
فيينا - «ا. ف. ب»: عقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس اجتماعا بحث خلاله برنامج ايران النووي المثير للجدل وخصوصا انشطة تخصيب اليورانيوم.
وتعقد الدول الـ35 اعضاء المجلس على مدى يومين جلسات مغلقة في مقر الوكالة التابعة للامم المتحدة في فيينا.
وقال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو فى بداية الاجتماع إنه لم يتم إحراز تقدم في محاولة تبديد المخاوف بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني على الرغم من «الجهود المكثفة» التي تبذلها الوكالة.
وحث أمانو إيران على تمكين مفتشي الوكالة من دخول موقع بارشين «دون أي تأخير جديد» مضيفا أن الوقت حان الآن لانتهاز فرصة التوصل لحل دبلوماسي للأزمة
وكان يوكيا امانو اعلن في تقريره الاخير حول ايران انها استكملت تجهيز موقع فوردو «وسط» لتخصيب اليورانيوم تحت الارض باجهزة الطرد المركزي.
وتثير انشطة تخصيب اليورانيوم مخاوف الدول الغربية التي تشتبه بسعي طهران لحيازة القنبلة الذرية، الامر الذي تنفيه ايران.
وتقوم ايران بتخصيب اليورانيوم حتى 5 في المئة و20 في المئة في هذا الموقع القريب من مدينة قم «وسط» لتوليد الطاقة الكهربائية وانتاج النظائر المشعة الطبية المستخدمة خصوصا لتشخيص بعض انواع السرطان. غير ان الدول الغربية واسرائيل تخشى ان تخصب ايران اليوارنيوم بنسبة 90 في المئة ، وهو المستوى المستخدم لانتاج السلاح الذري.
واعلن المسؤول عن البرنامج النووي الايراني فريدون عباسي دواني الاربعاء «سنواصل تخصيب «اليورانيوم» بقوة».
وبعد عام على تقرير شديد اللهجة صدر عن وكالة الطاقة الذرية حول ايران وادى الى تشديد العقوبات وتوسيع الحوار في آن، لا يزال الملف متعثرا.
وكتب امانو في تقريره الجديد ان في غياب تعاون كامل من السلطات الايرانية فان الوكالة «غير قادرة على الاستخلاص بان جميع المعدات والمواد النووية في ايران «تستخدم» لاغراض سلمية».
ومن المقرر اجراء مفاوضات جديدة بين الوكالة وايران في 13 ديسمبر في طهران سيكون الرهان فيها توقيع اتفاق يمنح مفتشي الوكالة امكانية اوسع للوصول الى المواقع النووية والافراد والوثائق التي تسمح لهم بالتثبت من النقاط التي اثارها تقرير نوفمبر 2011.
وضمنت الوكالة تقريرها قائمة بعناصر تفيد بنظرها بان ايران عملت خلافا لتاكيداتها على انتاج القنبلة الذرية قبل العام 2003 وربما من بعد ذلك التاريخ ايضا.
ورغم «القلق» بشان انشطة ايران النووية، لا يتوقع ان ينتقد مجلس وكالة الطاقة مجددا طهران في تقرير جديد كما فعل في نوفمبر 2011 وفي سبتمبر الماضي.
وبعد الفاصل الذي شكلته الانتخابات الرئاسية الاميركية، ستتركز الجهود على تحريك المساعي الدبلوماسية في وقت تسعى الدول الكبرى في مجموعة 5+1 «الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا» لاستئناف مفاوضاتها مع ايران في اسرع وقت ممكن.
وستعرض على طهران عقد اجتماع خلال النصف الاول من ديسمبر في اسطنبول، على ما عملت وكالة فرانس برس من مصادر دبلوماسية.