بغداد - «كونا»: قال الرئيس العراقي جلال طالباني ان امن بلاده مهدد بالخطر بسبب الخلافات السياسية بين قادة البلاد داعيا الى انتهاج لغة الحوار في اطار القانون الاساسي للبلاد.
وقال طالباني في بيان وزع فى بغداد مساء امس الاول ان «العملية السياسية في العراق تواجه اليوم مخاطر يسببها غياب الثقة بين الفرقاء وانعدام الرؤية الواضحة للغايات والمرامي الفعلية .. والاهم من ذلك ان هذه المخاطر تقترن احيانا بحشد متبادل للقوات والتلويح باستخدامها».
واضاف ان «مثل هذا التطور ليس خطرا على العملية السياسية فحسب بل انه قد يؤدي الى عواقب وخيمة تهدد صميم امن البلاد وسلامة اهلها وهو ما يفاقمه الوضع الاقليمي المتأزم بوتائر متصاعدة من حول العراق».
ورأى ان «صوت العقل ينبغي ان يعلو ويطغى على الاهواء والاندفاعات والمصالح الفئوية ولابد من ان يكون الحوار البناء في ظل الدستور اداتنا الوحيدة لمواجهة المعضلات القائمة مهما بدت مستعصية».
واشار طالباني الى انه بدأ سلسلة من المشاورات والاتصالات مع القيادات السياسية موضحا انه وجد منهم تجاوبا وتفهما لطبيعة وحساسية الوضع الراهن.
ودعا في هذا السياق الى تهدئة حقيقية وضبط للنفس والمشاعر وتجنب كل ما يمكن ان يدفع نحو مزيد من التوتر الميداني والسياسي والاعلامي.
يذكر ان طالباني عاد يوم امس الاول الى مقر اقامته في بغداد ليباشر منها سلسلة لقاءات مع قادة الكتل السياسية لحلحلة الازمة الراهنة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان.
وتأتى تصريحات طالباني هذه عشية زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي وصل صباح الامس الى بغداد على ما افادت قناة العراقية التلفزيونية.
والتقى بان عند وصوله الى بغداد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، وفق ما افادت القناة،
من جانبه عبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة امس عن رغبته في اعطاء «انطلاقة جديدة» للعلاقات المتوترة حاليا بين بلاده وتركيا لكنه حث حكومة انقرة على وقف التدخل في شؤون العراق.
وقال المالكي في المقابلة التي اجرتها معه مع صحيفة حرييت التركية في بغداد ان «الوضع الحالي لا يرضي لا الشعب العراقي ولا الشعب التركي. نريد انطلاقة جديدة في علاقاتنا السياسية مع تركيا».
واضاف رئيس الحكومة العراقية انه يريد «مد يد الاخوة» الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لكنه ندد مرة جديدة برفضه تسليم بغداد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المحكوم عليه بالاعدام غيابيا في بلاده.
وتساءل المالكي «ما كنتم لتشعروا اذا منحت اللجوء في بغداد لزعيم حزب العمال الكردستاني «الانفصالي» عبد الله اوجلان».
واوجلان مسجون لمدى الحياة منذ 1999 في تركيا فيما تدرج انقرة وعدة دول اخرى حزب العمال الكردستاني على لائحة الحركات الارهابية.
واضاف المالكي «رغم كل خلافاتنا، نرغب في حوار جيد مع تركيا. امد من هنا غصن الزيتون، نريد التعاون في كل المجالات مع تركيا». واكد «لكن تركيا يجب الا تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق».
وتوترت العلاقات بين انقرة وبغداد كثيرا منذ رفض تركيا تسليم الهاشمي. ويتهم العراق ايضا تركيا بالتدخل في الخلاف بين حكومة بغداد المركزية واقليم كردستان الخاضع للحكم الذاتي.
ميانيا قتل خمسة من افراد الشرطة العراقية صباح الامس في هجوم شنه مسلحون مجهولون ضد نقطة تفتيش جنوب بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس ان «خمسة من افراد حماية المنشآت التابع لجهاز الشرطة قتلوا في هجوم شنه مسلحون مجهولون ضد نقطة تفتيش قرب دائرة تابعة لوزارة الكهرباء».
واضاف ان المسلحين سرقوا اسلحة افراد حماية المنشآت بعد قتلهم في منطقة جرف النداف على الطريق المؤدي الى المدائن «30 كلم جنوب بغداد».
واكد مصدر طبي لفرانس برس نقل الجثث الخمس الى مستشفى الكندي في بغداد.