
طهران - «ا. ف. ب»: كررت ايران امس تأكيد سيادتها على ثلاث جزر استراتيجية في الخليج تطالب بها الامارات العربية المتحدة، وذلك ردا على الرئيس الاماراتي الذي دعا الى تسوية سلمية للنزاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في بيان ان «تكرار المطالب التي لا اساس لها لن يؤثر على الحقيقة القائمة. الجزر الايرانية الثلاث هي وستبقى جزءا لا يتجزأ من اراضي الجمهورية الاسلامية».
واضاف ان «الحديث عن هذه المشاكل التي تولد التوترات لن يساعد العلاقات الثنائية»، لكنه اكد ان ايران «لا تمانع ابدا في تطوير علاقاتها الودية مع بلدان الخليج الفارسي وترحب باجراء المفاوضات «مع هذه البلدان» لتسوية الخلافات».
وكان الرئيس الاماراتي خليفة بن زايد ال نهيان دعا الاحد «الحكومة الايرانية الى الحوار او الى التحكيم الدولي لتسوية مسألة» جزر ابو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى الواقعة في مدخل الخليج.
واحتلت ايران هذه الجزر منذ 1971 بعد انسحاب القوات البريطانية من المنطقة وحصول الامارات على استقلالها. وترفض ايران هذا الطلب رفضا قاطعا ودائما ما يتسبب هذا الخلاف بتوترات دبلوماسية بين طهران وابو ظبي.
وعلى صعيد منفصل اعلن الحرس الثوري الايراني في بيان امس ان ايران قامت بانزال طائرة استطلاع امريكية بدون طيار في مجالها الجوي فوق مياه الخليج.
واوضح بيان الحرس الثوري الذي بثه موقعه «سباه نيوز.ار» ان «طائرة امريكية بدون طيار كانت تحلق فوق منطقة الخليج بهدف رصد وجمع معلومات... تم اقتناصها في الايام الاخيرة بفضل منظومة المراقبة التي تستخدمها القوات البحرية للحرس الثوري فور دخولها المجال الجوي» الايراني.
ولم يحدد بيان الحرس الثوري، قوات النخبة في القوات الايرانية، اين وفي اي ظروف جرت عملية «السيطرة» هذه.
واوضح قائد القوات البحرية للحرس الثوري الاميرال علي فدوي انها طائرة بدون طيار صغيرة من طراز «سكان ايغل» المحمولة عادة على سفن البحرية الامريكية.
وبث التلفزيون الايراني صورا قال انها للطائرة بدون طيار التي تمت السيطرة عليها وهي رمادية اللون وتبدو في حالة سليمة.
ونقلت شبكة العالم الايرانية باللغة العربية عن اسماعيل قساري رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى الايراني، ان «الطائرة بدون طيار تمت السيطرة عليها وهبطت بسلام».
واضاف ان «عملية السيطرة هذه، على رغم التكنولوجيا المتطورة للطائرة، مبعث فخر لقواتنا المسلحة» التي اظهرت «قدرتها على مواجهة كل الانتهاكات لحدودنا من اجل جمع المعلومات».
وهذه ثاني مرة تعلن طهران اعتراض طائرة امريكية بدون طيار كانت تحلق فوق اراضيها.
والاعلان عن السيطرة على الطائرة الامريكية بدون طيار من نوع ار.كيو-170 يأتي بعد سنة بالضبط على اعتراض طائرة سنتينل بدون طيار للمسافات البعيدة وعلى ارتفاع شاهق وارغامها على الهبوط بهدوء بينما كانت تقوم بمهمة تجسس فوق شرق ايران، في الرابع من ديسمبر 2011.
وقد تمكنت القوات الايرانية من السيطرة على هذه الطائرة التي تزن بضعة اطنان وارغامها على الهبوط بهدوء في احدى صحارى البلاد.
اما سكان ايغل الاصغر بكثير والاقل تطورا والتي يبلغ طولها ثلاثة امتار، فمخصصة للمراقبة التكتيكية وتبلغ دائرة عملها مئة كلم فقط، لكنها قادرة على التحليق حوالى عشرين ساعة، كما تقول شركة بوينغ التي تصنعها. وتستخدمها البحرية الامريكية منذ 2005.
وتأتي السيطرة على الطائرة بدون طيار بعد تحذيرات اطلقتها طهران التي اتهمت في الاسابيع الاخيرة الولايات المتحدة بزيادة انتهاكاتها لمجالها الجوي فوق الخليج.
وكانت طائرات ايرانية اطلقت في الاول من نوفمبر النار على طائرة امريكية بدون طيار من نوع ام.كيو.1 اتهمتها طهران بدخول مجالها الجوي خلال مهمة استطلاع في منطقة بوشهر الساحلية في الخليج حيث يوجد خصوصا مرفأ خرج النفطي والمحطة النووية الايرانية الوحيدة.
ولم تصب الطائرة بأضرار واكدت واشنطن ان الحادث وقع في المجال الجوي الدولي.
واتهمت طهران الولايات المتحدة بانتهاك مجالها الجوي بطائرات بدون طيار ثماني مرات في اكتوبر، واحتجت رسميا لدى مجلس الامن.
واعرب المسؤولون العسكريون الامريكيون عن قلقهم مرارا في السنوات الاخيرة من جهود طهران لتطوير تحكمها في الطائرات بدون طيار.
وتمكنت طائرة بدون طيار ايرانية الصنع ويستخدمها حزب الله اللبناني من التحليق مطلع اكتوبر فوق الاراضي الاسرائيلية نصف ساعة قبل ان يدمرها الطيران الاسرائيلي.
من جهة اخرى، اكدت ايران التي تقول انها تمتلك ايضا طائرات قاذفة بدون طيار انها تمكنت من كشف اسرار الطائرة ار.كيو-170 التي سيطرت عليها وانها بدأت باعداد ردود للتعامل مع هذه الطائرة الشبحية.