
عواصم - «ا. ف. ب»: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية قصفت عددا من احياء جنوب دمشق بينما تدور اشتباكات بين الجنود النظاميين والمقاتلين المعارضين في شمال البلاد.
وتأتي هذه الاحداث غداة مقتل 146 شخصا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد.
وقال المرصد في رسالة الكترونية «تتعرض الاحياء الجنوبية في مدينة دمشق للقصف من القوات النظامية»، متحدثا عن مقتل رجل جراء قصف على حي الحجر الاسود بعد منتصف ليل السبت الاحد.
وتحدث عن «قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الاحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها بريف دمشق».
كذلك تحدث المرصد عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من حافلة جامعية على الطريق السريع بين دمشق ودرعا «جنوب»، ما ادى الى اصابة شخص بجروح.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان: ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون على الاحياء السكنية في منطقة المزة» في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية.
وكان المرصد افاد صباح امس عن سماع دوي انفجار شديد لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86. كما تحدث عن انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل السبت الاحد في المزة استهدفت كشكا تجاريا صغيرا «يقع مقابل حديقة الطلائع في الحي».
واستهدف هذا الحي مرارا في الفترة الاخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي ادى تفجير احداها في الخامس من نوفمبر الجاري الى مقتل 11 شخصا، بحسب حصيلة اوردها الاعلام الرسمي.
وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تدور اشتباكات في عدد من الاحياء الشرقية والجنوبية لا سيما منها العامرية والصاخور وكرم الجبل والاذاعة وسيف الدولة.
وفي ريف حلب، اشار المرصد الى اشتباكات عنيفة تدور في محيط الفوج 46 في ريف حلب الغربي، ادت الى مقتلين اثنين من المقاتلين المعارضين.
ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اكثر من شهر السيطرة على هذه القاعدة الاستراتيجية المشرفة على مدينة الاتارب والبعيدة عنها نحو خمسة كيلومترات، وتقوم القوات النظامية من الموقع العسكري بقصف مناطق في ريف حلب.
واوضح المرصد ان المدفعية قصفت ايضا مناطق في محافظتي درعا «جنوب» ودير الزور «شرق» حيث استولى المقاتلون المعارضون السبت بعد اسابيع من القتال على مطار زراعي تستخدمه مروحيات سلاح الجو.
واشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة مناطق سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، ان 56 مدنيا و42 مقاتلا معارضا و48 جنديا نظاميا قتلوا السبت.
واحصى المرصد سقوط اكثر من 39 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا.
سياسيا قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر امس ان قرار فرنسا استقبال «سفير» للمعارضة السورية يشكل عملا «عدائيا» تجاه سوريا.
وقال حيدر ان «فرنسا تتصرف وكانها امة معادية وكانها تريد العودة الى فترة احتلالها سوريا» في اشارة الى فترة الانتداب الفرنسي على سوريا.
واضاف قبل اجتماع في طهران لممثلي الحكومة السورية والعديد من الاحزاب السورية المعارضة المعترف بها، ان فرنسا «تريد ان تتحدث باسم الشعب السوري، غير ان الشعب لا يوليها اي اهمية».
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ان فرنسا ستسقبل بباريس «سفيرا» للائتلاف السوري المعارض.
وهذا الائتلاف تم تشكيله في 11 نوفمبر بالدوحة وكان تعهد بان يدمج في الحكومة التي ينوي تشكيلها «كافة مكونات سوريا».
ولا يشارك اي من مكونات الائتلاف السوري المعارض في اجتماع طهران التي لم تدع اليها الا «الحركات التي تقبل الحوار» مع النظام، بحسب حيدر.
وترفض المعارضة المسلحة السورية الحوار مع النظام قبل تنحي الرئيس بشار الاسد.
من جانبه حذر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي من تكثيف تزويد قوات المعارضة السورية بالاسلحة مؤكدا انها ستزيد في «انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظم» في المنطقة.
وفي افتتاح الاجتماع، قال صالحي ان «بعض «الدول» تنوي ارسال اسلحة ثقيلة ونصف ثقيلة الى المعارضة» السورية.
واضاف «انها في الواقع تبحث عن اضفاء الشرعية رسميا عن ما قد سبق وفعلته في الخفاء»، منددا «بتدخل واضح في شؤون بلد مستقل».
وحذر صالحي من ان «مثل هذه القرارات ستشكل سابقة في العلاقات الدولية وستساهم في انتشار انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظم في المنطقة».
ويتهم النظام السوري وحليفتاه الاساسيتان ايران وروسيا بعض الدول العربية والغربية بتزويد قوات المعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد، بالاسلحة سرا منذ اشهر.
واعلنت فرنسا الخميس انها ستطرح على شركائها الاوروبيين مسالة رفع الحظر عن»الاسلحة الدفاعية» لمساعدة المعارضة.
وجاءت هذه المبادرة في سياق تشكيل «الائتلاف الوطني» السوري التحالف الكبير الذي يشمل حركات المعارضة السورية في 11 نوفمبر في الدوحة، واعترفت به فرنسا وعدة دول بالمنطقة بما فيها تركيا ودول الخليج على انه الممثل الشرعي للشعب السوري.
وطلب الائتلاف اعترافا دوليا واسلحة من اجل الاطاحة بنظام دمشق والاسراع في انهاء النزاع الذي اوقع منذ مارس 2011 نحو 39 الف قتيل حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وحذرت روسيا الدول التي تساند ائتلاف المعارضة السورية من انها ترتكب «انتهاكا فاضحا» للقانون الدولي اذا زودت قوات المعارضة بالاسلحة.