصل عددها وفق الاحصائية الى 858 صاروخا وقذيفة هاون».
واشارت الاحصائية الى «ان 119 صاروخا اطلق خلال الجولة الحالية من التصعيد العسكري على حدود قطاع غزة والتي بدأت قبل اربعة ايام ولا تزال متواصلة».
ونبه الى «ان هذه الاحصائية لا تشمل تلك الصواريخ التي نجحت القبة الحديدية الخاصة باعتراض الصواريخ في اسقاطها خلال العام الجاري والتي وصل عددها الى نحو 110 صواريخ».
هذا وقد سقط صاروخ اطلق من قطاع غزة على جنوب اسرائيل صباح الامس بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي.
وقال متحدث عسكري ان صاروخا سقط في اسرائيل ولم يتسبب باضرار او اصابات دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الصاروخ من طراز غراد وسقط بالقرب من مدينة اسدود جنوب تل ابيب.
واجتمع المجلس الامني المصغر «تسعة وزراء» امس لدراسة الرد الاسرائيلي على اطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
ومساء الاثنين، اعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وبينها حركتا حماس والجهاد الاسلامي استعدادها للالتزام بتهدئة حال توقف الهجمات الاسرائيلية، بعد يوم شهد تراجعا للعنف في القطاع.
سياسيا قالت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية ان حكومة الاحتلال تعمل وبشكل منهجي على تدمير حل الدولتين من خلال تهويد القدس واستمرار العدوان والحصار على قطاع غزة.
وأضافت الوزارة في بيان لها ان حكومة الاحتلال تتمادى في تكريس الاحتلال والاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.
وأشارت الى تسلم وزير المالية الاسرائيلي يوم امس الاول ما يسمى وسام «عزبز الاستيطان» من مجلس المستوطنات في الضفة الغربية واعتراف الوزير بان الحكومة الاسرائيلية قامت بتحويل الاموال بشكل سري لصالح الاستيطان والمستوطنين ومضاعفة الميزانيات الداعمة للاستيطان.
وطالبت وزارة الشؤون الخارجية المجتمع الدولي وبشكل خاص الرباعية الدولية الخروج عن صمتها واتخاذ الاجراءات الكفيلة بردع الحكومة الاسرائيلية وسياساتها التي تضر بشكل واضح بالامن والسلم الدوليين ووضع حد لتصرفاتها وكانها دولة فوق القانون.
ودعت الدول كافة والشعوب للانتصار للشرعية الدولية والقانون الانساني الدولي والوقوف الى جانب الحق الفلسطيني بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين على حدود عام 67 وعاصمتعا القدس والتصويت بنعم لطلب الحصول على دولة غير عضو لفلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة.
وطالبت الولايات المتحدة بوقف سياسة الكيل بمكياليين في تعاملها مع قضايا الشرق الاوسط ووقف المساعدات الامريكية للحكومة الاسرائيلية التي تقوم بتحويلها من اجل توسيع الاستيطان وتعميقه في الارض المحتلة.
من جانبه حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات امس اسرائيل من شن أي عدوان عسكري على قطاع غزة محملا اياها المسؤولية عن اي تصعيد هناك.
وقال عريقات «اننا نأخذ من اعلان اسرائيل وجيشها عن وضع «بنك اهداف» في القطاع على محمل الجد وان قوى التطرف واليمين في اسرائيل يمكن ان تدفع نحو عدوان كهذا لاسباب تتعلق بالانتخابات العامة القادمة هناك».
وابلغ القيادي الفلسطيني المتواجد في العاصمة المصرية القاهرة وكالة الانباء الكويتية «كونا» ان هذه التهديدات بالغة الخطورة مشددا على دعوته للفصائل في القطاع بتثبت التهدئة بشكل متبادل وشامل مع اسرائيل.
ورأى ان التهدئة مصلحة وطنية فلسطينية عليا متهما اسرائيل بأنها تخطط لتصعيد العدوان على القطاع ولذلك يجب تفويت الفرصة عليهم. وردا على سؤال يتعلق بمدى نجاح جهود مصر في التوصل لاتفاق تهدئة مع اسرائيل قال عريقات ان الاشقاء في القاهرة يبذلون كل جهد ممكن للتوصل الى ذلك وانا ادعو الجميع للتعاون الصادق معهم.
من جانبها ذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان مصر هددت الحكومة الاسرائيلية مؤخرا بسحب سفيرها في تل ابيب الى القاهرة في حال نفذ الجيش الاسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة.
وأضافت الصحيفة انه بالرغم من اعداد الجيش لخطط خاصة لمهاجمة غزة وعرضها على رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الا انه بات يخشى من تدهور العلاقات خاصة مع مصر نحو وضع اسوأ جراء خطوة كهذه.