
بروكسل - «ا. ف. ب»: تعهدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس الاول بتقديم دعم للائتلاف الوطني السوري المعارض الساعي لاطاحة نظام الرئيس بشار الاسد.
وبالرغم من ان الولايات المتحدة لم تعترف رسميا بعد بالائتلاف الوطني السوري، الا انها قد تصدر اعلانا بهذا الصدد خلال الاجتماع الدولي «لاصدقاء الشعب السوري» الذي ستشارك فيه كلينتون الاسبوع المقبل في مراكش.
وقالت كلينتون للصحافيين في بروكسل «الان وقد تشكلت معارضة جديدة، سوف نبذل كل ما بوسعنا لدعم هذه المعارضة.
وقالت «اتطلع الى المشاركة في اجتماع اصدقاء الشعب السوري الاسبوع المقبل في مراكش حيث سنتقصى مع بلدان تتبنى الموقف نفسه مثلنا ما يمكننا القيام به لانهاء هذا النزاع».
وقال مسؤولون امريكيون في احاديث خاصة ان ادارة الرئيس باراك اوباما سوف تمضي قدما على الارجح وتعترف بالائتلاف مستقبلا.
غير انها تحض الائتلاف قبل ذلك على تعزيز بنيته السياسية لتقديم بديل ذي مصداقية لحكومة الاسد.
وكانت فرنسا اول دولة غربية اعترفت رسميا الشهر الماضي بالائتلاف «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري».
وتبعتها الى هذا الموقف بريطانيا وتركيا ومجلس التعاون الخليجي، غير ان الائتلاف لم يحصل على دعم شامل من الاسرة الدولية بسبب الشكوك حول ما اذا كان يمثل فعلا كل شرائح المجتمع السوري.
من جانبها قالت مصادر من المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة يسعون لإعادة هيكلة قيادتهم على مستوى البلاد أملا في الحصول على تمويل أجنبي لانتفاضتهم المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد.
وكان التفاوض حول الاتفاقات النهائية بشأن الهيكل الجديد للقيادة لم يزل جاريا مساء الأربعاء في اجتماع سري بتركيا جمع بين وحدات مختلفة من المعارضة طالما شهدت انقسامات عميقة وتناحرات شديدة تحول دون التنسيق فيما بينها.
وقال عبادة الأغا الذي يمثل كتائب الصحابة في دمشق إن الهدف هو وضع جماعات المعارضة على مسار يؤدي إلى تشكيل قوة موحدة مضيفا أن الأولوية تتمثل الآن في تشكيل قيادة منظمة يتبعها جميع مقاتلي المعارضة.
غير أن غياب جبهة النصرة - وهي وحدة إسلامية متشددة يشتبه في ارتباطها بالقاعدة - عن الاجتماع يهدد بتقويض هذا المشروع.
ورغم أن عدد مقاتليها ضئيل نسبيا بالمقارنة مع غيرها إلا أنها واحدة من أكثر القوى فعالية على الأرض وتتمتع بنفوذ متزايد بين مقاتلي المعارضة على مستوى القاعدة.
وطالبت القوى الأجنبية التي ألقت بثقلها وراء الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا بتسلسل قيادي قبل أن تدعم مقاتلي المعارضة. وتشعر هذه القوى بقلق متزايد إزاء تمويل المعارضة بسبب وجود إسلاميين متشددين بالإضافة إلى مخاوف بشأن انعدام الانضباط بشكل خطير.
وتزداد الشكاوى من قيام مقاتلي المعارضة بالنهب والخطف والقتل خارج نطاق القضاء.
وقال مصدر من مقاتلي المعارضة خلال الاجتماع طلب عدم ذكر اسمه إن معظم جماعات المعارضة شاركت في المفاوضات رغم أنه لم يقدم معلومات مفصلة بشأن الحاضرين.
وحاولت جبهة النصرة بالفعل تعطيل تقدم الائتلاف الوطني السوري المعارض الجديد المعترف به دوليا والذي يشرف على المحادثات الخاصة بالتشكيل الجديد لمقاتلي المعارضة.
وقال مصدر من المعارضة لرويترز لم يكشف عن اسمه إن الهيكل الجديد سيتشكل على الأرجح من أربع «جبهات» يقود كل منها ضابط منشق عن قوات الأسد بمساعدة قيادي معارض من المقاتلين المدنيين الذين يشكلون معظم قوات المعارضة.
وسيكون هناك أيضا رئيس للأركان غير أن المصدر قال إنه لا يزال هناك نقاش حول الشخصية التي سيتم اختيارها لقيادة مقاتلي المعارضة. علاوة على ذلك سيتم انتخاب عدد من الممثلين لكل «جبهة» ليعملوا قادة محليين ضمن تسلسل القيادة.
وقال الأغا لرويترز عبر الهاتف إن المعارضة اتفقت على الهيكلة بصورة عامة على ما يبدو مشيرا إلى أن نقطة الخلاف تكمن دائما في المرشحين للمناصب ونوع التمثيل في كل منطقة.
وقال المصدر الذي لم يكشف عن اسمه إن هذا التقدم دعمه حضور مستشارين من دول أجنبية. وأضاف أن مسؤولين من تركيا وبعض الدول الخليجية والغربية حضروا الاجتماع غير أنه رفض الكشف عن أسمائهم.
وفشلت عدة محاولات سابقة لتشكيل قيادة للمعارضين. وعجز قادة الجيش السوري الحر عن كسب ولاء الكثير من وحدات المعارضة نظرا لبقاء ضباطه في تركيا واتهامهم بتمويل جماعات المعارضة المفضلة لديهم.
وحققت القيادة المشتركة للمجالس العسكرية - التي حظيت بالدعم أو التعاون من وحدات كثيرة لمقاتلي المعارضة على الأرض - نجاحا أكبر قليلا بفضل قدرتها على توفير بعض الأسلحة بل ورواتب ضئيلة للمشاركين فيها.
غير أنها ظلت عاجزة عن تحقيق الانضباط في وحدات المعارضة وعن كسب ولاء الكثير من جماعات المقاتلين خاصة الإسلاميين الذين يتمتعون بقنوات تمويل خاصة بهم ويفضلون الحفاظ على استقلاليتهم في الغالب.
ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري قصف امس معاقل لمقاتلي المعارضة في البلاد ويتواجه خصوصا مع هؤلاء في محيط دمشق.
وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والاطباء على الارض، ان 104 اشخص قتلوا الاربعاء في البلاد بينهم 40 في دمشق وريفها.
من جهته، اعلن التلفزيون الرسمي ان «ارهابيي القاعدة فجروا قنبلة في سيارة امام مركز للهلال الاحمر في دمشق» ما اسفر عن سقوط قتيل واضرار جسيمة.
وتقوم القوات السورية اليوم بقصف مدفعي على دوما شمال شرق دمشق، وداريا ومعضمية الشام جنوب غرب دمشق.
وفي الوقت نفسه تجري معارك بين مقاتلي المعارضة والجيش السوري في عربين «شرق»، كما ذكر المرصد.
وفي مناطق اخرى من البلاد جرت معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة والجيش المدعوم بالمدفعية في عدد من احياء حلب «شمال» بينما تقصف المدفعية بلدات في محافظة درعا «جنوب» كما قال المرصد، موضحا ان انفجارات هزت مدينتي حماة «وسط» ودير الزور «شرق».